في أقرب وقت .. أردوغان يدعو تبون لزيارة تركيا *س. إ* جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوته لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للقيام بزيارة إلى تركيا في أقرب وقت ممكن حسب ما اكده أمس السبت بإسطنبول الوزير الاول وزير المالية ايمن بن عبد الرحمان. كان لي الشرف أن حظيت باستقبال الرئيس التركي الذي أطلعنا بتوجيهاته ورؤيته الاستشرافية لمستقبل العلاقات الجزائرية التركية كما طلب مني نقل عدة رسائل إلى شقيقه عبد المجيد تبون لا سيما دعوته إلى زيارة تركيا في أقرب وقت ممكن حسب ما صرح به السيد بن عبد الرحمان عقب هذا الاستقبال الذي جرى على هامش الدورة الثالثة لقمة الشراكة تركيا-إفريقيا. وأوضح السيد بن عبد الرحمان الذي مثل الرئيس عبد المجيد تبون في أشغال هذه القمة أن الزيارة المحتملة لرئيس الدولة إلى تركيا ستسمح للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين ب الانفتاح على آفاق أخرى تكون في مستوى تطلعات الشعبين الجزائري والتركي . وأضاف الوزير الاول قائلا تركيا تعتبر شريكا اقتصاديا مهما بالنسبة للجزائر ونحن في طريقنا لتطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مع هذا البلد العظيم . واسترسل يقول: بالإضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين فإننا مدعوون للتوجه نحو نموذج جديد للتعاون الثنائي . وفي حديثه عن مشاركته في قمة تركيا-إفريقيا قال إن هذا الاجتماع مكن من تبادل التجارب و وسائل التعاون بين الدول الإفريقية وتركيا التي تعتبر من أهم شركاء إفريقيا . الجزائر تدعو من إسطنبول إلى تبني مقاربة شاملة دعت الجزائر على لسان الوزير الأول وزير المالية السيد أيمن بن عبد الرحمان أمس السبت من اسطنبول (تركيا) إلى تبني مقاربة شاملة تجعل من النمو الاقتصادي سدا منيعا يحد من انتشار حالة اللاأمن وعدم الاستقرار. وقال الوزير الأول في كلمة له خلال مشاركته ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في الدورة الثالثة لقمة الشراكة تركيا - إفريقيا بعنوان تعزيز الشراكة من أجل التنمية والازدهار المشترك أن الجزائر تؤمن إيمانا راسخا بتلازم ثلاثية السلم والأمن والتنمية وبضرورة تبني مقاربة شاملة تجعل من النمو الاقتصادي سدا منيعا يحد من انتشار حالة اللاأمن وعدم الاستقرار وتنامي الآفات الاجتماعية . وأضاف قائلا في ذات السياق: تدعو بلادي إلى اتباع نهج شامل لبناء السلم واستدامته مع تشجيع الاستثمارات الهادفة مبرزا أن التحديات العابرة للحدود تستلزم تضافر جهود الجميع في إطار التعاون والتضامن . وأضاف أن العبرة الأساسية التي يمكن استخلاصها من جائحة كورونا هي أنه لن يكون أحد في مأمن ما لم يكن الجميع في مأمن . واعتبر الوزير الأول أن هذه العبرة تنطبق تماما على التحديات الأمنية التي تواجهها قارتنا جراء انتشار الإرهاب والتطرف العنيف وترابطاتها بمختلف أشكال الجريمة المنظمة مشيرا إلى أنه على الرغم من تمركز هذه الآفات في الدول الإفريقية إلا أنها لا تعد حكرا على هذه الأخيرة . وأكد بالقول أنه أصبح لزاما أكثر من أي وقت مضى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة هذه التهديدات وفق رؤية تقوم على التضامن الإنساني الحقيقي والتآزر الفاعل ونهج يستوعب كل عوامل تغذية الصراعات وإطالة أمدها خاصة أن مثل هذه الأخطار لا تعترف بالحدود ولا تستثني أحدا . الجزائر