على الرغم من تضاعف النفايات الصادرة عن اغلب الأسر خلال الشهر الكريم مما ترتب عنه تجمعها أكواما أكواما في الأحياء، نجد نظير ذلك أن مصالح "نات كوم" تتقاعس عن القيام بعملها عبر بعض المقاطعات مما ادخلها في فوضى عارمة جسدتها تلك الروائح الكريهة وانتشار الحيوانات الضالة وكذا الذباب الذي أصبح يشكل ديكور معظم العائلات التي أضحت تتعارك معه بعد أن تسلل إلى بيوتها كحشرة حاملة للجراثيم وناجمة عن كثافة الأوساخ مثلها مثل البعوض. ورأس المشكل في كل ذلك هو مكوث تلك الكميات الهائلة من الأوساخ في مكانها لمدة طويلة مما يؤدي إلى تحللها وانطلاق تلك الروائح الكريهة التي لا يحتملها المواطنون في الأيام العادية فما بالنا في الشهر الكريم. ذلك ما اشتكى منه المواطنون لاسيما في الأحياء الشعبية كون أن الأحياء الراقية لا يمسها المشكل وكأن العمال لا يحكمهم قطاع واحد ونظام واحد، وإلا كيف نفسر قيامهم بواجبهم في أحياء دون غيرها على غرار المدنية، محمد بلوزداد، بعض شوارع الجزائر الوسطى إلى غيرها من الأحياء التي اشتكت انعدام النظافة وانتشار الروائح الكريهة مما ادخل قاطنيها في عراك دائم مع الحيوانات الضالة والحشرات الناقلة للجراثيم، خاصة وان تلك السلوكات لحقت حتى الشهر الفضيل، وان كان يستعصى قبولها حتى في الأيام العادية. اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى بعض الأحياء العاصمية فأبان الكل استغرابهم واظهروا سخطهم على طريقة عمل مصالح التنظيف التي أصبحت تضع في حساباتها مناطق دون غيرها فنجدها تحرص على تنظيف بعضها وتهمل بعضها الآخر، وكأن هؤلاء العمال لا تسيرهم إدارة واحدة ولا ينتمون إلى نفس القطاع. يقول مهدي من المدنية "يبدو أن مصالح نات كوم صامت عن التنظيف في شهر الصيام ذلك ما ادخل اغلب الأحياء في فوضى تلك النفايات وما ينجم عنها من روائح كريهة وتعفنات قد تتسبب قي أمراض خطيرة ولا يخفى عن الجميع كثرة النفايات في الشهر الكريم، فالعائلة التي دأبت على إخراج وإفراز كيس من النفايات تتضاعف نفاياتها وقد تصل إلى ثلاثة أكياس بالنظر إلى ما يتطلبه الشهر الكريم ذلك ما يقابله الغياب التام لمصالح نات كوم على مستوى بعض الأحياء وما زاد من كارثية الوضع هي الحرارة المرتفعة التي ميزت هذه الأيام، مما أدى إلى سرعة تحلل تلك النفايات فصارت بعض الأحياء بؤرة للحيوانات الضالة والذباب والبعوض ذلك ما أدى إلى استنجاد المواطنين بكافة الوسائل التي تقيهم من تلك الحشرات الناقلة للجراثيم والمشوهة للمناظر العامة، ذلك ما أثقل ميزانيتهم بميزانيات أخرى واللوم يقع على مصالح نات كوم التي تتماطل عن حمل تلك النفايات على الرغم من أن ذلك يدخل في اختصاصها". وما يتخوف منه الجميع هو انتشار امراض خطيرة ناجمة عن محاذاة تلك النفايات واستنشاق روائحها الكريهة في عز الصيف وفي عز الصيام فمن ينقذ وضع تلك الأحياء التي تندب حظها التعيس؟