المار ببعض الشوارع عبر العاصمة يتبين له أن البعض صام عن الأكل فقط بعد أن استمرت بعض المظاهر المشينة متفشية في اغلب النواحي والأسوأ في الأمر أن إفرازاتها السلبية تقفز إلى الجماعة وفي نفس الوقت منتهجها هو جزء من تلك الجماعة، بحيث تواصلت بعض السلوكات المشينة ونحن في أوج الصيف وفي أوج شهر الرحمة والغفران، ولازال البعض يساهم في تلويث المحيط ولم ينل بذلك من صومه إلا الجوع والعطش فاغلب الأحياء باتت تظهر وكأنها مفارغ للنفايات مما أدى إلى انتشار القوارض والحيوانات الضالة وبعض الحشرات الناجمة عن تلوث المحيط كالبعوض والذباب الذي ينتشر بالأماكن المتسخة مما يؤثر على الحياة العادية للمواطنين، فهم على الرغم من تنظيفهم لمنازلهم يتأثرون بما هو جاري خارج منازلهم على مستوى الأحياء التي صار البعض منها اقرب بكثير إلى المفارغ العمومية منه إلى أحياء حضرية، مما اثر سلبا على الصائمين. وهو الموقف الذي وقفنا عليه بأحد الأحياء التي شاع عن بعض مواطنيها ابتعادهم عن مظاهر المدنية والتحضر ومثلهم أحياء كثيرة عبر العاصمة، بدليل أنهم لازالوا يرشقون نفاياتهم من شرفات منازلهم متناسين أن ما هو جاري خارج منازلهم من شانه أن ينقلب عليهم بالسلب بفعل الروائح الكريهة التي تتصاعد عبر الشرفات إلى جانب انتشار الحشرات الناجمة عن تلوت المحيط على غرار الذباب والبعوض، ويحتار الكل لذهنيات هؤلاء مهما اختلف جنسهم سواء كانوا رجالا أو نساء فهل انعدمت الأكياس البلاستيكية كي ترمى الزبالة من الشرفات، وماذا سوف يكلفهم الأمر إن هم التزموا بسلوكات حضارية بإرفاق أكياسهم معهم أثناء نزولهم وإلقائها بمواضعها الأصلية فمن جهة يضمنون نظافة أحيائهم ومن جهة أخرى يأخذون بيد عمال التنظيف وينقصون عنهم عناء جمع تلك النفايات المبعثرة هنا وهناك في أوج شهر الرحمة. اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى بعض الأحياء التي تعاني من آفة رمي الزبالة في كل مكان وفي أي مكان دون أدنى وعي أو مسؤولية من البعض بحيث تواصلت فيها الظاهرة حتى خلال أيام رمضان الذي زارنا في أحر شهر، وللكل أن يتخيل الإفرازات السلبية لتحلل النفايات مع درجة الحرارة والروائح الكريهة التي يعبر أمامها الصائمون ليتحملوا طيش وتهور وانعدام مسؤولية الآخرين. قالت السيدة وهيبة من العاصمة أنها تحتار لأمر بعض جاراتها اللواتي لا يستعملن الأكياس ويذهبن إلى رمي نفاياتهن من الشرفات مما حول أسفل العمارة إلى مفرغة للنفايات، وعلى الرغم من تضامن بعض السكان في كل مرة لتنظيم حملة للتنظيف إلا انه يعود الحال إلى حاله بعد بضعة أيام بفعل السلوكات الصادرة من طرف بعض الساكنين، وهم في حقيقة الأمر ليسوا سكانا أصليين بالحي وإنما قدموا إلى الحي من أنحاء مختلفة، وتغيب عنهم ثقافة السكن بحي حضري التي تفرض على السكان وجوب احترام حريات وحقوق الآخرين على مستواه، وكان على الهيئات المختصة تكليف أعوان برقابة هؤلاء وفرض غرامات عليهم لزجرهم وتأديبهم على أفعالهم المنحطة التي تؤثر سلبا على المحيط.