صناعة الحلي التقليدية بتمنراست.. حرفة صامدة تأبى الاندثار تتجه جهود الفاعلين بقطاع الصناعة التقليدية بولاية تمنراست إلى تحقيق المزيد من مكاسب تثمين صناعة الحلي التقليدية وترقية هذا الرصيد التراثي الحرفي لضمان استدامته وتداوله بين الأجيال باعتباره أحد أهم مميزات التراث الثقافي للمنطقة ورمزا لهويتها. خ. نسيمة/ق.م تعمل غرفة الصناعة التقليدية والحرف بتمنراست ومنذ نشأتها في 2003 على تطوير إنتاج صناعة الحلي التقليدية المحلية سيما من خلال الاهتمام بتسيير سجل الصناعة التقليدية والحرف وإعطاء أهمية للتكوين وتحسين مهارات الحرفيين. وضمن هذا التوجه تقترح ذات الهيئة برنامجا خاصا لتنمية نشاطات الصناعة التقليدية إلى جانب ضمان عمليات التصديق على منتجات الصناعة التقليدية الخاصة بحرفيي المنطقة سيما منها صناعة الحلي التقليدية التي يبلغ عدد الناشطين فيها 221 حرفيا من أصل 7.000 حرفيا تحصيه الغرفة مثلما أوضح لوكالة الانباء الجزائرية مديرها لقراوي عبد الله في إطار فعاليات إحياء شهر التراث (18 أفريل-18 ماي) بولاية تمنراست والذي يحمل هذه السنة شعار هوية وأصالة وتحصي من جهتها دار الصناعة التقليدية بتمنراست التي تعد هيكل دعم لقطاع الصناعة التقليدية والتي دشنت في 2008 حاليا 224 حرفيا في مجال صناعة الحلي التقليدية ناشطين على مستوى ولايات تمنراست وعين صالح وعين قزام. فضاءات للتسويق وساهمت دار الصناعة التقليدية بتمنراست في ضمان فضاءات لتسويق الحلي التقليدية من خلال تخصيص تسعة (9) محلات من مجموع 20 محلا إلى جانب توفرها على 12 ورشة خاصة بالتكوين مما ساهم ذلك في احتضان أكبر عدد من حرفيي صناعة الحلي التقليدية وترقية هذا النشاط الحرفي حيث أن نسبة 85 بالمائة من مبيعات الصناعة التقليدية تتكون من الحلي التقليدية مثلما جرى شرحه. وضمن ذات الجهود دائما تم ضبط سياسة تسويقية لتلك المنتجات من خلال المشاركة في مختلف التظاهرات المحلية والوطنية إلى جانب مرافقة الحرفيين في مجالي الاستثمار والتصدير والتركيز أيضا على التكوين وتحسين نوعية الحلي التقليدية. مدرسة نموذجية تشكل المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة بتمنراست التي تعد إحدى ثمار التعاون بين الجزائروالبرازيل ومنذ انطلاق نشاط التكوين بها في مارس 2016 دعامة أساسية لجهود تطوير صناعة الحلي التقليدي وتحسين جودتها وهي تضمن نقل المعارف التقنية ضمن مجالات تكوينية مختلفة منها النحت على الأحجار الكريمة والتكوين في مجال التذويب وصناعة الحلي والتصميم. وساهمت هذه المنشأة التكوينية في تخرج 81 مكونا من بينهم 10 مكونات من 18 ولاية فيما استفاد 26 حرفيا من تكوين تكميلي في البرازيل علما أن 38 مكونا من ولاية تمنراست يضمنون دورات تكوينية في إطار برنامج عمل التعاونيات الحرفية المتخصصة في مجال صناعة الحلي التقليدية. وقد تخرج 63 متكونا حرفيا من هذه المدرسة من بينهم 27 فتاة ممن تلقوا تكوينا سمح لهم بتحسين وتطوير المنتجات من الحلي التقليدية. وفي هذا الصدد أوضح الحرفي كاولة محمد أحد المستفيدين من التكوين بالمدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة أن حرفيي صناعة الحلي التقليدية يقومون بتطبيق التقنيات والمعارف التي تلقوها بخصوص إدماج استعمال الأحجار الكريمة في صناعة الحلي التقليدية وتحصي منطقة تمنراست أكثر من 60 نوعا من الأحجار الكريمة التي لم تكن تستغل من قبل ولكن وبفضل هذه التقنيات المكتسبة من التكوين أصبحت أحد أهم المواد الأولية المستعملة في المنتجات التقليدية التي تساهم في تنويع المداخيل الإقتصادية للمنطقة وإحداث ديناميكية في ميدان صناعة الحلي التقليدية. زبائن محليون.. وسيّاح وفي سياق ذي صلة تسهر من جهتها تعاونية إسغن للصناعة التقليدية بحي صورو بتمنراست من أجل توفير مختلف منتجات الصناعة التقليدية وخاصة الحلي التقليدية المتنوعة لفائدة الزبائن المحليين أو الوافدين من السياح كما أفاد مسؤولو التعاونية بمناسبة الاحتفالات بشهر التراث. كما يساهم المنخرطون فيها في تلقين الشباب مختلف تقنيات صناعة الحلي التقليدية وذلك بالموازاة مع حياتهم العادية ذلك أن أغلب أعضاء هذه التعاونية عاملون بهيئات إدارية حيث يقضون أوقات الفراغ بمقر التعاونية في إنتاج الحلي التقليدية معتبرين أن الوفاء لهذه الحرفة أمر في غاية الأهمية . وتواجه صناعة الحلي التقليدية بالمنطقة عدة تحديات من بينها إشكالية الحصول على المواد الأولية وخاصة بالنسبة لمعدن الفضة وهو الأمر الذي يشكل أحد أهم المعوقات التي تواجه هذه الحرفة خاصة في ظل المنافسة مع منتجات مصنوعة حسب مهنيين بالمنطقة. ويقترحون في هذا الصدد إعادة فتح فرع للوكالة الوطنية للمعادن أجنور بالمنطقة والتي كانت في السابق تضمن توفير المواد الأولية للحرفيين وتعزيز فرص المرافقة لحرفيي الحلي التقليدية لتمكينهم من تسويق منتجاتهم المختلفة والعمل على ضمان الدعم المباشر للحرفيين في مجال صناعة الحلي ضمن الصندوق الوطني لنشاط الصناعة التقليدية.