لطالما خطفت العطور المستوردة عقول الكثيرين نساء ورجالا بالنظر إلى جودتها ومكوثها لمدة طويلة فكان كل من له أقارب من المغتربين يوصيهم بجلب كمية من بعض أنواع العطور للاستفادة منها والتمتع بعطرها الفواح، إلا أنه في الآونة الأخيرة حدث العكس وصار المغتربون يقبلون كثيرا على بعض أنواع العطور المحلية لأخذها معهم كهدايا لمعارفهم بالمهجر، والسر الذي جذبهم نحوها هو التطور الذي عرفته العطور في السنوات الأخيرة بفعل المنافسة وصارت تُعرض أنواع جيدة بأسعار معقولة، ذلك ما جعلهم يتهافتون على اقتنائها وأخذها معهم إلى ديار الغربة كهدايا أو بغرض الاستعمال الشخصي. ما يلتزم به جل المغتربين الجزائريين بعد نزولهم إلى الجزائر هو ضرورة التزود ببعض الهدايا والمقتنيات بغرض تسليمها إلى معارفهم بالخارج بعد عودتهم إلى هناك، وما تجاوب معه جل المغتربين هو أنواع العطور التي صارت توفرها السوق الجزائرية بأسعار معقولة، ذلك مما انتهزه الأغلبية من أجل التزود بكمية منها وإهدائها إلى الأحباب والأصدقاء بالمهجر، وما دفعهم إلى ذلك هي النوعية الجيدة للعطور المحلية، ضف إلى ذلك أثمانها البخسة التي هي في متناول الجميع والتي وصلت إلى حدود 250 دينار و300 دينار ما جعل الإقبال عليها مكثفا. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض التجار المتخصصين في بيع العطور بميسوني، قال أحد أصحاب الطاولات أن الإقبال كبير من طرف المغتربين على العطور المحلية التي باتت تضاهي في جودتها العطور المستوردة، والسر الذي جذبهم إليها هو معقولية أسعارها مقارنة بما تتداول عليه العطور المستوردة في الدول الأوروبية، والتي تصل أثمانها إلى مبالغ خيالية إضافة إلى جودتها، فالسوق الجزائرية أضحت تشهد منافسة في هذا المجال سواء في مجال العطور أو مجال مزيلات الروائح الجسدية. وقال إنه بعد أن كان يحن المرء إلى العطور المستوردة وجلبها من المنبع وتوصية الأهل والأقارب من المغتربين بجلبها له أصبح الكل يستغنون عنها في الآونة الأخيرة بعد أن صارت السوق الجزائرية توفر أرقى وأجود أنواعها، بل حتى المغتربون أضحوا يقبلون على اقتناء العطور المحلية وأخذها معهم إلى بلاد المهجر للاستعمال الشخصي أو إهدائها، ذلك ما يفسر جودة العطور المحلية ومعقولية أسعارها مقارنة بما هو متداول بدول إقامتهم، وقال إنه قبل أيام قليلة أتت امرأة مغتربة وطلبت منه أن يوضب لها عشر قارورات من مختلف الأنواع على شكل هدية لأخذها إلى معارفها بفرنسا، وبعد أن استفسرها عن الدافع الذي دفعها إلى ذلك على الرغم من جودة العطور الفرنسية، قالت إن الأسعار الملتهبة هناك ليست في متناول الجميع، ذلك ما دفعهم إلى الابتعاد عنها والتزود بالعطور المحلية التي أصبحت تضاهي العطور المستوردة من حيث الجودة وكذلك سعرها المناسب الذي أذهل الجميع، فيكفيك أن تدفع 1000 دينار جزائري لتتزود بكمية لا بأس بها من قوارير العطور جيدة النوعية. التقينا صدفة بسيدة مقيمة بألمانيا فقالت إنها كلما جاءت إلى الوطن الأم إلا وتزودت بمجموعة لا بأس بها من الحاجيات والمستلزمات المنزلية وكذا مواد التجميل على غرار العطور التي أصبحت توفرها السوق الجزائرية بأبخس الأثمان ذلك ما يقابلها النوعية الجيدة مما جعل جميع المغتربين يقبلون عليها لأخذها كهدايا أو حتى للاستعمال الشخصي، بالنظر إلى الأسعار المرتفعة للعطور المستوردة والتي توفرها بلاد المهجر، وقالت إنها تعزم على أخذ كمية منها وستخصص جزءاً منها كهدايا وتبقي الجزء الآخر لها ولبناتها.