ستواصل دعمها للشراكة الإفريقية التركية أكد الوزير الأول أن الجزائر ستواصل دعمها للشراكة الإفريقية-التركية لكي تكون نموذجا يحتذى به في مجال التعاون الدولي. وقال السيد بن عبد الرحمان أن الجزائر ستواصل دعمها للشراكة الإفريقية-التركية من أجل الدفع بعجلة التعاون بين الطرفين لترقى إلى مستوى تطلعات شعوبنا . وأعرب في ذات السياق عن يقين رئيس الجمهورية بأن هذه الدورة ستسهم بمخرجاتها في رسم آفاق طموحة للدفع بهذه الشراكة المتميزة نحو آفاق أوسع بما يحقق أهداف وأولويات الطرفين في التنمية والرخاء المشترك لتكون بذلك نموذجا يحتذى به في مجال التعاون الدولي . ولفت الوزير الأول إلى أن الجزائر تولي اهتماما كبيرا لهذه الشراكة التي تجمع من جهة قارة نحن جزء لا يتجزأ منها ونعمل دون كلل من أجل استقرارها وتنميتها المتعددة الأبعاد وازدهار شعوبها ومن ناحية أخرى الجمهورية التركية التي تجمعنا بها علاقات تاريخية وقواسم حضارية ثقافية واجتماعية والتي تشكل لنا موروثا مشتركا نستند عليه لبناء شراكة تعود بالنفع على بلدينا . و أبرز بهذا الخصوص أن هذا اللقاء لتدارس سبل تعزيز أواصر التعاون بين إفريقيا وتركيا أكبر دليل على تمسكنا الجماعي بالنموذج الذي تكرسه هذه الشراكة وما تجسده من قيم الاحترام المتبادل والشفافية والتوازن فضلا عن نتائجها الايجابية في ترقية الحوار السياسي والسعي لتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الجانبين . كما أشار السيد بن عبد الرحمان إلى توفر جميع مقومات نجاح هذه الشراكة سواء تعلق الأمر بالإرادة السياسية أو من ناحية عوامل النهضة الاقتصادية الشاملة التي تزخر بها قارتنا والتي تواصل مسيرتها الثابتة نحو تحقيق أهداف أجندة 2063 في التنمية المتكاملة والمندمجة في ظل الأمن والاستقرار . أثر بالغ وأضاف الوزير الأول قائلا: ولا شك أن دخول الاتفاقية المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ مطلع هذا العام سيكون لها الأثر البالغ في ترسيخ الوجه الجديد لإفريقيا مليئة بالأمل والفرص إفريقيا مشجعة للأعمال والاستثمارات إفريقيا بعيدة كل البعد عن الصور النمطية المتداولة في مختلف وسائل الإعلام . و دعا في هذا الشأن إلى تكثيف الاستثمارات في الميادين المتعلقة بدعم التكامل الاقتصادي في قارتنا على غرار ما تقوم به الجزائر من سياسات تنموية وبرامج اقتصادية ذات بعد تكاملي إفريقي كالطريق العابر للصحراء الجزائر- لاغوس بطول 2415 كلم والذي سيسهل حركة البضائع والأشخاص بين قارتنا وبقية العالم وتفعيل التجارة الدولية وخلق ممرات اقتصادية تعزز النمو والازدهار في المنطقة وتفتح آفاقا جديدة لشركائنا خاصة الأتراك للاستثمار . واستطرد قائلا: كما نتطلع إلى دعم التعاون بيننا في مجال الموارد البشرية عبر التكوين وتعزيز القدرات وتبادل المعارف ونقل التكنولوجيا لتطوير إمكانياتنا الصناعية وتمكين كل فئات المجتمع الإفريقي من المساهمة في خلق الثروة عبر تحويل مواردنا الطبيعية وتحقيق قيمة مضافة عالية وترقية شراكة مستدامة ونوعية . للإشارة فإن هذه الدورة تشهد مشاركة أزيد من 40 بلدا إفريقيا وممثلين عن أزيد من 20 رئيس دولة وحكومة إلى جانب وزراء الشؤون الخارجية وكذا وفد من الاتحاد الإفريقي. مشاركة تؤكد الشراكة المميزة بين الجزائروتركيا تؤكد مشاركة الجزائر في الطبعة الثالثة لقمة الشراكة تركيا-إفريقيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات