بالرغم من تصاعد عوامل العصرنة والتقدم لاسيما خلال السنوات الأخيرة وانتعاش العديد من المشاريع التنموية عبر عدة مناطق، ومست جميع المجالات سواء فيما يخص المشاريع السكنية أو تهيئة الطرقات وغيرها، إلا أن بعض المناطق لا تزال تعيش نوعا من العزلة والتهميش وتنعدم فيها أهم المرافق الضرورية والترفيهية والثقافية خاصة منها المتعلقة بفئة الشباب· ومن هذه المناطق، بلدية خرايسية التي تعد واحدة من بعض البلديات التي لا تزال تفتقر لأدنى متطلبات الحياة والمرافق الضرورية والترفيهية خاصة تلك التي تتعلق بالشباب· وفي هذا الصدد يشتكي هؤلاء من نقص أو بالأحرى غياب المرافق الترفيهية والتثقيفية التي من شأنها إخراجهم من العزلة المفروضة عليهم بسبب هاجس البطالة الذي يتخبط فيه وتمتص أوقات فراغهم كقاعات ومقاهي الأنترنت وكذا قاعات للرياضة· وفي هذا السياق، أعرب معظم الشباب الذين التقتهم أخبار اليوم عن مدى استيائهم الشديد من المشاكل المحيطة بهم في ظل الغياب التام للمرافق الضرورية على غرار دار الشباب أو قاعة الإنترنت يقضون أوقات فراغهم فيها بدل التسكع في الشوارع سيما في ظل غياب مناصب الشغل لدى الأغلبية الساحقة ذلك ما يولد ضغطا رهيبا وفراغا قاتلا ويدفعهم على حد تعبيرهم إلى سلك طريق الانحراف· وفي ذات السياق، يؤكد أحد محدثينا أنه عادة ما يضطر البعض إلى التنقل للأحياء والمناطق المجاورة سواء بحثا عن العمل أو للترفيه والتسلية لكسر روتين الملل والخمول المضرب عليهم وهو الأمر والمطلب الذي رفعه سكان خرايسية للمسؤولين والسلطات المحلية مطالبين في ذات الشأن الجهات الوصية إدراج قائمة انشغالاتهم ومطالبهم ضمن الأولويات وتجسيدها بذلك على أرض الواقع· من جهة أخرى، يعاني السكان من عدم توفر المكتبات الجوارية ومقاهي الإنترنت التي تساعدهم على التجديد وتمنحهم نوعا من الراحة والتسلية فضلا عن غياب مراكز للتكوين، لذلك لا يجد هؤلاء مكانا يلجؤون إليه سوى التسكع في الشوارع أو الذهاب أو الركون والمكوث في المقاهي. وأمام هذه الجملة من النقائص يجدد سكان الخرايسية مطالبهم للسلطات المحلية والمسؤولين للاهتمام بهذه الفئة وتأطير الشباب، فيما سطرت البلدية في هذا الإطار مشاريع طور الإنجاز والتنفيذ لتبقى أمال السكان عالقة إلى حين تجسيد الوعود المتكررة من قبل السلطات الوصية وهي إدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية المتعددة على غرار توفير قاعات للرياضة وكذا مرافق ترفيهية وثقافية من شأنها إخراج هؤلاء من العزلة والتهميش التي طالما لازمتهم لسنوات خلت·