الرئيس تبون يؤكد مواصلة التكفل بآثار كورونا الاجتماعية: سنسهر على حماية القدرة الشرائية إنتاج الجزائر من المحروقات تضاعف بثلاث مرات منذ 1971 ف. هند أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هذا الخميس مواصلة الدولة للتكفل بالآثار الاجتماعية الناجمة عن جائحة كورونا لا سيما من خلال إجراءات الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين مشيرا إلى ضرورة التكفل بالمتضررين من تداعيات هذه الجائحة. في كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان احتفالاً بذكرى 24 فيفري المزدوجة بحاسي مسعود أكد الرئيس تبون مجددا عزمه على مواصلة معالجة الآثار الاجتماعية والتكفل تدريجيًا بإخوتنا وأخواتنا من المتضررين بالسهر الدائم على متابعة السلطات العمومية التنفيذ الصارم لكل الإجراءات والتدابير المتخذة الرامية إلى ضمان الحماية الاجتماعية والقدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين . وعبّر الرئيس تبون في كلمته عن تقديره لتضحيات العاملات والعمال في كل المواقع وترحمه على أرواح شهداء الواجب ومن فقدناهم جراء جائحة كوفيد-19 . وأشاد الرئيس تبون بالسجّل المشرف للاتحاد العام للعمال الجزائريين في الدفاع عن مصالح البلاد خلال جميع المراحل التي مرت بها. وأوضح في هذا الصدد قائلاً: لقد كان للاتحاد العام للعمال الجزائريين وهو الذي دفع من إطاراته وقياديه شهداء للواجب الوطني وعلى رأسهم الشهيد عبد الحق بن حمودة سجّلاً مشرفًا في كل الظروف والأوقات التي استوجبت الدفاع عن مصالح البلاد ورصّ الصفوف والتقوية الداخلية للوطن. قيمة استثمارات المحروقات ستفوق 39 مليار دولار في 4 سنوات كشف رئيس الجمهورية أنّ قيمة الاستثمارات في قطاع المحروقات ستفوق 39 مليار دولار خلال السنوات الأربعة المقبلة. في كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير الاول السيد أيمن بن عبد الرحمان خلال مراسم الاحتفال بالذكرى ال 66 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وال 51 لتأميم المحروقات بحاسي مسعود أوضح تبون أنّ الدولة يحدوها العزم على مواصلة جهودها في الاستثمار في القطاع إذ ستصل قيمة الاستثمارات في السنوات الأربعة القادمة إلى أكثر من 39 مليار دولار وسيخصص 70 بالمائة من هذا المبلغ للاستكشاف والتطوير لاسيما تحسين معدل الاسترجاع وخاصة في حقول حاسي مسعود وحاسي الرمل . وأبرز الرئيس أنّ تخصيص هذا المبلغ تجسيدا للمسعى الرامي إلى الحفاظ على قدرات الإنتاج والتصدير وتعزيزها بالموازاة مع تكثيف جهود الاستكشاف وتحسين مراحل الاستخلاص في حقول الإنتاج وتحقيق التشغيل الأمثل والرقمنة وتطبيق التقنيات المتقدمة وخفض التكاليف . وبهذا الخصوص أكد الرئيس تبون الاهتمام البالغ الذي يوليه لمواصلة تعزيز الدور المحوري لقطاع الطاقة والمناجم في تنفيذ إستراتيجية الدولة في مجال الإنعاش الاقتصادي والانتقال الطاقوي من أجل الرفع من قدراتنا الإنتاجية لتلبية حاجيات البلاد من الطاقة على المديين المتوسط والبعيد. وينبع هذا الاهتمام -يقول رئيس الجمهورية- من إيماننا العميق بالأهمية البالغة التي يكتسيها قطاع الطاقة والمناجم كمحرك لتطوير القطاعات الأخرى للاقتصاد وتسريع سياسة تنويع مصادر الدخل . وفي هذا السياق أكد الرئيس حرصه على ضرورة استكمال وملائمة الإطار القانوني للإستثمار في كل من قطاعات المحروقات والمناجم والطاقات المتجددة لتشجيع الاستثمارات وضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى الطويل. وهنا لفت إلى أن الحكومة استكملت جميع النصوص التطبيقية الخاصة بقانون المحروقات وهي تعكف حاليا على استكمال وضع الإطار القانوني الذي سيسمح بإعادة بعث الاستثمار وتسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية المرتبطة به بما يتماشى مع البيئة الاقتصادية الحالية وترقية وجهة بلادنا للاستثمارات الأجنبية المباشرة. الجزائر برهنت على استعدادها لدعم أمن الشركاء طاقويًا أكد الرئيس عبد المجيد تبون أنّ قطاع المحروقات برهن استعداده للمساهمة في الأمن الطاقوي لشركاء الجزائر. وأوضح الرئيس تبون: برهن قطاع المحروقات على استعداده للمساهمة في الأمن الطاقوي لشركائنا من الدول وهذا عبر تأمين التموين بالمحروقات خاصة من الغاز الطبيعي . ولفت الرئيس إلى أنّ نمو الإنتاج الأولي سجل ارتفاعا محسوسا في سنة 2021 قدّر بنسبة 14 بالمائة للمحروقات و23 بالمائة للغاز تماشيا مع عودة الحركية الاقتصادية العالمية . وتضاعف الإنتاج الوطني إجمالا بثلاث مرات منذ سنة 1971 ليبلغ اليوم حوالي 200 مليون طن معادل نفط وخاصة بالنسبة للغاز الطبيعي بحسب تبون. ويعتبر ذلك تأكيدًا على تلك الإرادة الوطنية القوية التي ما فتئ يتحلى بها بنات وأبناء القطاع الذين بفضل جهودهم تعزز دور الجزائر في السوق البترولية والغازية على المستوى الإقليمي والدولي يقول رئيس الجمهورية. وأبرز الرئيس أنّ الجزائر اكتسبت قدرات هائلة فيما يتعلق بتثمين المحروقات حيث أصبحت تتوفر على منشآت صناعية كبيرة في مجال عمليات تكرير النفط والصناعات البتروكيماوية والنقل بالأنابيب والتصدير لاسيما من خلال خطوط الأنابيب التي تربط بلادنا بقارة أوروبا وقدرات تمييع الغاز الطبيعي وكذلك ناقلات الغاز الطبيعي المميع. وكلّلت هذه المجهودات بتخفيض الواردات من المشتقات البترولية بما يفوق 50 بالمائة خلال سنة 2021 مع التطلع إلى التوجه إلى التصدير في السنوات القليلة القادمة كما لم تستورد أي كمية من الوقود في سنة 2021 يؤكد الرئيس تبون. أما بالنسبة لتوفير مصادر الطاقة للساكنة عبّر رئيس الجمهورية عن فخره بتحقيق قفزة نوعية ومستويات من بين الأعلى في المنطقة بل وفي العالم من خلال ربط أكثر من 99 بالمائة من المنازل بالكهرباء و65 بالمائة منها بالغاز الطبيعي. بهذا الخصوص أكّد تبون استمرار الجهود لربط المناطق النائية والمعزولة عبر التراب الوطني بما فيها المحيطات الفلاحية ومختلف المستثمرات من أجل تحسين ظروف معيشة السكان وتعزيز الديناميكية الاقتصادية. يمكن للجزائر أن تكون فاعلا أساسيا في مجال الهيدروجين الأخضر وأوضح الرئيس تبون أن الأفضلية التي تصبو إليها الجزائر في مسار التحول الطاقوي خلال السنوات المقبلة تكمن أيضا في إمكانية انخراطنا في أكثر الحلول المناخية نجاعة وهو الهيدروجين لكون استخداماته تتميز بصفر تلوث . وأضاف أنه يمكننا اليوم الانخراط كفاعل أساسي في المشاريع العالمية والإقليمية للهيدروجين الأخضر . وفي هذا الصدد أشار إلى أن الجزائر تمتلك أفضل الخيارات عالميا في هذا المضمار بفضل العديد من الميزات والإمكانيات التي تتوفر عليها من إمكانات شمسية هائلة وشبكة كهربائية واسعة ومساحة كبيرة وبنى تحتية وطنية ودولية لنقل الغاز الطبيعي ونسيج صناعي لاسيما ذلك المرتبط بإنتاج الأمونياك والهيدروجين وكذلك الشبكة الواسعة من الجامعات ومراكز البحث . وتعمل الجزائر حاليا على أساس هذه المزايا المقارنة على وضع استراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين بما في ذلك الهيدروجين الأخضر من أجل تمكينها من الاندماج الكامل في الديناميكية العالمية المرتبطة بالانتقال الطاقوي والبيئي يقول رئيس الجمهورية. ويندرج هذا التوجه ضمن سعي الدولة إلى تعبئة جميع مواردها وتثمينها لاسيما الطاقات المتجددة خاصة وأن الجزائر تتمتع بإمكانيات هائلة من الطاقة الشمسية ومصادر أكيدة من الهيدروجين الأخضر يضيف الرئيس تبون.