برنامج الغذاء العالمي يُحذر: شبح المجاعة يطارد البشرية حذَّر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو من شبح مجاعة محدقة بالعالم ليس فقط بسبب ندرة الحبوب بل أيضا بسبب عدم القدرة على شرائها مما يهدد الملايين من الناس بالجوع. ق.د/وكالات وتوقع وزير الزراعة الأردني الأسبق محمود الدويري أن تكون هناك مجاعات في مختلف الدول ولكن ما يخفف من وطأتها هو التعاون الدولي خاصة في القارة الإفريقية وشدد على ضرورة ذلك لتجنيب العالم مجاعة خانقة وذلك ريثما تحدث انفراجة في الأزمة الأوكرانية. وجاءت تصريحات الدويري بناء على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أعرب عن مخاوفه من أن يتحول العام المقبل إلى أسوأ الأعوام جراء حدوث مجاعات متعددة في بلدان كثيرة. وقال غوتيريش إن هذه الأزمة سحقت مئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون على خط الفقر داعيا البلدان المتقدمة والمؤسسات المالية الدولية إلى إتاحة الموارد لمساعدة الحكومات على دعم شعوبها. واعتبرت الخبيرة الاقتصادية والباحثة في الشؤون الأوروبية نجاة عبد الحق أن صعوبة الوضع الغذائي العالمي الحالي تكمن في أن المنظمات الدولية لديها تعاقد مع أوكرانيا لاستيراد القمح وتغطية الحالات الإنسانية والعجز الغذائي في الدول الفقيرة ولكن الحرب على أوكرانيا جعلت من هذه الآلية غير فعالية لعدم التمكن من تصديره. *انفراجة في أزمة حبوب أوكرانيا وفي انفراجة تبدو لازمة الغذاء أبحرت أول سفينة محملة بسبعة آلاف طن من الحبوب من مرفأ برديانسك الأوكراني الذي تسيطر عليه القوات الروسية بعد توقف دام عدة أشهر في خضم الصراع بين موسكو وكييف الذي ألقى بظلاله على تأثر حركة نقل الحبوب الأمر الذي وضع الغذاء العالمي أمام تحديات جمّة. وقال رئيس إدارة المنطقة الموالية لروسيا يفغيني باليتسكي في رسالة له عبر تطبيق تليغرام الخميس إنه بعد توقف دام عدة أشهر غادرت أول سفينة تجارية مرفأ برديانسك التجاري محملة سبعة آلاف طن من الحبوب إلى دول صديقة . ويرى خبراء ومحللون اقتصاديون أن جهودًا دولية مكثفة تجرى حالياً للمساعدة في خروج شاحنات الحبوب الأوكرانية إلى العالم الخارجي للمساهمة في حل أزمة الغذاء وخفض أسعار الحبوب وعلى رأسها القمح التي ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة معتبرين أن إبحار أول سفينة تحمل انفراجة لهذه الأزمة. كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق هذا الشهر إن هناك مفاوضات صعبة تجرى لرفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب. ومع اندلاع الحرب فيفري الماضي توقفت صادرات الحبوب الأوكرانية وظلت الشحنات حبيسة المخازن في الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. في المقابل تشكو روسيا من عراقيل تعترض سبل صادراتها بسبب العقوبات الغربية. وفي وقت سابق أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على جهود بلاده في حل أزمة إخراج الحبوب الأوكرانية. من جانبه قال أردوغان إن بلاده تواصل مساعي حل ازمة الحبوب في أوكرانيا باتباع سياسة متوازنة . وتناقش موسكو وأنقرة إنشاء ممر بحري في البحر الأسود يسمح بمرور صادرات الحبوب الأوكرانية للمساهمة في حل أزمة الغذاء العالمي التي تفاقمت خلال الشهور الأخيرة. وفي وقت سابق حذرت الأممالمتحدة من احتمال وقوع مجاعات واضطرابات حول العالم في حال لم تفتح الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. وإزاء ذلك ناشدت وزارة الزراعة الأوكرانية حكومات الولاياتالمتحدة وكندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم منشآت تخزين مؤقتة وهي إما عبوات بلاستيكية كبيرة خاصة أو صوامع مؤقتة. وتتخوف كييف من نقص في السعة التخزينية يصل إلى نحو 15 مليون طن عندما ينتهي حصاد محصول الذرة في الخريف.