يقول المولى تعالى في كتابه العزيز ''لا يكلف الله نفسا إلا وسعها''... ويقول ''ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ''... ويقول أيضا ''ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ...'' هي آيات تدعو الى ضرورة الحرص على النفس. وبحلول شهر رمضان الكريم سعت بعض المؤسسات الاستشفائية الى فتح الأبواب أمام المواطنين من المرضى، وبالتحديد مرضى السكري من أجل إفادتهم بجملة من النصائح التي تمكنهم من صوم الشهر الفضيل بعيدا عن أي تعقيدات صحية من خلال إطلاعهم على وضعيتهم الصحية وما النظام الغذائي الواجب اعتماده. تواجد ''المساء'' في واحدة من المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة جعلها تحتك ببعض مرضى السكري الذين دفعهم وعيهم إلى طلب الاستشارة الطبية لتحديد وضعهم الصحي في شهر رمضان ومن بينهم السيدة خديجة سالمي ذات 58 سنة التي قالت ل''المساء'' إنها مصابة بمرض السكري منذ سنة تقريبا وقد حدث وأن توعكت السنة الماضية عندما صامت في رمضان، وحتى تكون على يقين من قدرتها على الصوم رغبت في الكشف عن حالتها الصحية ومعرفة ما النصائح والإرشادات التي ينبغي لها أن تتقيد بها خاصة ما يتعلق بالنظام الغذائي الواجب اتباعه، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند السيدة نزيهة التي قصدت المركز الصحي من أجل أخذ جملة من النصائح الواجب التقيد بها حتى يتسنى لزوجها البالغ من العمر 69 سنة أن يصوم شهر رمضان، حيث قالت إنها أجرت لزوجها بعض التحاليل التي كشفت عن ارتفاع نسبة السكري لديه، ولدى اتصالها بالطبيب نصحها بإعادة التحاليل حتى يعاود الاطلاع عليها، وقد نصحها بأن يتجنب زوجها صوم رمضان وأن يتقيد بأخذ العلاج بصورة منتظمة، ومن جهة أخرى قدمت لها المرشدة الطبية قائمة بالأغذية التي ينبغي أن يتقيد بها كنوع من الحمية الغذائية حتى يظل مستوى السكري لديه متوازنا. الاستشارة الطبية أكثر من ضرورة لمرضى السكري حدثنا السيد رضوان اجقاوة طبيب مختص في داء السكري وأمراض الغدد عن أهمية الكشف الصحي بالنسبة لمرضى السكري في رمضان قائلا: ''لابد على أي مريض بالسكري أن يحفظ هذه المقولة جيدا وهي: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء'' انطلاقا من هذا بدأ الطبيب رضوان يشرح ما على مريض السكري أن يتقيد به، حيث ألح في أول الأمر على ضرورة أن يكون هذا الأخير مزودا أينما ذهب بالجهاز الخاص بقياس نسبة السكري بالدم، إلى جانب البطاقة التي تثبت أنه مصاب بمرضى السكري ووجوب حمله الدائم لقطعة سكر أو أي نوع من المأكولات الحلوة ليتدارك حالته الصحية في حال هبوط نسبة السكري لديه، هذه أمور من المفروض أن تكون بديهية لكل مريض، بعدها انتقل الطبيب إلى التمييز بين نوعين من مرضى السكري لمعرفة من يمكنه الصيام من المرضى ومن عليه أن يتجنب الصيام لما في ذلك من خطورة على وضعيته الصحية، حيث أكد أن النوع الأول من مرضى السكري هم الذين الذي يخضعون للعلاج بالأنسولين، هذا النوع تحديدا من المرضى يمنع عليهم الصيام منعا تاما لما في ذلك من خطورة على حالتهم الصحية إذ قد يدفع الصيام بالمريض للدخول في حال غيبوبة، إلى جانب هذا النوع لدينا أيضا مرضى السكري اللذين يعانون من أمراض أخرى كمرض القلب أو الربو أو الكلى أو ارتفاع ضغط الدم، هذا النوع أيضا يفضل أن يتجنبوا الصيام لإن إصابتهم بمرض السكري مع مرض آخر مزمن قد يدخلهم في تعقيدات صحية نتيجة الصيام، وبالتالي حالتهم الصحية تتطلب العلاج المستمر والانقطاع عنه قد يشكل خطرا على صحتهم. أما بالنسبة للفئة التي تستطيع الصيام في شهر رمضان فهم الأشخاص الذين يخضعون للعلاج باتباع الحمية والدواء، وأن لا يعانوا من أي تعقيدات صحية أخرى، بحيث يقع على عاتقهم عند الصيام مراقبة نسبة السكر لديهم على مدار اليوم، أي لابد أن يكون السكري لديهم متوازنا ولأن شهر الصيام هذه السنة كما يضيف المتحدث قد تزامن مع فصل الصيف الذي يعرف بطول أيامه، فهذا في حد ذاته يشكل خطرا على مريض السكري الذي يصوم، لذا يؤكد على المرضى أن يستشيروا الطبيب قبل أسبوع على الأقل من دخول شهر الصيام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ينبغي أن يراقب المريض السكر لديه قبل ساعتين عن موعد الإفطار وإن لاحظ انخفاضا في مستوى السكري لديه فعليه أن يفطر في الحال، هذا ويضيف ''ينبغي على المريض ان يتجنب النوم بعد العصر لاحتمال أن ينخفض لديه مستوى السكري، وبالتالي يدخل في غيبوبة دون أن يشعر، ودون أن ننسى الإكثار من شرب الماء والتقليل من الأنشطة المجهدة وعدم التعرض للشمس بين الساعة العاشرة إلى الرابعة بعد الزوال حتى لا يكون الصيام مرهقا للمريض''. وكنصيحة أخيرة يرى الطبيب رضوان أنه ينبغي على أي مريض بالسكري أن يتقيد بها، وهي في حال شعوره بأعراض هبوط السكري والمتمثلة في زيادة نبضات القلب والتعرق وارتجاف اليدين، فعليه الإفطار مباشرة قبل التعرض للإغماء حتى وإن ظل على موعد الإفطار بضع دقائق.