في خطواتها الأولى في التعليم الجزائري هل نرتقي إلى المدارس الرقمية النظامية؟ عانت ولازالت تعاني المدرسة الجزائرية من طابعها التقليدي ما تجسده كثافة البرامج والمواد مما افرز ظاهرة ثقل المحفظة المدرسية ما ادى بدوره إلى تيه التلميذ بل ومعاناته من اعراض صحية ونفسية خطيرة . ما ألزم المختصين والمشرفين على قطاع التربية إلى التوجه نحو الرقمنة واستعمال التكنولوجيات في قطاع التعليم لعصرنة المدرسة وجعلها تواكب التطور الحاصل في المنظومة التربوية للدول المتطورة. موسم دراسي رقمي ...رهان يراهن القائمون على القطاع هذا العام على موسم دراسي رقمي مرتقب تزامنا والدخول المدرسي وكشفت وزارة التربية والتعليم في نفس السياق عن انتقالها من مرحلة التجريب إلى مرحلة التجسيد الفعلي لمشروع المدرسة الرقمية اعتباراً من العام الدراسي الجديد المقرر انطلاقه غدا وإلى جانب مئات المؤسسات التعليمية تقرر تدعيم قطاع التربية والتعليم في الجزائر ب50 مدرسة رقمية. تقنيات تعليم حديثة ووضعت وزارة التربية أهدافا أساسية لمشروعها الجديد والمرتبط أساسا بتحسين مستوى التلاميذ والارتقاء به وربطه بتقنيات التعليم الحديثة بالإضافة إلى السعي للقضاء على ظاهرة حقائب التلاميذ الثقيلة وتخفيف العبء عليهم وهي الظاهرة التي تزايدت في السنوات الأخيرة نتيجة التغييرات التي طرأت على المناهج التعليمية بشكل أجبر تلاميذ الطور الابتدائي على حمل حقائب مثقلة بالكتب والكراريس مما ادى بهم إلى تعقيدات صحية . الكتاب الرقمي هدف مشروع المدارس الرقمية ركز فيه القائمون على قطاع التربية أيضا على الكتاب الرقمي الذي سيكون بديلاً للمرة الأولى عن الكتب الورقية وذلك عقب مراحل تجريبية أجريت خلال الموسم الدراسي الماضي ونوهت وزارة التربية إلى انتهاء كل التجارب الخاصة ب السبورات الرقمية التفاعلية واللوحات الإلكترونية والكتب الرقمية عبر جميع المدارس ال50 الرقمية. ويتجه أيضا أخصائيو القطاع نحو تطوير البرمجيات والتطبيقات المعتمدة بالمدراس الرقمية الجديدة بشكل يتماشى مع المناهج التعليمية المحلية والحديثة قبل تعميمها خلال العام الدراسي المقبل 2023/2022. فهل يا ترى ستسخر التكنولوجيا بكل امكانياتها وبرامجها التقنية لخدمة التعليم في الجزائر؟ وهل ستنجح المدارس الرقمية ويتأقلم معها التلاميذ؟ وهل ستغيب المدارس الرقمية اللوحة والطبشور والقلم كوسائل التزمت بهم المدرسة الجزائرية لامد طويل وتتلمذت بهم اجيال؟ الاجابة ستكون للايام القادمة وما ستفرزه المدارس الرقمية من مستجدات في القطاع التربوي الجزائري.