مع إشراقة العام الدراسي الجديد تحية لصانعي الرجال وقائدي الأجيال... الشيخ أبو إسماعيل خليفة مع إشراقة العام الدراسي الجديد وإطلالة الموسم المعرفيِّ الفريد المتألِّق فإن الحديث عن هذه المناسبة يحلو فيجلو وخواطر المحبّ تسلو فتعلو.. فيا من شُرّفتم بأعظم مهمة وأسمى وظيفة هنيئا لكم شرف الرسالة ونبل المهمة.. وإنه لا أحد ينكر أن وظيفتكم من أشرف الوظائف وأعلاها ولا تساويها مهنة في الفضل والرفعة ولعل الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه يبين لنا فضل تعليم الناس الخير قال صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير . والآيات والأحاديث في ذا الباب أكثر من أن تحصى. فكونوا على يقين بأن الأمانةَ كبيرةٌ والمسؤوليّة جسيمة كيف لا. وهي أمانةُ تربيّةِ النّشء وتعليمهم وتوجيههم؟! هذا النشء الذين هم اليوم صغار وغَدًا سيكونون كبارا هم اليوم طلاَّب وغدًا معلِّمون وخبراء ومهندِسون وأطبّاء وأهل عِلم وفضل وهم الذين سَينزلون في ميادينِ العَمل. هذه الفئةُ الكبيرة من أبنائنا وبناتِنا لا بدّ أن يعتنيَ المعلّم وأن تعتنيَ المعلمة بها وأن يكونا لها حيث وضعهم الآباء والأمهات.. وهي بالطبع أيها الأساتذة والمعلمون: مهمة لا تقتصر على طرح المادة العلمية على الطلاب فقط وربما هنا تكمن مشقتها وعسرها لكنها يسيرة على من يسرها لله عليه ولذا فهي تتطلب منكم صبراً وأمانة ونصحاً ورعاية لمن تعلمهم.. فإذا لم تكن أيها المعلم ملتزما في سلوكك ومعاملتك بمنهج الإسلام وعلى دراية تامة بمبادئ الأخلاق لتسير على طريق الإصلاح والتربية على أسس متينة فلأنت أولى وأجدر بالتعليم والتأديب. فقد قال الشاعر الحكيم: يأيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ * هلا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ إنك أيها المعلم أمينٌ على أبناء الامة وقد تنعكس نتائج عملك إذا أنت فرَّطت في الأخْذِ بأسباب نجاح مهنتك أنت كالطبيب يستطيع أن يُهلك مريضَه إذا أساء علاجه وكالفلاح قد يُهلك زرْعَه إذا أساء رعايته.. وأنت.. انت نائب عن الوالدين وموضع ثِقَتهما لأنهما قد وَكَلا إليك تربية ابنهما وابنتهما. وأنت أمل الأُمَّة في تخريج مَن سيتولون شؤونها ويتبوَّؤون مراكزَ القَرار فيها. فيا أيها الأساتذة والمعلمون: إن عليكم لأمتكم ومن يتعلمون منكم حقوقا عظيمة فقوموا بها لله مخلصين وبه مستعينين ولنصح أبنائكم ومن يأخذون العلم عنكم قاصدين اخلصوا في التعليم وامتثلوا أمام طلبتكم بكل خلق فاضل كريم فإن المتعلم يتلقى من معلمه الأخلاق كما يتلقى منه العلوم. وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة * جاءت على يديه الأبصار حولا فاستعينوا بالله ولا تعجزوا عسى الله أن يرِينا وإياكم في أبنائنا وبناتنا ما تقر به الأعين وتنشرح به الصدور وتبتهج به الأنفس فلقد كنتم ولا زلتم وسوف تبقون حتى يرث الله الأرض ومن عليها شموعاً مضيئة ونجوماً متلألئة في فضاء العلم ومخارجه ووجهة يعتز بها ويعتمد عليها بعد الله في تعليم أبنائنا وفق منهجية علمية راقية تخدم مصالح الأمة وتحفظ شأنها.. واعلموا أننا مهما كتبنا هنا أو دونا هناك فلن نستطيع إيفائكم حقكم من الشكر والثناء.. فتحية إلى كل معلم تفانى في رسالته فكان رسولاً حمل ونقل الرسالة...الى من زين عقولنا بأجمل العبارات واروع المعاني... إلى مصباح الشباب في طريقه المظلم... إلى جسر العبور للأجيال إلى المستقبل المشرق الزاهر.. موسم دراسي موفق وعطاء متدفّق وحلم محقق إن شاء الله.. بوركت جهودكم وبورك عطاؤكم المثمر.. لكم منا كل الحب والتقدير والاحترام. وفقكم الله لما فيه الخير وأيّد خطاكم وجعل النجاح حليفكم مع طلبتكم في كل مراحل حياتهم الدراسية وأسأله سبحانه أن يجعلَه عامَ خير وبركة وأن يزوِّد الجميعَ بالتقوى والسلام عليكم أوله وآخره..