فتحت الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة أمس قضية اختلاس أموال عمومية من بنك المؤسسة العربية المصرفية التي توبع فيها إطارات بمجلس الإدارة رفقة المدير العام الذي يتواجد في حالة فرار، بعد أن أقدموا على تحويل أكثر من 75 مليار سنتيم إلى مؤسسات مصرفية أخرى، على غرار »سوسيتي جنرال« والبنك العربي. القضية عادت إلى أروقة المحاكم بعد قَبول المحكمة العليا الطعن بالنّقض التي تقدّم به المتّهمون الذين سبق وأن تمّت إدانتهم بالسجن النّافذ ل 07 سنوات، إلى جانب عدد من المقاولين بالسجن غير النّافذ بعد أن وجّهت لهم جنح اختلاس أموال عمومية وخاصّة، محاولة النّصب والاحتيال، التزوير واستعمال المزوّر في وثائق إدارية ومصرفية، تقديم ميزانية غير حقيقية، استعمال بسوء نيّة أموال الشركة لغايات مخالفة لمصالحها، تبييض الأموال وكذا جنحة المشاركة في اختلاس أموال عمومية وخاصّة، التحقيق انطلق بناء على الشّكوى التي تقدّم بها الصندوق ضد المدير العام مزدوج الجنسية جزائري- تونسي يتّهمه فيها بالاستيلاء على مبلغ مليار و250 مليون دج، حيث حوّل إلى حسابه البنكي بلوكسمبورغ 31000 ألف دولار أمريكي قصد استثمارها في شركة »هاندي نات« التي يملكها. وبمجرّد تحرّك الدّعوى، استطاع المدير العام الفرار إلى الخارج، ما دفع السلطات إلى إصدار أمر دولي بالقبض عليه. كما توصّلت التحرّيات إلى وجود تزوير في توقيع مجلس الإدارة في أربعة أوامر، من بنك المؤسسة العربية المصرفية نحو بنك »سوسيتي جنرال« والبنك العربي، حيث نتج عنها تحويل أموال الصندوق في حدود 750 مليون دج، وهي محلّ تفاوض مع أطرافها لاسترجاعها، ومبلغ يقدّر بحوالي مليار و250 مليون دج استفاد منها المتّهم شخصيا. الأمر الذي جعل رصيد صندوق بنك المؤسسة العربية المصرفية لا يتعدّى ال 14 مليار، وهذا في مدّة لم تتجاوز الأربع السنوات من تاريخ تأسيس الصندوق. وقد أدّت عملية الاختلاس هذه حسب تقرير الخبرة الاقتصادية إلى عجز الصندوق عن تسديد ثمن مجموعة من أسهم شركة »صيدال« التي قام باقتنائها عن طريق البورصة في الوثائق التي أظهرت عدم وجود أيّ عجز مالي، كما خلص تقرير الخبرة إلى أن خسائر الصندوق قدّرت ب 30 مليون دولار أمريكي. هذا، وينتظر أن ينفي إطارات بنك المؤسسة العربية المصرفية التّهم الموجّهة إليهم وتلفيقها للمدير العام كمحاولة للتملّص من المسؤولية الجزائية.