في إطار سعيهم لاستغلال الشهر الكريم في التواصل مع غير المسلمين نظمت بعض الجماعات والمراكز الإسلامية في جميع أنحاء العالم عدة فعاليات من أجل تحقيق هذه الغاية وتوضيح الصورة الصحيحة للدين الإسلامي. ففي ولاية ميتشغان بالولايات المتحدةالأمريكية نظمت الجالية الإسلامية مأدبة عشاء خفيفة اجتمع عليها جميع أفراد مدينة كانتون يوم الأربعاء الماضي. تقول كريستينا رونتري, عضو مجلس إدارة لجنة التوعية في الجمعية الإسلامية في الضواحي الغربية: "لجنة تنظيم الحدث تسعى وراء تقديم التحية للمقيمين, كما أننا نبحث عن تعرف الناس ببعضهم البعض", مضيفة أن الحدث الذي يحمل عنوان "رمضان غذاء روحي" بدأ بتقديم نبذة موجزة عن الشهر الكريم ثم الإفطار, وأنه يهدف إلى الجمع بين المسلمين مع غيرهم من غير المسلمين سواء الهندوس والمسيحيين والسيخ. وأكدت رونتري أن الضيوف قاموا بجولة في الجمعية ومُنحوا فرصة رؤية المسلمين وهم يصلون ثم وقتا لطرح الأسئلة والحديث المتبادل" مشيرة إلى أن لجنة التوعية في الجمعية الإسلامية لا تريد أن تُشعر الضيوف بأي ثقل عليهم, فنحن لا نطلب منهم الصيام, كما لا نطالبهم بارتداء الحجاب, نحن فقط يشرِّفنا حضورُهم". وأوضحت رونتري, عضو لجنة التوعية في الجمعية الإسلامية في كانتون "أن الإفطار ضم قائمة من المأكولات الدولية سواء الصينية والأثيوبية وذلك لأن الإسلام هو دين متعدد الثقافات". ونظرا لأن رمضان هذا العام يتزامن مع مرور عشر سنوات لهجمات 11 سبتمبر 2001, فإن العديد من المسلمين في الضواحي الأمريكية تنظر إلى ما وصل إليه المجتمع بعد هذه الأحداث التي شوهت صورة الدين الإسلامي, وقد رأى بعض قادة المجتمع الإسلامي هذا الحادث بمثابة دعوة لاستيقظ المسلمين للخروج إلى عقد الحوارات مع الآخرين لتحسين صورة المسلمين, وغالبا ما يكون شهر رمضان فرصة طيبة لمثل هذا الفعاليات ووسيلة لكسر الحواجز مع غير المسلمين. رمضان وأحداث سبتمبر من جانبه يقول زاهر سحلول, عضو مؤسس في مسجد بريدجيفيو ورئيس مجلس المنظمات الإسلامية في شيكاغو "أعتقد أن هذا الحادث كان له بالغُ التأثير على الإسلام والمسلمين, وشن العديد من حملات الكراهية ضد المنتسبين للإسلام, مثل حرق المصحف وغيرها, ولمواجهة هذه الكراهية على مستوى القواعد الشعبية، بدأت المساجد المحلية فتح أبوابها أمام غير المسلمين لاستضافة قادة المجتمع المدني من غير المسلمين في حفلات الإفطار الرمضانية وإجراء عدة حوارات بيننا. وقد أطلق مجلس المنظمات الإسلامية في شيكاغو، مظلة ل 56 منظمة إسلامية في شيكاغو وضواحيها، حملة "معا من أجل أمريكا أفضل"، وتدعو أعضاءها على وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك في ذكرى تكريم ضحايا هجمات 11 سبتمبر. أما غلام فاروق, رئيس الجمعية الإسلامية في ديس بلانيس فقد أكد على أن هذه الفعاليات قطعت شوطا طويلا نحو تغيير التصورات عن المجتمع الإسلامي, مضيفا أنه يخطط بعد رمضان بإقامة بيت مفتوح أدعو إليه جميع أعضاء العائلات المجاورة لي وأصدقائهم للحوار والنقاش.