يدشّن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون بعد غد مسجد ضاحية »أرجنتاي« في باريس بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد اللّه غلام اللّه. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن الوزير بو عبد اللّه غلام اللّه سيكون حاضرا في مراسيم تدشين المسجد الجديد. أعلنت السلطات الفرنسية أن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون سيدشّن بعد غد مسجد ضاحية »أرجنتاي« بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد اللّه غلام اللّه وكذا وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو، ولم تؤكّد الوزارة الجزائرية هذا الحضور، ويفهم ذلك أنه استنجاد بالجزائر لمحاولة محاصرة المأزق الذي وضعت فرنسا نفسها فيه لمّا فتحت نقاشا »عنصريا« حول البرقع والنّقاب والحجاب والمسلمين وما أسمته الهوية الوطنية مع تنامي حضور اليمين المتطرّف الفرنسي. ويبدو واضحا أن دعوة غلام اللّه تأتي عقب أولى الترتيبات التي جرت في الجزائر، حيث حضر هنا مسؤول فرنسي وقدّم دولته على أنها تحترم الإسلام والمسلمين. إذ نفى مسؤول مكلّف بدائرة دينية في وزارة الداخلية أن تكون بلاده »تعادي الإسلام« لكنها كما قال »ترفض أن يفرض عليها نقاش من أيّ طرف كان يتجاوز الدستور والقوانين«. وخاطب بتراند غودان مدير مكتب الشؤون الدينية لدى وزير الداخلية الفرنسي، أئمة جزائريين يستعدّون لإمامة مساجد فرنسية قائلا: »تأكّدوا من أن بلدنا يحترم الديانات والحقوق الشخصية والحرّيات عكس الصورة التي تسوّقها الصحافة«. وجمعت السلطات الجزائرية قبل أيّام هذا المسؤول مع عشرات أئمة المساجد وكذا عميد مسجد باريس وعضو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل أبو بكر، حيث أن بتراند غودان مدير مكتب الشؤون الدينية لدى وزير الداخلية الفرنسي، حضر إلى الجزائر بدعوة من وزارة الشؤون الدينية. وفي العادة، لم تكن الجزائر تستبق إرسال وفود الأئمة بحضور شخصيات سياسية فرنسية، لكنها هذه المرّة فضّلت تبليغ الأئمة المعنيين ب »الحدود« التي تفرضها فرنسا في مسائل الديانات. وبين الجزائر وباريس إتّفاقية منذ عام 1983 لإرسال الأئمة إلى هناك، وخلال فترة التسعينيات تقلّص عدد الأئمة إلى 40 إماما بسبب تحفّظات فرنسية، في حين أن العدد الإجمالي للبعثة الجديدة تتراوح بين 60 و90 إماما. وقال بتراند غودان عن وجوده في الجزائر إنه محاولة »في سياق مقابلة الأئمة وتوجيهم وتعريفهم بخصوصيات المجتمع والدولة الفرنسية«. وبدا غودان »حازما« بخصوص ما أسماه »أيّ نقاش« قد يطرح من أيّ جهة، ونقل قائلا في بهو دار الإمام بالمحمّدية في الضاحية الشرقية للعاصمة إن »الدولة الفرنسية لا تقبل أن يفرض عليها نقاشا من أيّ طرف كان يتجاوز حدود الدستور والقوانين المؤسسة للجمهورية الفرنسية كدولة لائكية (علمانية)«. وجاء كلام المسؤول الفرنسي متوافقا مع دعوات وزير الشؤون الدينية أبو عبد اللّه غلام اللّه وعميد مسجد باريس، عن ضرورة »احترام القانون الفرنسي وتقاليد المجتمع«. ودافع بتراند غودان عن بلاده قائلا: »نحن نحترم الديانات والحقوق الشخصية والحرّيات عكس الصورة التي تسوّقها الصحافة«، وتابع: »ولكن في نفس الوقت نحن لا ندفع أيّ أجرة ولا نقدّم مساعدات لأيّ إمام أو حاخام أو راهب ولا لأيّ جمعية دينية«. وحصل المسؤول الفرنسي على دعم من عميد مسجد باريس بخصوص قضايا النّقاش المطروح في فرنسا، وأكّد دليل أبو بكر أن »قضايا الخمار والنّقاب والبرقع مسائل سياسية وقانونية يتحتّم على الأئمة الجزائريين احترام وجهة نظر الدولة الفرنسية فيها«، وهذا الكلام سبق لأبي بكر وأن صرّح به رغم أنه لا يلقى الإعجاب من دوائر دينية في الجزائر. وقال أبو بكر للأئمة الحاضرين إن عليهم »احترام القانون في فرنسا وعدم الخوض في الجدل القائم حول الهوية«، وبدا وكأنه يطمئنّ فرنسا الرّسمية بعدم خوض البعثة الجديد من الأئمة في قضايا كثيرة، وتحدّث قائلا: »لا نريد الخوض في الجدل مع الحكومة الفرنسية لأنها تدير مجتمعا لائكيا ونحن من يفترض فينا احترام قوانين المجتمع«، كما دعا الأئمة إلى المساعدة على حلّ مشاكل الجالية وتمكينها من الاستغناء عن حلّ مشاكلها عبر المحاكم الفرنسية، وكذلك »من الخطأ اعتبار أن فرنسا تخوض حربا على الإسلام أو تضايق المسلمين ولا تفرّق بين الديانات«.