تعيش الكثير من المناطق والنواحي عبر العاصمة في هذه الأيام أزمة تضاؤل كمية الخبز وقلة توفيره من طرف المخابز بسبب العدد الضئيل من المخابز التي بقت مفتوحة للعوام، وعدم قدرتها على استيعاب العدد الهائل من الطلبات لاسيما في فصل الصيف الذي تبتعد فيه الكثير من العائلات عن تحضير الخبز التقليدي بالنظر إلى اشتداد الحر، نظير ذلك قامت العديد من المخابز بغلق أبوابها واخذ عطلها مرة واحدة قبيل رمضان مما ولّد أزمة حادة في هذه المادة. نسيمة خباجة وبيَّن العديد من المواطنين تخوفهم من قفز أزمة الخبز إلى الأيام الأولى من الشهر الفضيل لاسيما مع الإقبال الكبير الذي اشتهر به الجزائريون على أنواع مختلفة من الخبز بعد سيلان لعابهم عليها وهم صائمون مما سيفوت الفرصة حتما عن الآخرين في جلب عدد من الرغائف في حال استمرار تضاؤل الكمية الموفرة من طرف المخابز. وقد عرفت العديد من الأحياء والمقاطعات عبر العاصمة في هذه الأيام ندرة حادة في مادة الخبز، وعجزت المخابز على توفيره وتغطية الكم الهائل من الطلبات لاسيما مع ازدياد الطلب عليه في موسم الحر بسبب الاعتماد الكلي للعائلات على جلبه من المخابز بدل الصنع التقليدي منه بالمنازل، الأمر الذي قابله غلق أبواب العديد من المخابز، ولكل علة في ذلك فمنهم من راح إلى الاستفادة من العطلة قبيل رمضان والاستعداد لمتطلبات ذلك الشهر الذي يكثر فيه العمل على مستوى المخابز، ومنهم من فر من الانقطاعات الكهربائية المتكررة التي تكبدهم الكثير من الخسائر من حيث العجين المحضر الذي يكون مصيره الحموضة والرمي بسلة المهملات. الأمر الذي انقلب بالسلب على الزبائن الذين وجدوا أنفسهم يركضون بأكياسهم الخاوية من حي لآخر ومن مقاطعة إلى أخرى بحثا عن عدد من الرغائف لسد رمقهم وأطفالهم. وأضحت رحلة البحث عن الخبز شاقة تحت درجة حرارة مرتفعة ومن المواطنين من راح إلى استعمال سيارته لقطع مسافة بعيدة لأجل جلبه، وأظهر الكثيرون تخوفهم من استمرار وانتقال الأزمة إلى الأيام الأولى من الشهر الكريم في حالة ما إذا بقيت أبواب المخابز موصدة في وجوه الزبائن. اقتربنا من بعض المواطنين عبر العديد من بلديات العاصمة على غرار المدنية، المرادية، واغلب البلديات التي شهدت ندرة حادة في مادة الخبز في هذه الأيام باعتباره مادة أساسية تعتمد عليها اغلب الأسر في استهلاكها اليومي، يقول السيد فريد من المدنية انه بالفعل تفاجأ لذلك النقص الحاصل في هذه الآونة والراجع أساسا إلى إجماع أصحاب المخابز على الاستفادة من العطلة السنوية في وقت واحد مما اثر سلبا على المواطنين، فكان من الأولى تداولهم على اخذ العطلة، ففي حيه مثلا قام ثلاث خبازين بأخذ عطلتهم في فترة واحدة الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة الخبز وصار القاطنون بذات المقاطعة يفرون ويتطفلون على مقاطعات أخرى والتي لم يقو خبازوها وعجزوا بدورهم على استيعاب العدد الهائل من الطلبات بالنظر إلى شدة الطلب. هذا ويتخوف العديد من المواطنين من انتقال أزمة الخبز ببعض المقاطعات إلى الأيام الأولى من الشهر الفضيل بما لا يتوافق مع طبيعة الشهر الذي يكثر فيه الإقبال على ذات المادة.