نتائج باهرة بعد سنة من التجربة المدرسة الرقمية عبد الرحمن الأخضري.. أنموذج ناجح المدارس الرقمية هي تجربة جديدة في القطاع التربوي الجزائري وهي بمثابة رهان أمام التحديات الكبرى ويقر المختصون في المجال أنها تجربة تسير بخطى ثابتة لإدماج التلميذ في عالم رقمي فُرض فرضا في زمن العولمة كما يرى المؤطّرون والأساتذة أنها خطوة تحمل العديد من الايجابيات فاللوحات الرقمية المدمجة ببرامج تعليمية ستغني التلميذ عن محفظة مثقلة شوهت صورة المدرسة الجزائرية لسنوات وستسهل عليه خطوات التعليم المعاصر المثمر بالنجاح. نسيمة خباجة حققت المدرسة الرقمية النموذجية العلامة عبد الرحمن الأخضري بمدينة باتنة نقلة نوعية بعد سنة من التجربة حسب طاقمها التربوي الذي استقبل التلاميذ ضمن الموسم الدراسي الجديد 2021-2022 بكل ثقة وعزم للمضي في هذا المسعى . نتائج جيدة وفي هذا الإطار صرحت مديرة المدرسة السيدة فضيلة دحمان لوكالة الأنباء الجزائرية أن الثمار الأولى للاعتماد على الرقمنة في التدريس بالمؤسسة ظهرت من خلال النتائج المحققة من طرف التلاميذ وخاصة في شهادة التعليم الابتدائي التي كانت نسبة النجاح فيها 100 بالمائة فيما كان الانتقال بالنسبة لباقي السنوات بنقاط ومعدلات ممتازة . وأردفت قائلة نستطيع التأكيد وباعتزاز أن مدرسة العلامة عبد الرحمن الأخضري تعد نموذجا للمدرسة الرقمية في الجزائر حيث كسبت الرهان ورفعت التحدي وأثبتت قدراتها في الميدان . و أبرزت في هذا السياق بأن الأساتذة والتلاميذ في المدرسة التي انطلقت فيها التجربة في 21 أكتوبر 2020 يستأنفون الدراسة اليوم وهم متمكنون من استعمال السبورات التفاعلية والألواح الرقمية وفي أتم الاستعداد لخوض المرحلة الثانية (الربط بالشبكة) بعد النجاح الكبير المحقق في المرحلة الأولى (التصفح) . وأشارت إلى أن كل أقسام المؤسسة مجهزة بسبورات تفاعلية ولكل تلميذ من المتمدرسين ال315 لوحته الرقمية التي تحمل اسمه ورقم تسجيله وتتضمن مختلف الكتب المدرسية من التحضيري إلى السنة الخامسة ابتدائي والتي تحفظ في درجه بالقسم . تجاوب كبير من طرف التلاميذ لم تخف الأستاذة الرئيسية سليمة عزيل أن التكوين الذي استفاد منه الطاقم البيداغوجي في مجال استخدام تقنيات الإعلام الآلي وكذا اجتهادات الأساتذة في هذا الميدان ساعدا كثيرا في التعامل مع التجهيزات الرقمية والتغلب على بعض التعقيدات فيها ولفتت المتحدثة الإنتباه إلى أن طريقة التعليم بالسبورة التفاعلية والألواح الرقمية لاقت تجاوبا من طرف التلاميذ الذين وجدوا فيها متعة وإن كانت متعبة نوعا ما بالنسبة للأستاذ الذي أصبح يضاعف الجهد في تحضير الدروس بيداغوجيا ورقميا . ومن جهته صرح أستاذ قسم السنة الرابعة بهلول عرافي أن هذه التقنية الحديثة سهلت عملية استيعاب التلاميذ وزيادة الانتباه لديهم من خلال استخدام المشاهد وأشرطة الفيديو واختزلت الوقت بالنسبة للأستاذ الذي أصبح بإمكانه تقديم عدة أنشطة في فترة قصيرة وتمس كل مستويات المتمدرسين . تجربة مثمرة فيما اعترف أستاذ قسم السنة الخامسة السعيد قربازي أن التجربة في سنتها الأولى كانت ثرية ومثمرة وناجحة وحتى الأولياء الذين أبدوا تخوفهم في البداية سرعان ما أصبحوا مدعمين لهذا المشروع بعد أن لمسوا النتائج المحققة من طرف أبنائهم ناهيك عن إيجابياته من خلال تخفيف المحفظة . وأرجع ذات الأستاذ نجاح تجربة المدرسة الرقمية بمدرسة عبد الرحمن الأخضري بباتنة إلى تكاثف الجهود بين الأساتذة والأولياء والوصاية وكذا إدارة المؤسسة التي تبذل مجهودات في إطار ما يسمى بمشروع المؤسسة لإنجاح المرحلتين المتبقيتين الثانية وكذا الثالثة المتعلقة بالتقييم ببرمجيات مباشرة من اللوح الرقمي إلى حاسوب الأستاذ . وبرمجت في هذا الصدد دورات تكوينية داخلية لفائدة الطاقم البيداغوجي الذي يتكون من 12 أستاذ للتحكم أكثر في المبادئ الأولية للإعلام الألي بالإضافة إلى لقاءات تنسيقية داخل المؤسسة لتبادل الخبرات والعمل من أجل وضع قاعدة بيانات ومعلومات تخص كل سنة في مجال الرقمنة مثلما جرى توضيحه . نحو مدرسة الجودة واستنادا لمدير التربية علقمة بوراس فإن فكرة المدرسة الرقمية جاءت في إطار التحول نحو مدرسة الجودة من خلال إدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية عبر برمجيات وتطبيقات إلكترونية تعوض الأدوات الكلاسيكية في العملية التعليمية لحل مشكلة وزن المحفظة . وسبق لولاية باتنة أن احتضنت بعد حوالي 7 أشهر من انطلاق التجربة ملتقى جهوي ضم 13 ولاية شرقية حول المدرسة الرقمية بإشراف مديرية التكوين بوزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع المركز الوطني لإدماج الابتكارات وتنمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال بهدف توضيح آليات تجسيد المدرسة الرقمية وتعميمها بعد النجاح الملفت الذي عرفته التجربة الرائدة وطنيا بمدرسة عبد الرحمن الأخضري. وجاء إطلاق مشروع المدرسة الرقمية النموذجية رسميا في 21 أكتوبر 2020 من هذه المدرسة بباتنة تبعا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون القاضي بالإعداد الفوري لقسم أو مدرسة نموذجية لاستعمال الأدوات البيداغوجية التكنولوجية . وتعتبر المدرسة التي اختيرت لتكون أول من يخوض التجربة وطنيا من أعرق المؤسسات التربوية بمدينة باتنة حيث شيدت في سنة 1852 وأخذت عدة تسميات في الحقبة الاستعمارية ليطلق عليها اسم العلامة عبد الرحمن الأخضري بعد الاستقلال واستفادت من عملية إعادة تهيئة وتأهيل في سنة 2019.