لجأت العديد من الأسر الجزائرية إلى تجميد كميات مضاعفة من الخبز قياسا على ما عرفته السنوات الماضية من ندرة حادة عرفتها المادة بسبب غلق بعض المخابز وكذا التوقف المبكر عن تقديم الخدمات في يومي العيد، لذلك لجأت العديد من العائلات إلى فكرة التجميد المسبق لكميات معتبرة من الخبز في الأسبوع الأخير من رمضان المعظم بالنظر إلى خصوصية المناسبة التي تستقبل فيها كامل العائلات الأحباب والأقارب، ومن غير المعقول أن تجد نفسها عاجزة من حيث توفير تلك المادة، فأغنت نفسها عن الحرج باللجوء إلى تجميد كميات منه واستعمالها خلال يومي العيد. ما اصطدمنا بع على مستوى اغلب المقاطعات هو الغلق المبكر الذي شهدته المخابز وتحول اغلبها إلى عرض الحلويات على الزبائن وكذا استقبال الطلبات ذلك ما انقلب بالسلب على توفير مادة الخبز في العيد ، وهو ليس بالشيء الجديد بل دأبت الأسر الجزائرية على مصادفة تلك الأزمة الحاصلة والندرة الحادة في مادة تعتبر أكثر من ضرورية كونها أساس الاستهلاك، لذلك راحت تعتمد إلى حلول خلال الأسبوع الأخير لاسيما وأنها صادفت ذلك المشكل عشية العيد بعد أن قامت بعض المخابز بعلق أبوابها والتقليص من خدماتها تبعا لتضاءل عدد العمال، بعد أن اختاروا اجتياز المناسبة مع ذويهم واجبروا على السفر، فيما اتجهت مخابز أخرى إلى مسك طلبات الحلويات ما اثر بالسلب على توفير المادة التي أصبحت كابوسا يطارد الجزائريين تزامنا مع المناسبات الدينية ذلك ما دفع بأغلب العائلات إلى الاحتياط وراح اغلبها إلى جلب الخبز بكميات متزايدة بغرض التجميد على حساب غيرهم مما انقلب بالسلب على الآخرين وعجزوا عن توفير المادة على موائد الإفطار حتى في رمضان ولا نقول العيد. اقتربنا من بعض المخابز قبيل العيد فوجدنا أن الكل أبوا إلا جلب الخبز بكميات متزايدة فاقتربنا منهم لمعرفة السر وفك اللغز قال السيد عمر الذي كان بصدد جلب 10 أرغفة انه اجبر على جلب كمية متزايدة التي لا تقاس بعدد أفراد عائلته، من اجل تجاوز المشكل الحاصل في يومي العيد قياسا على ما عرفته السنوات الماضية التي اجبر فيها على تناول المعجنات مباشرة بعد خروجه من صيام شهر كامل، ذلك ما لم يحتمله فحفظ الدرس مما دفعه إلى اقتناء 10 أرغفة ورأى انه سيضيف في اليوم الموالي 5 أرغفة تحسباً للضيوف ويجمدها كلها لاستعمالها في العيد وبذلك يغني نفسه عن المشكل الحاصل. أما السيدة مريم فقالت أنها سوف تعتمد مثل كل سنة على المطلوع لكي لا تدخل في ذلك الإشكال اللامتناهي وبذلك تغني نفسها وأفراد عائلتها من الانطلاق في رحلة البحث عن الخبز صبيحة يوم العيد وترى أن شعائر صلاة العيد أولى بالاهتمام من ذلك وقالت إنها تأسف كثيرا لرؤية الكل وهم يتسارعون فجر يوم العيد لجلب الخبز. اقتربنا من احد الخبازين فقال أن الندرة الحاصلة التي يشهدها العيد ترجع بالدرجة الأولى إلى تناقص العمال الذين يعودون إلى ولاياتهم الداخلية لقضاء العيد ولا يعودون إلا بعد أيام عديدة، ذلك ما يقابله اخذ المادة بكميات متزايدة قد تفوق 10 أرغفة للعائلة الواحدة تحسبا للضيوف، وفي كثير من الأحيان نجبر خلال العيد بفرض اخذ عدد معين من الرغائف على الزبائن لتمكين الكل من اخذ الخبز وتحقيق التوازن.