عائلات تعود إلى الأسطح لإقامة أعراسها عادت أغلب العائلات ومع اللهيب الذي تشهده قاعات الأعراس إلى الأسطح من أجل إقامة أعراسها وتنظيم مأدبات عشاء هناك للفرار من التكاليف الزائدة التي تفرضها قاعات الحفلات في حالة ما إذا كان العرس متبوعا بوجبة عشاء من أجل تقليص التكاليف، أو بغرض العودة إلى خلق تلك الأجواء المميزة للأعراس الجزائرية التي كانت تقام بالأسطح ويظل أصحابها ساهرين إلى غاية بزوغ الشمس في الصباح الباكر· ومع أن تلك الأجواء غابت مع مرور السنوات لكن البعض أبى إلا معاودة إحيائها من جديد بدليل عودة البعض إلى أسطح العمارات والاستنجاد بها من جهة لإنقاص التكاليف، ومن جهة أخرى بغية إعادة تلك الأجواء الرائعة التي كانت تتميز بها الأعراس من قبل· ونحن بمقاطعة باب الوادي ليلا قابلتنا تلك الأسطح التي كانت تنطلق منها أضواء متلألئة يعتليها ستار أخضر ذاك الذي غاب كثيرا عن أعراسنا، كما وقفنا على تلك الأجواء المميزة جسدها هؤلاء الرجال الذين كانوا ينتشرون جماعات جماعات بتلك الأسطح وهم يدردشون بعد الفراغ من وجبة العشاء التي تتبعها دوما جلسات شعبية رائعة تعقد على مستوى السطح وتكون متبوعة بعرف الحناء التي تربط للعريس في تلك الليلة· اقتربنا من بعض العائلات هناك لرصد دوافع عودتها إلى السطوح منهم السيد كمال أخ العريس قال إن الغلاء الفاحش الذي تشهده قاعات الزفاف أدى بالبعض إلى إنقاص التكلفة المادية وأبينا إلا اختزال وجبة العشاء وإقامتها على مستوى السطح لتتبع بعرف إقامة الحناء للعريس بين الأحباب والجيران هناك، وأضاف أن التكلفة المادية من جهة هي من دفعتهم إلى ذلك، ومن جهة أخرى محاولة إعادة بعض الأعراف التي كانت تطبع الأعراس الجزائرية والتي تلاشت من وقت لآخر، فأغلب العائلات كانت تعتمد على السطح خلال كامل العرس وما يتبعه من مراسم سواء وجبات العشاء والغذاء وكذا تصديرة العروس، دون أن ننسى إقامة (الآلي) أو القعدات الشعبية بالنسبة للعريس على أنغام طلقات البارود، لكن في الوقت الحالي كل شيء تلاشى بعد أن طغت موضة إقامة الأعراس في قاعات الحفلات، وصار حتى من يمتلك فيلات يفر إليها، من أجل المحافظة على بيته وتنظيمه، فقاعة الزفاف كان لها الدور الأكبر في القضاء على تلك الأعراف والتقاليد· أما السيدة مروة فقالت إنها ستقبل على إقامة عرس ابنتها في أواخر جويلية وعقدت العزم على أن تكون وجبة العشاء المنظمة على شرف المدعويين على مستوى سطح عمارتهم خاصة وأن تنظيمها على مستوى القاعة يلزمها دفع 10 ملايين سنتيم ومن شأن إلغاء العشاء أن يقلص المبلغ إلى ستة ملايين، وترى أن ذلك كاف لإرهاق جيبها لتضيف أن إقامة العرس على مستوى السطح فيه نكهة لا تضاهيها نكهة أخرى، بحيث يلتم الأحباب والأقارب والجيران ويستمتعون بكل لحظة من لحظات العرس على خلاف قاعة الزفاف التي يمر فيها الوقت بسرعة وتفوت فرصة ملاقاة الأحباب بالنظر إلى اتساع المساحة على خلاف الأسطح التي يلتف فيها الكل كالعائلة الواحدة·