ما يُلاحظ هذه الأيام في الأسواق الشعبية هو فرار الباعة بمجرد الفراغ من تجارتهم وترويج سلعهم مع ترك مخلفات تلك السلع من حاويات وصناديق ملوثة بمكان البيع، مما تسبب في تلويث تلك الأمكنة وانطلاق روائح كريهة منها حتى لا يقوى المرء منا العبور بمحاذاتها لاسيما الأماكن المتمركزة وسط بعض الأسواق الشعبية، والأدهى ما في الأمر أن حتى مروجو السمك والسردين انتهجوا ذلك السبيل واقتدوا ببائعي الخضر والفواكه وللكل أن يتصور تلك الرائحة المنبعثة من تلك الصناديق المبعثرة هنا وهناك بعد تحللها تحت أشعة الشمس لاسيما مع اقتراب فصل الصيف المعروف بانتشار بعض الأمراض. خ. نسيمة هو الأمر الذي اشتكى منه الباعة النظاميون في كم من مرة وكذا المواطنون خاصة وان تلك النفايات تعرقلهم أثناء تسوّقهم وتنقلاتهم اليومية لاسيما مع الروائح الكريهة المنبعثة منها بعد تحللها تحت الهواء ويتفاقم الأمر أكثر مع حلول فصل الصيف المعروف بحرارته المرتفعة التي تؤدي إلى سرعة تحلل المواد وانتشار الجراثيم، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى كوارث صحية وبيئية في حال تمسك هؤلاء الباعة بسلوكاتهم المشينة وفرارهم بعد الفراغ من تجارتهم دون أدنى مسؤولية. وهي من المظاهر السلبية للتجارة الفوضوية وكذا العربات المتنقلة بعد ترك أصحابها مخلفات تجارتهم أينما حلوا وإسهامهم بذلك في تلويث المحيط. وقد أصبح المنظر ذاته يقابلنا بمداخل الأسواق وفوق الأرصفة التي ملأتها الحاويات والصناديق من كل جانب بل حتى مخلفات بعض السلع المتنوعة إلى درجة أصبح يتزاحم فيها المواطنُ مع تلك المخلفات وتعترضه في عبوره من بعض النواحي حتى يندفع جبرا إلى دهسها والتعثر بها من اجل العبور في الكثير من المرات بالنظر إلى الضيق الخانق الذي تتميز به مسالك بعض الطرقات. بسوق كلوزال بالعاصمة قابلنا ذلك المنظر الذي شوه تلك الناحية المتمركزة في وسط العاصمة، وهو المعبر الذي يستعمله الكثير من المواطنين بالنظر إلى اشتماله على مَخرجين، وبالمخرج السفلي اصطفت صناديق الحوت والسردين التي ملأت رائحتُها الكريهة أرجاء السوق حتى قام بعض المتجولين بسد أنوفهم بعد الاستعانة بمناديل، ومنهم من فر هاربا بالنظر إلى عدم احتمال الرائحة النتنة التي عمت أرجاء السوق والناجمة عن تلك الصناديق والمخلفات التي تركها الباعة بمجرد الفراغ من تجارتهم وبيع سلعهم وهو الأمر الذي أزعج الباعة النظاميين وكذا المتبضعين بذات السوق. اقتربنا من بعض المحلات بذات السوق فأعرب أصحابها عن تذمرهم من تلك السلوكات الصادرة من بعض الباعة والتي تعبر عن عشوائية تجارتهم بحيث يغادرون المكان بمجرد انتهاء السلع ولا ينظفون الأمكنة مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة بمحاذاة السوق وتسربها حتى بداخله ولم يقووا على إخفائها حتى بعد استعمال جل المواد المطهرة خاصة وأن مكان انبعاثها لا يبعد عن السوق، ورأى جلهم انه من الواجب على هؤلاء التجار تنظيف مكان تجارتهم بصفة يومية وعدم إزعاج الباعة وكذا المواطنين المتجولين بذات السوق أو حتى من يستعملوه كمعبر. هو ما سمعناه من إحدى الأوانس التي قالت إن الرائحة المنطلقة لا تطاق بعد تحلل تلك المخلفات وبقايا السلع، والمتسبب الأول والأخير في تلك الآفات هم الباعة الذين زادوا بسلوكاتهم في تلويث البيئة والمحيط بدل عملهم الحثيث على التخفيف من حدة النفايات التي ملأت شوارعنا من كل جانب. هو الأمر ذاته الذي يتكرر بمحاذاة جل الأسواق وبنقاط البيع الفوضوية يجسده انتشار مئات الحاويات هنا وهناك وكذا الصناديق وحتى بقايا الأسماك وبعض أحشاء الحيوانات مما يؤدي إلى انطلاق الروائح الكريهة وكذا تلويث المحيط بتلك المخلفات، وطالب جل المواطنين بضرورة وضع حد لتلك السلوكات لاسيما وأننا على بعد أيام قلائل من افتتاح موسم الحر الذي يزداد فيه انتشار بعض الأمراض الصيفية الناجمة عن انعدام النظافة وتلوث المحيط.