لا لتهويلها وتضخيمها.. ..وجاءت الاختبارات والامتحانات الشيخ أبو إسماعيل خليفة هذه الأيام أيام الاختبارات والامتحانات ولقد مرّت قبلها أيام عصيبة مثخنة بالجهد على أولادنا وبناتنا طيلة موسم دراسي سواء كانوا في الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي والذي فيه ما فيه من جهد وتعب وسهر مع ظروف خاصة فرضتها جائحة كورونا.. وها هم على أبواب الامتحانات والاختبارات وهي فترة لا تزال تتغير لها الأجواء وتجنّد لها الأذهان فهي همّ وهاجس للآباء والأمهات والبنين والبنات.. ولا يخفى على الجميع أن هناك بعض الأسر تمارس ضغوطات على أبنائهم وبناتهم في مثل الوقت بدافع الحرص عليهم بلا شك ولكنه يعود في الغالب بالضرر عليهم.. وإن تهويل وتضخيم الامتحانات وزرع الرهبة في صدور الأبناء والبنات بسبب قدوم موسمها أصبح شبحًا وكابوسًا يراد له أن ينتهي بأية صورة وكيفما كانت النتيجة عند كثير من التلاميذ والتلميذات وكلما زاد توتر الوالدين انعكس ذلك على الأبناء والبنات وينتج عن ذلك عواقب وخيمة تأخذ الابن أو البنت للشعور بالخوف مما ينتج عنه مشاعر اليأس والإحباط وقد يتطور ذلك إلى ما لا تحمد عقباه.. والله نسأل العافية. والذي ينبغي أن يركّز عليه الآباء والأمهات والأساتذة والمعلمون هو: توجيه التلاميذ إلى تدارك النقائص والعيوب الذاتية والثقة بالنفس للتمكن من الحفظ والتحصيل بدل الحديث عن كثرة المقررات أو صعوبة المادة المحصلة وطولها وتعقيدها. وبالتالي تهويل شأن الامتحان. وإن لنا لدرس نفيسٌ نقله لنا الإمام الشافعي عن شيخه في علوم الحديث. قال رحمه الله: شكوت إلى وكيع سوء حفظي* فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال لي: إن العلم نور* ونور الله لا يهدى لعاص فيا أيها الأساتذة والمعلمون: كونوا على قدر المسئولية في القيام بهذا الواجب العظيم لأجل مستقبل مضيء -بإذن الله- بالتربية وبالعلم والهدى والعطاء والبناء في ظل دوحة الإيمان الوارفة. هذا واعلموا أن نجاحكم في هذا هو نجاح التلاميذ.. ويا أيها الآباء والأمهات: لا لتهويل الامتحانات والاختبارات واعلموا أن هذه الامتحانات ما هي إلا موقف من المواقف الكثيرة التي يتعرض لها كل واحد في حياته اليومية.. وعليكم كما على أبنائكم وبناتكم تمنّي الخير وتوقّع الشر فشهادة التعليم المتوسط أو الاهلية أو البكالوريا (أو أية شهادة أخرى) لا تساوي الجنة. فالإخفاق لا يعني النهاية إن جعلناه درسا للبداية!!. وينبغي على الجميع في مثل هذه الأيام: صدق الدُّعاء وتمام الالتجاء إلى الله جل وعلا بأن يحقق النجاح في الدنيا والآخرة لكل الممتحَنين فالنّجاح بيده سبحانه والتوفيق منه جل وعلا. وفق الله أبناءنا وبناتنا في امتحاناتهم واختباراتهم اللهم يسر لهم كل عسير وافتح لهم كل مغلق.. لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً اللهم حقق آمالهم وحقق أمالنا فيهم بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين..