يشتكي أكثر من 500فلاح على مستوى مختلف المناطق التابعة لدائرة دلس من وضعيتهم المزرية التي يعانون منها جراء الخسائر التي تكبدوها في فيضانات 2007ولم يتحصلوا لغاية اليوم على التعويضات وهذا ما عرقل مواصلة نشاطهم في خدمة الأرض باعتبارها المهنة التي يسترزق منها السكان سواء العاملين في هذه الحقول أو مالكيها.حسب تصريحات هؤلاء، فإنه بعد فيضانات 2007التي أتت على كل المحاصيل الزراعية خاصة البطيخ والعنب الذي تشتهر بإنتاجه هذه المنطقة منذ سنوات، جرفت الأمطار الطوفانية كل شيء لتصبح الأراضي الزراعية جرداء وهناك من الفلاحين في المنطقة من تكبد خسائر كبيرة فقد خلالها الجرارات التي جرفتها المياه والأبقار والخرفان التي أتت عليها الأمطار لتحولها إلى جثث هامدة. وأمام هذا الوضع عمد بعض الفلاحين إلى الإعتماد على إمكانياتهم البسيطة لإعادة حرث الأرض وتنظيفها من الأتربة التي حملتها الأمطار الغزيرة وأغلب هؤلاء لجأوا للاستدانة من الأقارب والأصدقاء للعمل في هذه الأراضي إلى أن يتحصلوا على التعويضات. أما البعض الآخر خاصة الفلاحين الصغار فبقيت وضعيتهم ووضعية أراضيهم على حالها منذ الفيضانات وهم ينتظرون منحهم التعويضات لإعادة تأهيل الأراضي الزراعية مرة أخرى وهذا ما أدى إلى البطالة منذ ذلك الوقت، خاصة وأن هذه المزارع كانت تعيل العديد من العائلات بالمنطقة وحتى الشباب الذين ينتظرون مواسم الزرع والحصد للعمل ولو بصفة مؤقتة في هذه المزارع. من جهة أخرى أبدى هؤلاء الفلاحين تساؤلهم عن تصرف السلطات المحلية التي دعتهم في فيضانات دلس في 2007لتنظيف المدينة التي أتت عليها الأمطار الغزيرة مما حملته، بحيث كانت الطرقات تكسوها الأتربة والأوساخ ليلبي هؤلاء النداء ليأتوا بجراراتهم ويعملوا على تنظيف المدينة الذي دام أكثر من شهر من العمل وقد قيموا أشغالهم بالفاتورات المقدرة بين 10ملايين و20 مليون إلا أن هذه الفاتورات لم تدفع لهم بعد وكلما استفسروا عن الأمر ووجهوا بتبريرات غير مقنعة رغم أن السلطات المحلية وعدتهم بتغطية كل المصاريف مقابل الأشغال التي سيقومون بها. وحسب هؤلاء الفلاحين، فقد عملوا على تنظيف المدينة التي كانت غارقة في الأوحال بإمكانياتهم الخاصة من جراراتهم الفلاحية وكانوا يزودونها بالمازوت من مالهم الخاص وقد شغلوا حتى الشباب لديهم لمساعدتهم وقد دفعوا لهم الأجرة من مالهم الخاص أيضا وهذا ما ساهم في رفع فاتورة الأشغال والتي لم يتحصلوا منها على قرش واحد لغاية اليوم.