مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراءً حول التفاعل الإلكتروني احترام الرأي والرأي الآخر واجب.. بين الأصدقاء وغيرهم الجزء الأول نَعْلم أنَّ اسم مَواقِع التَّواصل الاجتماعيِّ يَدلُّ عليها وقدِ اقتحم أفراد ومؤسَّسات متنوِّعة هذا الفضاء المُخصَّص الَّذي نال شهرة عالَميَّة.. وتَصلني منذ سنوات رسائل كثيرة حول التَّفاعل الإلكترونيِّ بيْن الأصدقاء وغيرِ الأصدقاء في مَواقِع التَّواصل الاجتماعيِّ وأَجَّلتُ عرْض الموضوع لعدَّة أسباب.. لكنِّي لا أَزال أَطَّلع كلَّ حين على شكاوَى وتَحفُّظات مِنَ الأصدقاء عنِ الأصدقاء وغيرِهم.. ومِمَّا جاء في الرَّسائل: - يَطَّلع كثيرون على المنشورات ويَرهنون التَّعليقات والإعجابات بقبول طلبات الصَّداقة (ويَعلمون أو يَجهلون أنَّ القائمة مكتملة ب5 آلاف صديق). - تُمنَح التَّعليقات والإعجابات مجاملة للأقارب وأبناء الدَّشرة والعرش والقرية والبلدة والمدينة والدَّولة والاتِّجاه الإيديولوجيِّ وصاحب الجاه والنُّفوذ على حساب العِلم والمَعرفة والفكر والأدب والثَّقافة... - يُشارِك أصدقاء وغيرُ أصدقاء بتعليقات وإعجابات على منشورات تافهة . - يَركن أصدقاء أنفسهم في عِدَّة حسابات دون تَفاعل ويَحتاج أصحاب الحسابات أصدقاء ذوي تَفاعلات لإثراء النِّقاشات ونشر الوعي العامِّ والاطِّلاع على موادِّهم سواء أكانت مقالات أَمْ إبداعات عِلميَّة وأدبيَّة وفنِّيَّة أَمْ أفكارًا نافعة ماتعة... - نُشارِك الأصدقاء وغيرَ الأصدقاء الأفراح والأقراح ولا يُشاركوننا ذلك (وكثيرون أساتذة ونُقَّاد وأدباء وشعراء وروائيُّون وكُتَّاب...). - ضعف التَّفاعل بيْن أهْل الصَّفوة النُّخبة عدا بعض الحالات القليلة وتغذية الصِّراعات بيْنها. - أنا أستاذة وقدْ طلبتْ مِنِّي أستاذة حذف تعليقي مِن حساب أستاذة ثالثة لاعتبارات شخصيَّة. - كثير مِن تعليقات الأسماء المستعارة لا تَحترم الآداب العامَّة لا سيما مِن ذوي المستوَى المعرفيِّ الضَّعيف جدًّا. كيْف تَرَى ذلك؟ وهلْ حدثتْ لك بعض أو كلُّ تلك الحالات؟ وما اقتراحاتك لحُسن التَّفاعل بيْن الأصدقاء وغيرِ الأصدقاء؟. الأستاذ ناصر عوالية شاعر : إهمال أدب الحوار والنقاش العلمي بين نشطاء المواقع الإلكترونية تعد وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت على تنوعها قناة للمعرفة ونشرالأفكار والتعريف بقيم المجتمعات وثقافاتها وذلك من خلال الزخم الكبير الذي تعرضه من المنشورات المتنوعة سواء على فايس بوك تويتر يوتيوب وغيرها. ولما كان الانسان اجتماعيا بطبعه فإنه يؤثر ويتأثر بمحيطه الإلكتروني ويقف أحيانا متوجسا خشية أن يتشرب من ماء فكري عكرعلى فخامة ألفاظه وجَمالية لغته. وتظهر لغة التواصل في المواقع الإلكترونية من خلال التفاعلات سواء بالإعجاب الحب الدعم الحزن الغضب التعجب.. وهو ما يُعبر عنه برموز لكل حالة وكذلك التعليقات ولو بعبارة يسيرة تُناسب موضوع المنشور. فالمتلقي قد يتفاعل وفق فهمه للمنشور