رئيس جمعيتهم يؤكد: مرضى السكري يجدون حرجا شديدا في الإفطار يحرم كثير من المرضى من صيام شهر رمضان الكريم، نتيجة لتأثيرات الصيام الجانبية على صحتهم، كمرضى السكري مثلا، لاسيما النوع الأول منه، أي المعالجون بالأنسولين مثلما هو معلوم، مع أن ذلك يجعل عددا كبيرا منهم حزينا ومتألما لذلك، لدرجة أن كثيرين يجهشون بالبكاء كأطفال صغار، عندما يخبرهم الأطباء والمختصون أن حالتهم تحرم عليهم الصيام بأي شكل كان، وهو ما كشف عنه رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، السيد أوحدة فيصل على هامش الحملة التحسيسية الخاصة بشهر رمضان وداء السكري، حيث أوضح أنهم يلاقون الكثير من الصعوبات مع المرضى لاسيما كبار السن منهم، بسبب منعهم من الصوم، إذ يبدون كثيرا من التمنع، يصل لدرجة إصرارهم على الصوم وليحدث بعدها ما يحدث رغم أن الأمر يتعلق بصحتهم في الأول والأخير· هذه الذهنية التي يتمسك بها بعض من مرضى السكري حسب محدثنا دائما، ترتبط في معظم الأحوال بنظرتهم العامة للعادات والتقاليد وكذا وجهة النظر الشرعية في الأمر، حيث يعتبرون عدم صومهم، وإن كان لدواع صحية، أمرا معيبا وغير جائز، ما يحتم على الأئمة خصوصا في هذا المجال، القيام بدورهم في النصح والوعظ والإرشاد لهذه الفئة، وهو ما ركزت عليه الحملة التحسيسية التي أطلقتها الجمعية في هذا الإطار· لكن وإن كانت نظرة المسنين من مرضى السكري من الجنسين إلى الإفطار في رمضان بسبب المرض، فإن نظرة آخرين إلى الأمر ولاسيما من الشباب مخالفة تماما، وتبدو أكثر واقعية وعقلانية· وإلماماً بالجانب الطبي والشرعي معا، وهو ما يبدو في حالة واحدة من هؤلاء، حيث يتعلق الأمر بالسيد (شوام جيلالي) البالغ من العمر 32 سنة، والمصاب بالسكري منذ سنة 1989، وبما أنه مصاب بالسكري من النوع الأول أي المعتمد في علاجه على الأنسولين، فهو ممنوع من الصوم بكل تأكيد، وفي حديثه ل(أخبار اليوم) عن كيفية قضائه لشهر رمضان الكريم، وعدم صومه، بسبب إصابته بالسكري، وكذا نظرة الآخرين إليه في حال رؤيته مفطرا، دون أن يعلموا حقيقة مرضه أحيانا، قال إن الأصل هو تقبل المرض بالأول والأخير، وعدم الالتفات إلى آراء الآخرين، لأن لا أحد يعلم حقيقة الإنسان الداخلية وظروفه وما يكون يعاني منه، أما عن الصوم، فأجاب بكل حزم، أن صوم رمضان لا يعني الانقطاع فقط عن الأكل والشرب، مثلما يعتقده البعض للأسف، وإنما هو صوم عن كل المحرمات والرغبات، وهو الأصل من تشريع الصوم، أي تعويد النفس على الابتعاد عن الشهوات، مضيفا أن مجرد الامتناع عن الأكل والشرب مع القيام بالعديد من المنكرات الأخرى، لا يعني أن الإنسان قد صام رمضانه فعلا، ومن ناحية أخرى، يقول إنه يحاول التعويض عن إفطار رمضان، وإن كان معذوراً بالقيام بالتصدق عن كل يوم، أو بإطعام مسكين، وغيرها من الحلول التي شرعها الله عز وجل لعباده·