فتح أمس، رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسو فيون، رفقة وزير الداخلية والأديان بريس هورتفو، مسجد الإحسان بمدينة أرجنتاي بضواحي العاصمة الفرنسية باريس وقد حضر عميد مسجد باريس الجزائري دليل بوبكر ورئيس المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية المغربي محمد موساوي مراسيم التدشين، إلى جانب رسميين فرنسيين، وممثلي الديانات في فرنسا، و800 مدعو من مثقفين وسياسيين وبرلمانيين فرنسيين وممثلي الجاليات المسلمة في فرنسا. واشترى رجل الأعمال الجزائري عبد القادر أشبوش بناءا «متهالكا» من شركة رونو قبل عشرين سنة، وأعاد ترميمه وخصص لاحقا فضاء لهذا المسجد الموصوف بأكبر مسجد في أوربا. ونظمت المساجد في فرنسا حملات تبرعية لبناء هذا المسجد، ورُصِدت له أموال كبيرة. وتبلغ المساحة الإجمالية للمسجد 8000 متر مربع، وله مأذنته وقبته الخضراء الكبيرة التي تحاكي قبة المسجد النبوي في المدينةالمنورة. ويحدث هذا أسبوعا قبل عرض مشروع قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة على استفتاء شعبي، ويحمل نزول فيون دلالات كثيرة عن السياسة التي تنتهجها السلطات الفرنسية حيال الجالية الجزائرية في فرنسا عموماوتضم أرجنتاي 15 مكان عبادة بين مساجد ومصليات للجاليات المسلمة. وتعد ضاحية أرجنتاي معقلا من معاقل الاحتجاج والحرق التي طالت بنايات عمومية وسيارات قبل سنوات، ففي 2005 ومِن أرجنتاي أطلق ساركوزي، وكان وزيرا للداخلية، لفظ «الحثالة» على أبناء الجاليات المسلمة، والجالية الجزائرية خصوصا، ودعا حينها إلى التخلص منهم بصفة نهائيا، وطور موازاة مع ذلك فكرة «الهجرة الانتقائية». وشهدت أرجنتاي، قبل شهر، زيارة وزير الهجرة الفرنسي إريك بيسون، للتقرّب من الضواحي المنسية، واستمع لشكاوى المهاجرين وطلباتهم، ووعد برفع تقرير مفصل بذلك للرئيس ساركوزي. وكان عميد مسجد باريس دليل بوبكر دعا في حديث لصحيفة إلى مضاعفة عدد المساجد في فرنسا، ليزيد من ألفي مسجد ومكان عبادة إلى أربعة آلاف، مستغرباً «انزعاج» الشعب الفرنسي من بناء المساجد، وأبدى تفهما إزاء عدم الرغبة ببناء المآذن، ورأى أن الشعب الفرنسي هو الأكثر ترحابا بالمسلمين في أوروبا ، بينما قال رئيس المجلس الإسلامي للديانة الإسلامية محمد الموسوي لوكالة إن مشاركة رئيس الوزراء في تدشين مسجد هي «سابقة لا مثيل لها في عهد الجمهورية الخامسة التي أعلنها الجنرال شارل ديغول عام 1958»، وأضاف «هي تعبير عن اعتراف الحكومة بالإسلام وبكل رموزه في فرنسا».ويستوعب المسجد الجديد أكثر من ألفين وخمسمائة شخص في ضاحية يقطنها عدد كبير من المسلمين، وقد شيد المسجد على مساحة تزيد عن ثمانية آلاف متر مربع، وأقيمت له قبة ومآذنه، وقد يكون «المسجد الأكبر في أوروبا من حيث مساحته»، حسب عبد القادر اشبوش رئيس الجمعية التي تتولى مشروع بناء المسجد منذ عام .1997 .