التي تحتضنها اسطنبول غدا السبت الشراكة المميزة القائمة بين الجزائروتركيا. وتعكس مشاركة الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان في أشغال هذه القمة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الطابع المميز للعلاقات الثنائية القائمة بين الجزائروتركيا في شتى الميادين. وتجسدت هذه الشراكة المميزة بين الجزائروتركيا اللتين تجمعهما معاهدة صداقة وتعاون منذ 2006 من خلال تكثيف الاستثمارات والمبادلات التجارية فضلا عن تعزيز المشاورات السياسية حول المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وللتذكير كان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان قد صرح خلال زيارة الصداقة والعمل التي قام بها إلى الجزائر في يناير 2020 بأن بلاده تعول على الجزائر لإنجاح قمة الشراكة تركيا-إفريقيا معتبرا أن الجزائر أهم البوابات على المغرب العربي وإفريقيا . وقد أفضى التعاون بين البلدين إلى توقيع عدة اتفاقات شراكة وتعاون ومذكرات تفاهم في مختلف القطاعات لاسيما الطاقة والفلاحة والسياحة والتعليم العالي والثقافة والدبلوماسية والصحة والمؤسسات الناشئة. من جهته كان وزير الشؤون الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أكد خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر (أوت 2021) أن بلاده ستواصل التعاون مع الجزائر من أجل توفير الأمن والاستقرار في كل المنطقة . ديناميكية على الصعيد الاقتصادي من شأن الديناميكية التي أعطيت للمبادلات بين البلدين أن تفضي عن قريب إلى عقد الدورة الأولى لمجلس التعاون المشترك رفيع المستوى حيث تم اقرار تنظيمها من طرف الرئيسين تبون وأردوغان في يناير 2020. وفي انتظار ذلك قعدت الدورة ال11 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-التركية في شهر نوفمبر الأخير بالجزائر العاصمة لأجل تعزيز أكثر للتعاون والشراكة بين البلدين. الجزائر تعتبر من خلال مجموع هذه الاستثمارات المباشرة التركية ثاني شريك لتركيا في إفريقيا بحيث أن تركيا قد استثمرت في مجال الاستثمارات المباشرة أكثر من 5 مليار دولار في الجزائر سيما في قطاعات الحديد والمنتجات الكيميائية والنسيج والأدوية والبناء. وفي مجال البناء والسكن أنجزت الشركات التركية 550 مشروع - منشآت وسكن بقيمة 20 مليار دولار حتى اليوم في الجزائر في حين بلغ عدد المؤسسات مع شركاء أتراك 1300. وخلال سنة 2020 وبالرغم من جائحة كوفيد-19 تم إنشاء أزيد من 130 شركة تركية في الجزائر في مختلف المجالات. وفي سنة 2020 جدد البلدان أيضا عقد يسمح للجزائر بتموين تركيا بالغاز الطبيعي المميع إلى غاية 2024 مما يسمح للجزائر أن تصبح الممون الأول لتركيا بالغاز الطبيعي المميع والممون الرابع بغاز البترول المميع. وتشكل الشراكة بين سوناطراك والشركة التركية Renaissance لأجل انجاز المركب البتروكيماوي لإنتاج البروبيلان والبوليبروبيلان (PDH-PP) ومخطط الاستثمار للشركة التركية TOSYALI قدره 7ر1 مليار دولار أمريكي لأجل إنتاج الفولاذ المصفح في وهران نماذج نجاح تحفز البلدين على البحث عن فرص جديدة للشراكة الرابحة-الرابحة. وبالنظر لكثافة المبادلات والتعاون على جميع الأصعدة تسهر كل من الجزائروتركيا على الارتقاء بعلاقاتهما إلى مصف الامتياز علما بأن البلدان يتقاسمان علاقات تاريخية تتسم بالصداقة والتعاون متعدد الأشكال.