على موائد زيّنت بالورد الجوري البرتقالي والأصفر والشمعدانات الذهبية, جلس ضيوف الرئيس أوباما حول طاولات دائرية في غرفة الطعام الرسمية في البيت الابيض للاحتفال بشهر رمضان، وهو تقليد بدأ في عهد الرئيس بوش الابن.. وبعد لحظات أعلن عن وصول الرئيس الذي وقف له الضيوف تحية وهم يصفقون. وبدأ الرئيس كلمته للحضور بالترحيب بهم مازحاً بأن كلمته ستكون قصيرة هذا العام لأن رمضان يقع في شهر أوت ودرجة الحرارة مرتفعة والضيوف جياع كما قال. وأضاف أوباما أن الأمريكيين بكافة دياناتهم يخشعون أمام خالقهم بالرغم من انتماءاتهم لديانات مختلفة لأنهم جميعاً هم "أطفال الله". وأشار أوباما الى أن رمضان هو شهر التأمل والعبادة ووقت للاحتفال مع الأهل والأصدقاء, مضيفاً ان ما هو معروف عن الإسلام أنه دين لديه التزام قوي بمبدأ العدالة والكرامة للجميع. وحيا الرئيس المدعوين بكلمة "رمضان كريم". وتحدث الرئيس عن عظمة الإسلام وقال: "كباقي الديانات فإن المسلمين هم جزء من العائلة الأمريكية, وهم يشاركون في بناء قوة الولاياتالمتحدة في كافة المجالات, خصوصاً في السنوات العشرة الأخيرة". لكن التركيز الأهم جاء حول التضحيات التي قدمها المسلمون الأمريكيون فكانوا من أول المسارعين لمساعدة ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كما قال الرئيس: "إننا لن ننسى تضحياتهم", وطلب أوباما من أم مسلمة وهي السيدة منصورة شاه جان والتي فقدت زوجها في أحداث 11 سبتمبر أن تقف حتى يتعرف إليها الحضور، لكنها لم تتمالك نفسها فانهارت دموعها فما كان من ابنها الصغير المرافق لها إلا أن يواسيها بتطويقها بذراعيه. وقال أوباما أيضاً يجب ألا ننسى الدور الذي يلعبه مسلمو أمريكا يومياً لحماية أمن الولاياتالمتحدة من خلال عملهم في الأجهزة الأمنية والحكومة الفيدرالية والقوات المسلحة، وطلب من بعض المدعوين في حفل الإفطار والذين ارتدوا الزي العسكري أن يقفوا لتقديم التحية لهم. وأشار بالتحديد إلى أم العريف كريم خان التي فقدت ابنها في حرب العراق وكانت إحدى ضيوف الرئيس في حفل الإفطار. وقال الرئيس إن أفضل طريقة لتكريمهم هي المحافظة على أمريكا التي عاشوا من أجلها وماتوا من أجلها. واختتم بكلمات: "هنا في الولاياتالمتحدة لا يوجد منطق نحن وهم، بل فقط نحن", مشيراً إلى أن الأمريكيين جميعاً، بمن فيهم المسلمون، يثرون المجتمع بثقافتهم. وحضر الإفطار هذا العام 13 سفيراً عربياً, وهم سفراء المملكة العربية السعودية, ومصر والأردن والإمارات واليمن والبحرين, وقطر وعمان وجيبوتي والجزائر وتونس والمغرب. عدا عن سفراء دول أخرى مسلمة منها باكستان, وبنغلاديش, والبوسنة وتركيا, وغينيا والسنغال وغيرهم. وتم دعوة السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل اورن, عدا عن ممثلي الإدارة ومنهم مساعد الرئيس لشؤون الإرهاب جون برنان, ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان, والمتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني، بالإضافة الى مبعوثيه للعالم الإسلامي رشاد حسين وفرح باندث. ومن المعروف أن هذا هو ثالث إفطار يستضيفه الرئيس أوباما وتقوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون باستضافة حفل إفطار آخر في مبنى الخارجية في وقت لاحق من الشهر.