غيّر الكثير من أصحاب الجرارات الفلاحية بولاية الشلف مهام جراراتهم من الخدمة الفلاحية والزراعية إلى خدمة المتاجرة بمياه الصهاريج ونقل الرمال والحصى، حيث أضحت ظاهرة استغلال حاجيات وضروريات السكان للماء ونقل مواد البناء فرصة مواتية لأصحاب الجرارات الفلاحية الذين حولوا منافع وخدمة جراراتهم من الاستغلال الفلاحي إلى البحث عن الربح السريع عن طريق استغلال تهافت سكان كثير من البلديات والدواوير على البحث عن جرعة ماء تطفئ غليلهم خصوصا خلال هذه الأيام التي ارتفعت فيها درجة الحرارة بشكل كبير. هذا الأمر استغله أصحاب الجرارات الفلاحية وحولوا مهنتهم من خدمة الأرض خصوصا بعد انطلاق الموعد الرسمي لعملية الحصاد والدرس ونفور أصحاب الجرارات الفلاحية من الخدمة الفلاحية وتحويل وجهتهم نحو المتاجرة بالماء عن طريق تسويق الصهاريج جعل الفلاحون يجدون صعوبات كبيرة في البحث عن وسائل تنقل لهم منتوجاتهم الفلاحية من المزارع نحو المستودعات والمخازن، خاصة في ظل تخوف الفلاحين من نشوب حرائق بالمزارع وهو الأمر الذي يضاعف حتما في الخسائر في حالة نشوب أي حريق وإذا كان أصحاب الجرارات امتنعوا عن خدمة الفلاحة لصالح البحث عن الربح السريع والمتاجرة بالماء فإن هذا العمل يدر عليهم أرباح طائلة في الوقت الذي يصل فيه ثمن نقل الصهريج الواحد ذات 3 آلاف لتر من 600 إلى 800 دينار للصهريج الواحد، وهو الأمر الذي يجعل أصحاب الصهاريج يربحون في اليوم الواحد أكثر من 5 آلاف دينار وهو المبلغ الذي لا يمكنهم الحصول عليه في خدمة الفلاحة، كما حول نوع آخر من أصحاب الجرارات الفلاحية خدمتهم من الخدمة الفلاحية إلى خدمات أخرى كخدمة نقل مواد البناء وخاصة الرمل والحصى، حيث يتم نقل الرمل في المنقولة الواحدة بمبلغ يزيد عن 3 آلاف دينار ونفس الأمر بالنسبة للحصى، وعن أسباب عزوف أصحاب الجرارات الفلاحية عن تأدية خدمتهم المنوطة بهم وتحويل وجهتهم نحو خدمات أخرى إلى الأرباح التي أضحوا يجنونها وفسر الفلاحون ذلك إلى غياب المراقبة وعدم إجبار أصحاب الجرارات على خدمة الأرض أولا وقبل كل شيء.