للحفاظ على تاريخ ومُقوِّمات الأمة السلطات تُعوّل على المساجد.. بلخضر: الأئمة مطالبون بحماية المرجعية الدينية من التحريف س. إ يبدو أن السلطات تعوّل على بيوت الله لأداء دور محوري يسمح بالذود عن ثوابت الأمة الجزائرية وبهذا الصدد أبرز مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية عيسى بلخضر أمس الثلاثاء من المسيلة الدور الكبير المنوط بمنابر المساجد في الحفاظ على تاريخ الأمة وحفظ ذاكرتها والذود عن مقوماتها. وقال بلخضر خلال لقاء ولائي نظم بمناسبة اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (19 أكتوبر) والذكرى ال67 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة (1 نوفمبر) بجامعة محمد بوضياف أن مهمة الحفاظ على الذاكرة والمرجعية الدينية تعود أساسا للمؤسسات المسجدية من خلال الندوات والنشاطات والدروس الدينية الموجهة لكافة شرائح المجتمع . ويرى المتدخل أن حماية الذاكرة والمرجعية الدينية من التحريف والتزييف وتغليط الرأي العام خاصة في أوساط الشباب يتكفل بها أئمة المساجد وشيوخ الزوايا من خلال التعمق في معاني التدين الصحيح تماما كما تتكفل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية بحماية الحدود . ودعا في هذا الصدد إلى تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين الجزائريين والعمل على توحيد صفوفهم ضد ما يهددهم من مخاطر أهمها الاستعمال المغرض لشبكات التواصل الاجتماعي والترويج من خلالها للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد . وفي هذا الشأن أكد بلخضر على ضرورة انخراط الجزائريين على اختلاف مواقعهم في بناء الجزائر الجديدة التي شرع في بنائها منذ اعتلاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سدة الحكم . وبعد نقله لتحيات وشكر رئيس الجمهورية للمشاركين في هذا اللقاء أبرز المستشار ضرورة ترقية الافكار والذهنيات وجعلها في خدمة بناء الجزائر معتبرا أن بعض الأفكار الانهزامية الهدامة بحاجة إلى التكفل بها من أجل تغييرها. ودعا إلى التقرب أكثر من فئة الشباب وايلاءها اهتماما أكبر عبر المؤسسات المسجدية حتى تكتمل صور الذاكرة في أذهانهم كما أرادها الشهداء حسب أٌقواله. من جهة أخرى تطرق بلخضر إلى مسألة الجوار مؤكدا أن من مبادئ ثورتنا المجيدة ومقومات شعبنا الوقوف إلى جانب دول الجوار في محنها بعيدا عن التدخل في شؤونها وهو ما أثبتته الجزائر مؤخرا خلال جائحة كورونا مع بعض جيراننا وأشقائنا في النيجر ومالي وتونس . وفي هذا الموضوع نقل بن عيسى تحيات رئيس الجمهورية إلى الجيش الأبيض والجمعيات على اختلاف مجالات نشاطها نظير جهودهم للإسهام في محاربة جائحة كورونا . وتناول النقاش خلال هذا اللقاء الذي حضره ممثلون عن السلطات المحلية ورؤساء عدة جمعيات دينية وشيوخ زاوية الهامل عدة مواضيع من بينها على وجه الخصوص الإفراج عن قانون الجمعيات الدينية والاستعانة بالمختصين خريجي الجامعات في تخصص الشريعة الإسلامية في تسيير المؤسسة المسجدية وإعادة هيكلتها بما يسمح لها بأداء رسالتها ودعم الجماعات المحلية لأجل تسيير أفضل لهذه المؤسسات. هذا ما قاله بلخضر في البويرة أكد عيسى بلخضر يوم الاثنين من البويرة ان المؤسسات الدينية والجمعيات والزوايا والأئمة مطالبين بتكثيف عمليات تحسيس المواطنين حول التلاحم الاجتماعي والوحدة الوطنية وذلك من اجل بناء الجزائر الجديدة في هذا الظرف الخاص. وأوضح بلخضر خلال تدخله في لقاء مع الائمة وممثلي جمعيات دينية ووزوايا جرى بمقر ديوان مؤسسات الشباب بولاية البويرة انه من الضروري لهؤلاء الشركاء رفع وتيرة تحسيس وتربية المجتمع خاصة النشء وذلك من اجل العمل على بناء جزائر جديدة في ظل الوحدة والتلاحم الاجتماعي . وأضاف ان الجزائر تواجه اليوم تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية دبلوماسية مما يتطلب مشاركتكم الحقيقية على ارض الميدان من اجل تربية وأخلقة المجتمع من خلال تحسيس الشباب بالأخطار التي قد تأتي من ظواهر الهجرة غير الشرعية وتهديدات الشبكات الاجتماعية التي تنشر مضامين الكراهية والانقسام . كما دعا بلخضر الائمة والجمعيات الدينية إلى القيام بثورة حقيقية في مجال تربية فئة الشباب وتحسيسها سيما من اجل مكافحة ظاهرة الجريمة التي -كما قال- انتشرت كثيرا في بلادنا . وأوضح في هذا الخصوص قائلا ان المسؤولية تقع على عاتقكم لأداء هذا الدور الهام المتمثل في تربية وأخلقة الحياة الاجتماعية والاقتصادية وكذا الحفاظ على ثوابت الهوية الدينية في الجزائر .