* ثلاثة خبّازين أمام العدالة في البيّض أبدى كثير من المستهلكين سخطهم على الخبّازين بسبب النّوعية السيّئة للخبز، والتي صارت تقدّمها بعض المخابز منذ حلول شهر رمضان الكريم· ويعدّ الغشّ في الوزن سِمة غالبة على العديد من الخبّازين الذين لا يتردّدون في (سرقة) جيوب الصائمين من خلال الإنقاص في وزن الخبزة الواحدة من أجل مضاعفة الكمّية المنتجة، وبالتالي مضاعفة الأرباح· وإضافة إلى مشكل التذبذب في التموين بالمادة، حيث عاشت العديد من بلديات القطر الوطني، خصوصا بالعاصمة، ندرة واضحة في الخبز، فإن الكثير من المخابز لا تحترم المواصفات القانونية للخبز، وفي هذا الشأن تمكّنت فرق قمع الغشّ التابعة لمصالح التجارة بولاية البيّض خلال اليومين الأوّلين من شهر رمضان من حجز كمّية معتبرة من الخبز المغشوش في وزنه، حسب ما علم نهار أمس الأربعاء من مسؤولي القطاع بالولاية· وانطلاقا من ذلك أحالت مديرية التجارة ثلاثة خبّازين على العدالة للفصل في التجاوزات المرتكبة في ذات الأمر، حسب نفس المصالح· وتمّت عملية اكتشاف الخبز المغشوش بعد نشاط عاد لمراقبة إنتاج الخبز على مستوى 20 مخبزة بعاصمة الولاية البيّض، حيث أسفر نشاط مصالح قمع الغشّ عن رصد عملية تحايل على الميزان بمخبزتين يعمد أصحابهما على التخفيف من الوزن الرئيسي للخبزة الواحدة خلافا لوزنها العادي المعمول به والمقدّر ب 250 غرام، حسب ما أوضحته مديرية التجارة بالبيّض· كما أسفرت عملية المراقبة عن تسجيل تجاوزات أخرى بمخبزة ثالثة تتعلّق بعدم احترام مقاييس الجودة، الأمر الذي تطلّب من القائمين على قطاع التجارة بالبيّض إحالة الثلاثة خبّازين على العدالة للنّظر في التجاوزات المسجّلة بشأنهم· وبلغ المجموع العام لعدد التدخّلات التي وقّعتها مصالح قمع الغشّ بالبيّض 330 تدخّل ميداني منذ حلول شهر رمضان الكريم، حيث جنّدت 8 فرق ميدانية يمتدّ نشاطها حتى الفترة المسائية لمراقبة الجودة وقمع الغشّ على مستوى مختلف بلديات الولاية، حسب ما أشار إليه مسؤولو قطاع التجارة بالولاية· وتكثّف نشاطات المراقبة أساسا على أسعار المواد المقنّنة، خصوصا الخبز والحليب المبستر والزيت والسكر التي يكثر عليها الطلب خلال هذا الشهر، إضافة الى مختلف المواد الاستهلاكية الأخرى· من جهة أخرى، عرفت مادة الخبز خلال الأيّام الثلاثة الأولى في هذا الشهر الفضيل بولاية البليدة نقصا في الأسواق، الأمر الذي تسبّب في تذمّر وسخط العديد من المواطنين الذين اشتكوا من مشكل تموينهم بهذه المادة الأساسية· وتعدّ عاصمة الولاية من بين المدن التي تكثر فيها هذه الظاهرة، وهو ما تعكسه صور المواطنين المصطفّين في طوابير أمام محلاّت بيع الخبز وسط تذمّر وقلق في الأعصاب· وتعود أسباب هذه الظاهرة التي تتزامن ودخول شهر رمضان المعظّم استنادا إلى ما ذكره مسؤول من مديرية التجارة بالولاية إلى غلق العديد من المخابز وتفضيل أصحابها الدخول في عطلة سنوية، مستبعدا في ذات السياق أن يكون سبب نقص التموين بمادة الفرينة أو غيرها من المكونات وراء الأزمة، وأضاف أن المشكل لا يكمن في ندرة مادة الخبز بقدر ما هو في غياب ثقافة الاستهلاك لدى المواطنين الذين تجدهم في هذا الشهر يتهافتون على مختلف المأكولات، ما يتسبّب في خلق الكثير من الفوضى· من جهته، أرجع الأمين الولائي لاتحاد العام للعمّال الجزائريين في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أسباب هذه الوضعية إلى الانقطاعات المتكرّرة للتيّار الكهربائي خلال الأيّام الأخيرة، والتي كبّدت الكثير من أصحاب هذه المهنة خسائر معتبرة، الأمر الذي جعلهم يفضّلون الدخول في عطلة إجبارية· وأضاف ذات المتحدّث أن المكتب الولائي للاتحاد استقبل في الآونة الأخيرة عدّة شكاوَى من الخبّازين سيتمّ رفعها إلى المكتب الوطني للنّظر فيها وتعويض المتضرّرين جرّاء مشكل الانقطاعات المتكرّرة للتيار الكهربائي· وأمام هذه الوضعية الاستثنائية لجأ العديد من المواطنين ولمجابهة هذه الأزمة إلى التموين بخبز الدار أو ما يطلق عليه (خبز الطاجين)، هذا الأخير الذي يعرف هذه الأيّام رواجا كبيرا بين المواطنين وذلك بالاعتماد في اقتنائه إمّا جاهزا بالنّسبة لربّات البيوت العاملات أو تحضيره في البيت بالنّسبة للنّساء الماكثات في البيت وذلك لتجنيب أفراد عائلتها (رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية في هذا الشهر الفضيل الذي يتزامن وارتفاع محسوس في درجات الحرارة