وربما علق عليه انطلاقا من شخصية الناشر وخلفيته الإيديولوجية أو العشائرية وحينذاك لا يهمه المنشور بقدر ما ينصرف ذهنه للناشر وانتمائه ومسقط رأسه وعِرقه ودِينه ومبلغه الاجتماعي والسياسي.. فتصبح بذلك هذه التفاعلات والتعليقات ضيقة ذاتية لا تعبر عن ذوق ولا ترمي لبعد إلا في محيط المتلقي ذاته. ومن ثم فإن حظ المعرفة الفكر الأدب الثقافة ضئيل عند هذا النوع من التفكير ولونُشِر مقال فكري أو قصيدة فخمة قوية الألفاظ موحية المعاني أو قراءة نقدية أو رأي سياسي يتصل بواقعه ما كان تفاعله إلا بحسب علاقته بالمُرسل أو الناشر أو بلدته وهكذا. ومما يُلفت الانتباه التعليق والتفاعل وبقوة على الصور المنشورة على صفحة الناشر أي صورة كانت فإذا أردفها بمنشور هادف رأيت التفاعلات قليلة جدا مقارنة بمنشورات تُعد تافهة. وخذ مثلا سألت إحداهن على صفحتها أصدقائها قائلة: من عنده مقبس في غرفة نومه عند رأسه؟ وما كاد المنشور يظهر حتى نزلت التفاعلات من كل حدب وصوب. وأُقدر أن سبب عدم التفاعل مع المنشورات خاصة الهادفة منها مرده إلى عوامل متعددة منها: 1/ طبيعة تكوين المرسل والمتلقي وتوجههما الفكري والإيديولوجي..وقد حدث أن نشرت في سنوات ماضية عبارة لسيد قطب رحمه الله فكان من أوائل المعجبين شخص يُخالف هذا التوجه ثم حذف إعجابه لما علم مصدر الفكرة. 2/ اختلاف اهتمامات الأصدقاء وغير الأصدقاء فمن يهتم بالسياسة مثلا قد لايهتم بالشعر ولا الأدب ولا الرياضة وربما تعددت اهتماماته. وتجد شاعرا أو أستاذا أو ناقد لا تعني له مباراة في كرة القدم شيئا فنشر منشور في كرة القدم في مجموعة أصدقاء أو غير أصدقاء لا يهتمون بها لن يُحدث تفاعلا. 3/ النرجسية لدى بعض الأصدقاء ينتج عنه ردة فعل مماثلة إهمال الفكرة وتقديم الأنا . 4/ العِلِّيَّة عند البعض واعتبار نفسه أنه أعلى قدرا وأكبرمن أن يتفاعل مع المنشورات. 5/ طبيعة المنشور ولغته وعلاقته بقيم المجتمع وأعرافه وتقاليده. 6/ شخصية الناشر ومكانته الفكرية والاجتماعية والعلمية. 7/ ثقافة النشطاء على المواقع الإلكترونية. 8/ التعصب الفكري وغلبة الذاتية على الموضوعية. 9/ إهمال أدب الحوار والنقاش العلمي بين نشطاء المواقع الإلكترونية في الكثير من الحالات. 10/العزوف عن التفاعل مطلقا وهذا ما لمسته عند مجموعة من الأصدقاء فيحدثونك عن المنشورات مادحين أو ناقمين من دون أن تجد لهم أثرا من التفاعل ولو أنك لم تلتقِ بهم عيانا ما ظننت أنهم اطلعوا على ذلك. هذه العوامل استقيتها من خلال حوارات مع بعض الإخوة خارج الفضاء الإلكتروني من جهة ومن خلال قراءتي لما يُنشر. وقلة التفاعل بين الناشطين قد يعجل بعزوف المبدعين عن النشر خاصة الشباب منهم والذين يضعون قدما في طريق الإبداع إذ التفاعل معهم والتعليق على منشوراتهم بالتوجيه والتصويب والتدقيق بأدب ولطف وتقدير لمجهودهم الإبداعي وتشجيعهم يعد بناء وصيانة لطاقات فكرية وفنية وأدبية ورياضية خاصة إذا كان ذلك من المتخصصين في المجال الذي برز فيه إنتاجهم. فما قيمة نقد لاذع لمبدع في الطريق في أي مجال كان؟ وما قيمة الاستهتار بالطاقات الشابة؟. ذكر الدكتور طارق حبيب في كتابه كيف تحاور ص61:(..جاء شاعر مبتدئ إلى شاعر كبير كي يعرض عليه مقالة كتبها وضمنها شيئا من شعره فقرأ الشاعر المقالة ووجد أبيات الشعر عليلة خالية من أي حسن شعري فقال: إني وجدتك تُجيد النثر أكثر من الشعر فهلا جعلتها قطعة نثرية بحتة .. فأعجب المبتدئ بهذا الاقتراح وعمل به..). وإذا كان التشجيع للطاقات الشابة بالتفاعل مع إنتاجها عاملا في بناء فضاء فكري وإبداعي فإنه مع النخبة فيما بينها أوكد وذلك لأن كل مبحر في هذا الفضاء يرى في النخبة قدوة يتأسى بها فإذا انحرف قطار النخبة عن السكة فإن الأثر الناتج عن ذلك مؤلم جدا.. وفي هذا الفضاء لا بد أن أشيد ب مجموعة أساتذة اللغة العربية لولاية بسكرة والمشرفين عليها وذلك من خلال المادة العلمية التي تُنشرها والتفاعل الإيجابي مع منشوراتها ومن المجموعات كذلك مجموعة أدباء لكن نجباء و حقيبة الأستاذ صالح عيواز .. وهذا للتمثيل لا الحصر. ولحسن التفاعل بين الأصدقاء وغير الأصدقاء أقترح: 1/مراعاة القيم الأخلاقية التي تعد حاجزا منيعا أمام الإساءة إلى الآخرين وتحكيمها. 2/ الكتابة بلغة سليمة واضحة لأن القراءة حوار بين القارئ والكاتب وحتى نحسن الحوار وجب فهمه. 3/ الاهتمام بالأفكار وإثرائها بالحوار البناء المرن وذلك بحسن إدارته بعيدا عن اللدد ولخصومة. 4 / طرح أفكار ومواضيع هادفة تتصل بحياة الناس وبأي قالب نثري أو شعري لأنها قابلة للإثراء إما بتصويب أخطاء أو إدراك معارف جديدة. 5/احترام الرأي والرأي الآخر وتقبل الاختلاف لأنه لا يمكن أن تجتمع الناس على رأي واحد. 6/ مراعاة طبيعة التكوين عند الناشطين وأذواقهم ودرجة مداركهم وفهمهم وبيئاتهم. 7/ تحديد هدف يُراد الوصول إليه من خلال النشر وليكن ساميا. هذا وعندما يكون هم الناشر التعريفبفكرة فلا يجعل من كثرة التفاعلات أوقلتها مقياسا لمحتوى رأيه طالما أنه يؤمن بما ينتج ثم لا يصب اهتمامه على مبادلة التفاعلات بينه وبين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لأن أمزجة الناس تتغير بين لحظة وأخرى.. وليحيا لفكرته فإذا سلمت رأيتها تسري بين الناس. فما اندثر علم الإمام الشعبي وهو يحدث به شاته حتى قال أحدهم: ليتني كنت شاة الشعبي . الأستاذة وحيدة رجيمي أديبة : يغيب أي تفاعل مع منشور علمي وأدبي.. وتتهاطل التعليقات على تعبير هزيل أنتقي من بديع الكلام وأقتبس لأقول بعيدا عن مجلس الموقع الإلكتروني فيسبوك بعيدا عن البال والفكر والقلب..غب كما شئت لن ينتبه لغيابك إلا فيسبوك . في زمن العجائب والغرائب زمن فايسبوك وشهرته سايس خوك أصبحت الصداقة يقابلها ضغطة زر بالقبول والرفض.. فإذا كان الاختلاف الخصام الفراق..