ككل سنة مع حلول الشهر الفضيل يكثر الحديث عن التخوفات من ندرة الخبز ، وخاصة في الآونة الأخيرة حيث أخذ عمال المخابز عطلة الصيف ، ناهيك عن كون بعض المخابز أغلقت أبوابها بشكل نهائي مع المشاكل المتراكمة، التي تعرفها المهنة المهددة بالانقراض، هذه الأخيرة أدت إلى تشكيل طوابير طويلة أمام المخابز ، منذ بداية الساعات الأولى للصباح. ''الحوار '' استطلعت آراء المواطنين وأصحاب المهنة، وبدا الكل شاكيا من الوضع الذي لم يعد يطاق، ويبدو أن الأزمة ستعرف تطورات خطيرة في شهر رمضان، وهو ما أدى إلى تعالي الأصوات المنادية بضرورة تدخل كل أجهزة الرقابة المختصة لسد هذه الثغرات . يعتبر الخبز عند الجزائريين سيد المائدة، فحتى لو كانت المائدة حبلى بكل ما لذّ وطاب من مأكولات ومشروبات، فإن الخبز سيظل ويبقى سيدها، وبدونه تكاد المأكولات الشهية الأخرى تصبح دون معنى، أي تفقد شهيتها ، إنه غذاء رئيسي للفقراء ، المساكين والمحتاجون والطبقة الوسطى على العموم.والخبز في شهر رمضان يتفنن فيه الخبازون تفننا، من حيث الشكل والنوعية والسانوج، ولا نستطيع نحن الجزائريين أن نتصور مائدة بدون خبز ، لذلك ظلت الدولة تدعمه إلى جانب المواد الغذائية الأساسية الأخرى مثل الحليب والسكر، فالعشر الأواخر من شعبان لاحت في الأفق بوادر أزمته ، فالمواطنون متخوفون من جهة ونقابة الخبازين تدق ناقوس الخطر من جهة أخرى ، كاشفة عن '' أزمة خبز '' قادمة وحددت بالضبط شهر رمضان الكريم .. وسبب الأزمة حسبها أن الخبز سلعة غير مربحة للخبازين، وهو ما أدى إلى غلق حوالي ''2000 مخبزة'' في الجزائر، منها 800 مخبزة في العاصمة وحدها، وعندما تضطرب سوق الخبز أو تقل هذه المادة، يعني أن المجتمع في أزمة لا تقل خطورة عن أزمة قلة الماء أو تلوث الهواء. ؟ آلاف مخبرة خرج عمالها في عطلة في شهر رمضان 1300مخبزة بالعاصمة تنتج ما يقارب 5 ملايين خبزة يوميا أكد حاج طاهر بولنوار الناطق الرسمي للإتحاد العام للتجار والحرفيين، في تصريح ل '' الحوار'' ، أن لا توجد ندرة في الخبز خلال شهر رمضان الكريم ، حيث انه من أصل 12 ألف مخبرة على المستوى الوطني ، هناك حوالي 9 ألاف مخبرة تبقى تشتغل خلال هذا الشهر ، موفرة ما يزيد عن 45 مليون خبزة يوميا ، بالرغم من أن عدد المخابز المغلقة حوالي 3 ألاف مخبزة ، وذلك بسبب السماح لعمالها بأخذ عطلتهم بعد شهور عديدة من العمل المتواصل ، وخاصة أن الكثير منهم ينتمون إلى عائلات بعيدة من داخل ولايات الوطن على غرار جيجل ، عنابة ، البويرة ، مشيرا أن هذا لا يؤثر في ندرة الخبز المخابز الشغالة ستنتج أكثر لتعويض المخابز المغلقة .و بالنسبة إلى الأسعار أفاد محدثنا ، أن السعر الرسمي المعمول به هو 50,8 دينار للخبزة الواحدة ، وان تمت زيادة فردية لا نتحمل مسؤوليتهم ، موجها نداء إلى كافة الخبازين بالتزام توجيهات توفير هذه المادة الأساسية وتحسين الخدمة العمومية وكذالك احترام الوزن القانوني للخبزة الذي يقدر ب 250غ للخبزة الواحدة ، وأيضا توجيهات إلى السلطات المحلية بضرورة العمل على منع بيع الخبز بطريقة فوضوية عبر الشوارع والساحات العمومية ، معتبرا أن هذا يؤدي إلى تشويه القطاع التجاري ويضر بصحة المستهلك محذرا في نفس الوقت المستهلكين من اقتناء أنواع الخميرة المنتهية الصلاحية والفاسدة التي تداولها السوق الموازية ، علما أن مهنة صناعة الخبز أصبحت مهنة صعبة وباهظة التكاليف مما قلص هامش الربح إلى درجة أدت إلى غلق الكثير من المخابز لذلك نطالب سلطات العمومية بإيجاد حل جذري ودائم للمشاكل التي يتعرض لها الخبازون . وفيما يخص المطلوع الذي يزداد بكثرة في رمضان، فان تقاليد العائلات الجزائرية تفضله على الخبز إذ أن إنتاجه بكثرة إيجابي نوعا ما ، حيث يعوض عدد المخابز المغلقة، ولكن سلبياته أكثر فيباع في الأماكن عرضة للغبار التلوث والشمس ، والأمر الثاني نتيجة غياب الوعي وثقافة الاستهلاك، ونحن لا نتحكم في سعر المطلوع ، يرجع اللوم بالدرجة الأولى إلى المستهلك الجزائري الذي يفضله، وباستطاعته الاستغناء عنه مستبدلا إياه بالخبز من عند المخبزة.