مثلما كان يتوقعه الجميع اصطدم الصائمون بأزمة خبز في أوائل أيام الشهر الكريم وجهل الكثيرون سبب ندرة تلك المادة الأساسية لاسيما في رمضان بحيث وجد الكل أنفسهم وهم ينطلقون في رحلة البحث عنه لاسيما مع حرارة الطقس التي شهدتها الأيام الأولى، ذلك ما استاء منه الجميع وراح الكل يتدبر الحلول، فمن المواطنين من جلبوا الخبز في الصباح الباكر كي لا يصطدموا بذلك المشكل الواقع على رؤوسهم لاسيما وان الكثير من النسوة تفادين تحضير الخبز التقليدي ببيوتهن بالنظر إلى اشتداد الحر وعدم ملائمة الظروف. شهدت الأيام الأولى من الشهر الفضيل ندرة حادة في الخبز في اغلب مقاطعات العاصمة على غرار المدنية، المرادية، أول ماي، محمد بلوزداد... بحيث اصطدم جل المواطنين بخلو رفوف المخابز في وقت مبكر، ذلك ما جعلهم يتنقلون إلى عدة مقاطعات بعيدة لجلب تلك المادة الأساسية بعد أن خلت مخابز أحيائهم منها، وعجزها عن استيعاب طلبات ذلك العدد الهائل من الزبائن الذين فروا إلى مقاطعات أخرى لعلهم يعودون ببعض الأرغفة، ذلك ما لم يتعود عليه الصائمون بحيث كانت تلك المخابز من بين الأماكن التي ينبعث منها عبق رمضان بعد أن تعرض مختلف أنواع الخبز الذي يزداد عليه الطلب في رمضان، لكن غابت تلك العادة هذه السنة بحيث تنفد الرفوف في بضع دقائق مباشرة بعد امتلائها نتيجة الطلب المتزايد على تلك المادة. ذلك ما فسرته الطوابير اللامتناهية التي شهدتها معظم المخابز في الأيام الأولى من الشهر الكريم وصار المواطن في مواجهة أزمة خبز، فبعد أن شغل باله بمشكل ملء القفة وتوفير اللحم راح يصطدم بندرة الخبز التي فرضت عليه فرضا في الأسبوع الأول من رمضان. وفي هذا الصدد انتقلنا إلى بعض المخابز على مستوى العاصمة لرصد أجوائها خلال الأيام الأولى من رمضان المعظم، ما قابلنا هو جموع المواطنين الذين كانوا مصطفين من أمام بعض المخابز وكلهم غضب من الندرة الحادة التي تعرفها مادة الخبز والتي واجهوها في رمضان في الوقت الذي كانت فيه المخابز تمتلئ عن آخرها بشتى أنواعه وما كان على الزبون إلا انتقاء ما يروقه. تلك العادة غابت في هذه السنة فالزبون بالكاد يحصل على نوع واحد، اقتربنا من بعض الزبائن لرصد أرائهم حول ذلك المشكل البارز في هذه الأيام فوجدناهم على درجة من الاستياء والتذمر من جراء الأزمة التي حلت بهم في أوائل الأيام الرمضانية الحارة مما استوجب تنقلهم هنا وهناك لجلب الخبز كمادة أساسية، قال السيد أمين: لم نكن ندر أننا سنصطدم بندرة الخبز منذ اليوم الأول من الشهر الكريم والذي خلت منه معظم المخابز في وقت مبكر مما أدى بنا إلى الاستنجاد بالخبز التقليدي المعروض على الطاولات الفوضوية الذي وجد فيه الكل الحل عوض العودة إلى البيت من دون تلك المادة الضرورية" وأضاف "لو كان بوسع الجميع احتمال المشكل في الأيام العادية لا نستطيع تحمله في عز رمضان، وفي أوج حرارة أيامه التي توجب فيها علينا التنقل من مكان إلى آخر في رحلة البحث عن الخبز". وبين جل المواطنين غضبهم واستياءهم من مواجهة ذلك المشكل مع بداية شهر رمضان المعظم، ولمعرفة السبب اقتربنا من إحدى المخابز بالمدنية فقال صاحب المخبزة أن المشكل خارج عن إطارهم فهم يعملون بصفة عادية بل ضاعفوا من ساعات عملهم لتلبية طلبات الزبائن لتوفير تلك المادة الضرورية وتفادي أي عجز، وأعلمنا أن سبب الأزمة هو الغلق التي تعرضت إليه العديد من المخابز، على الرغم من تضاؤلها قبل اتخاذ ذلك القرار، أضف إلى ذلك دخول بعضها في عطل مما ولُد الأزمة وعجزت المخابز التي تعد على الأصابع في استيعاب العدد الهائل من الزبائن وأصبحت مخبزة واحدة تستقبل سكان حيين أو ثلاثة أحياء مما أدى إلى نفاد الكمية وخلو الرفوف من الخبز في وقت قياسي. إلا أن هناك من المواطنين من فسر الأزمة الحاصلة أنها سبيل اتخذته بعض المخابز لامساك المواطنين مسكة موجعة وجعلهم وسيلة لارضاخ السلطات المعنية على تقبل الزيادة في سعر الخبز وتبيان أهميته كمادة أساسية بخلق الندرة عن عمد. المواطنون هم الآخرون ساهموا في إفراز أزمة الخبز إضافة إلى الأسباب الأخرى كون أن العديد منهم يذهبون إلى جلب كمية كبير ة منه وبالتالي يفوتون على الآخرين فرصة اخذ قسطهم منه لتكون نهايته بسلة المهملات فهل ستستمر أزمة الخبز التي كلّ منها المواطن طيلة الشهر الكريم؟!