أكدت منظمة الصحة العالمية أن وباء الكوليرا يتفشى في الصومال الذي يعاني من المجاعة مع تسجيل عدد يبعث على القلق من حالات الإصابة بين النازحين إلى العاصمة مقديشو بسبب نقص الغذاء والماء. وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن الكوليرا مرض معوي يرتبط في أكثر الأحيان بمياه الشرب الملوثة يسبب الإسهال الشديد والقيء ويترك الأطفال خاصة عرضة للموت بسبب الجفاف. وقال الطبيب ميشيل ياو، من المنظمة: "عدد حالات الإصابة أكبر مرتين أو ثلاث مرات حتى عما كان عليه العام الماضي. لذا يمكننا القول إن هناك وباءً للكوليرا". وأضاف: " تم تسجيل 4272 حالة إصابة بإسهال حاد حتى الآن هذا العام في مستشفى بنادير بمقديشو معظمها بين أطفال دون الخامسة من العمر مما تسبب في 181 حالة وفاة". وأوضحت المنظمة أن تفشي الكوليرا تأكد الآن في عدة مناطق، وقال ياو: إن تحركات السكان زادت من خطر اتساع نطاق حالات الإصابة بشكل أكبر. ومن جانبه، أشار ادريان ادواردز، من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى أن ما يقدر بنحو مائة ألف صومالي نزحوا بسبب الجفاف والمجاعة في المناطق الجنوبية من البلاد والقتال إلى العاصمة مقديشو خلال الشهرين المنصرمين سعيًا وراء الغذاء والماء والحماية. وانضم النازحون إلى أكثر من 370 ألفًا تركوا منازلهم في وقت سابق، حيث يتدفق 1500 لاجئ صومالي آخرين كل يوم على كينيا التي تؤوي حاليًا نحو 440 ألفًا في مخيمات شاسعة في داداب. وذكر صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أن مليوني طفل في منطقة القرن الإفريقي يعانون من سوء التغذية الحاد وقد يموت 500 ألف طفل إذا لم يتلقوا مساعدات في غضون أسابيع. إلى ذلك، يتوجه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى، برفقة وزير خارجيته أحمد داود أوغلو، إلى الصومال يوم الخميس القادم، في إطار مساع لإغاثة المتضررين من الجفاف في منطقة القرن الإفريقي وخاصة من الصوماليين. ومن المقرر أن يغادر أردوغان إلى الصومال بعد حضوره اجتماع مجلس الأمن القومي الطارئ ظهر نفس اليوم. وكان وزير الخارجية التركي قد وجه نداء الأسبوع الماضي إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، لعقد اجتماع طارئ من أجل إغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية للصومال. جدير بالذكر أنه من المقرر أن يشارك أوغلو في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول الأربعاء المقبل، بهدف زيادة حجم المساعدات الإنسانية وجمع المزيد من المعونات من الدول العربية والإسلامية للدول المتضررة بالمجاعة في القرن الإفريقي وعلى رأسها الصومال. وسيشارك الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول وبعد ذلك سيتوجه للصومال على نفس الطائرة التي ستقل رئيس الوزراء طيب أردوغان.