يفض النزاع بالحذر أو حظر بلوك . نحن أصدقاء لنبقى على تواصل ومن كل بد لك عليَّ أن أتابع منشوراتك Activities.. وعد مني ستصلك رسالة صباح الخير عبر messenger. كيف كان طعم المشاعر الحقيقية.. كرز أم فراولة؟.. وما بالنا غدونا بمشاعر افتراضية إلكترونية باهتة باردة لا تفي أبدا بالغرض. جميلة هي المجاملة ومحببةجدا.. لكن الحقيقة أجمل وأفيد وأعدل. أن تجامله مرة أو مرتين تشجيعا له مع تبيان المزايا والنقائص.. لكن أن تغير الحقيقة فتضره وتضر غيره وتفقد مصداقيتك. عجيب أمرها.. غريب هذه الشبكة العنكبوتية الاجتماعية كثيرا ما يخطئ الأصدقاء في عالم مارك بين الكثير من المفاهيم.. على سبيل المثال لا الحصر أن تقبل المرأة طلب صداقة رجل لا يعني أنها قبلت طلب الزواج أو الصحوبية . في الكثير من الأحيان في ذات الدقيقة التي قبلت فيها المرأة طلب صداقة المرسل لها مباشرة يدخل الصديق الجديد إلى الخاص وحملة استكشافية تفقدية للتعرف عليها ويسبق شريط الأسئلة الذي يبتدئ: حاب تنعرف عليك .. أقول: يسبقه الكثير من الصور للورد الجوري والقلوب والشموع وصور النساء.. إذا لم ترد المرأة يعدها متخلفة ولا تفهم في أمور فيسبوك ..وعلى العام لا حس له ولا خبر. ومنهم من لا يعلق على العام ويهتم بالدردشة الشات ويسترسل في الأحاديث ويناقش ويتفلسف في موضوع المنشور..عجبا والله اكتب رأيك على المنشور وتفاعل هناك لتعم الفائدة نفيد ونستفيد من بعض. التفاعل فعلا كل وحظه كل وزهرو ..قد تتعب في صياغة نص أو كتابة مقال أو إنجاز قراءة وتبذل جهدا فكريا أكثر من وسعكوتنشر فيقابلك تفاعل عادي جدا وكنت تنتظر واو فقط بعض التعليقات وأكثرها أيقونات جاهزة يتم وضعها أو بضع كلمات مثل: جميل روووعة.. . يغيب أي صدى أو تفاعل مع منشور علمي أو أدبي.. في حين يتهاطل التفاعل ومئات التعليقات على نص ركيك هزيل نسخ ولصق ماصطلاصت لا أساس ولا معنى ولا مبنى..ناس زمان ڨالوا: كلش دِين وحتى دمعة الخدين . وعلى أساس المعاملة بالمثل الأصدقاء في السراء والضراء في الفرح والقرح وبلغة فايسبوك : (الجادوغبالجادوغ الجام بالجام الضحكة بالضحكة البكيةبالبكية..). إذا حل الغضب حل معه الحظر البلوك والبادئ ب البلوك أشطر. وهناك من تكون معهم في أنسهم وحزنهم ولا تجد لهم أثرا لا في هذا ولا في ذاك لا تعرف لهم تفاعلا ولا تواصلا ولا دعما من أي نوع. هو نفسه من دعمت.. وبكل برودة قد ينزل عليك وابلا من اللوم والعتب لأنه نشر صورة أو تحية الصباح أو المساء ولم ترد التحية. عجيب غريب أمركم يا آل فيسبوك ..هذا حال الكثير من أصدقاء الافتراض مهما كانت فئاتهم أو شرائحهمأكاديميين أو متوسطي المستوى التعليمي. فيما يخص الأسماء المستعارة أنا شخصيا إذا كنت أعرف من وراء ذلك الاسم المستعار فلا ضير أن يكون في قائمة أصدقائي.. ومن لا أعرف لا أقبل طلبه من الأول..كل ما سلف ذكره قد يعترضك كله أو بعضه في هذا الفضاء الأزرق. من اقتراحاتي: حسن اختيار الأصدقاء بداية التواصل والتفاعل معهم وإبداء النصح والمشورةوالمعاملة بالمثل في أفراحهم وأقراحهم. وفيما يخص الإبداع يحبذ أن يكون نصحا على الخاص لا فضحا على العام.