أصبح معظم سكان ولاية الشلف في الآونة الأخيرة يعزفون عن استعمال مياه الحنفيات في الطبخ والطهي ويفضلون عليها المياه المجلوبة بالصهاريج المتنقلة لعذوبتها ولانخفاض أسعارها، بفعل اهتراء شبكة التوزيع التي تعود إلى سنوات خلت وتذبذب فترات وصولها أصبح معظم سكان ولاية الشلف في الآونة الأخيرة يعزفون عن استعمال مياه الحنفيات في الطبخ والطهي ويفضلون عليها المياه المجلوبة بالصهاريج المتنقلة لعذوبتها ولانخفاض أسعارها، بفعل اهتراء شبكة التوزيع التي تعود إلى سنوات خلت وتذبذب فترات وصولها، الأمر الذي تفطّن له أصحاب هذه الصهاريج المتنقلة الذين أصبحوا يتزايدون يوما عن يوم، ولم يقتصر الأمر على عاصمة الولاية وإنما امتد ليشمل معظم البلديات الأخرى التي تعاني نقصا في كمية المياه أو خللا في نوعيتها، وأصبحت الصهاريج المجرورة عن طريق الجرارات تجوب شوارع وأحياء المدينة عارضة المياه على السكان الذين يتسابقون لاقتناء هذه المادة الحيوية بدلاء ذات أحجام تتراوح مابين 20 و30 لتر وحتى أكثر من ذلك ومنهم من يفضل اقتناء الصهريج كاملا وهو في غالبيته لا يقل عن 1500 لتر بسعر لا يقل عن 600 دينار. ويستغل أصحاب الصهاريج المتنقلة حاجة السكان لمياه عذبة صالحة للشرب عكس مياه الحنفيات غير المستحبة للاستعمال المنزلي من طهي وإعداد للطعام إضافة إلى عدم انتظام وصولها نتيجة للانقطاعات المتكررة والناتجة بدورها عن إهتراء الشبكة القديمة والمعدة لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، إذ يعمد أصحاب الصهاريج إلى بيع المادة بأسعار تتراوح ما بين 20 و30 دينار للدلاء ذات سعة 20 و30 لتر على التوالي، كما أنهم غالبا ما يفضلون بيع الصهريج ذو سعة 3 آلاف لتر أو 1500 لتر بما لا يقل عن 600 دينار، اختصارا للوقت والجهد وللابتعاد عن مضايقات رجال الأمن. كما لا يعرف السكان مصدر هذه المياه باستثناء قلة منهم من خلال تذوقها، حيث إن هناك بعض الآبار المعروفة بالولاية بعذوبتها أو ببعض العيون المعروفة كعين بوشاقور أو الأبيض مجاجة أو زمورة. وحسب مصدر من بلدية الشلف، فإن عدد صهاريج المياه المتنقلة بعاصمة الولاية يقدر ب 41 صهريجا مسجل لدى مصالح البلدية منذ العام الماضي، لم يتقدم منها هذا العام إلا 15 شخصا لتجديد رخصة الاستغلال، مما يعني - حسب نفس المصدر- أن البقية تشتغل دون ترخيص وفي وضعية غير قانونية، حيث غالبا ما يتهرب أصحاب الصهاريج من التقدم لسحب رخص الاستغلال الصالحة لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد تجنبا للشروط القانونية الملزمة لتسليم هذه الرخص والمتعلقة بضرورة توفر لدى المالك للصهريج بالبلدية الوثائق القانونية للجرار والصهريج إضافة إلى شروط أخرى متعلقة بالنظافة وتوفير ماء جافيل. وعلمنا من مصادرنا أن مديرية الصحة بالتعاون مع مصالح البلدية، وضعت دفتر شروط يحدد المعايير اللازمة في عملية نقل المياه الصالحة للشرب، منها أن تكون الصهاريج نظيفة وبلون أزرق وشريط أبيض كعلامة مميزة للصهريج الخاص بنقل المياه الصالحة للشرب مع إجبارية أن تكون نقطة جلب الماء معروفة ومراقبة. وتحصي الولاية حاليا ما لا يقل عن 1242 صهريجا بجرار و34 شاحنة تابعة لمختلف البلديات بالإضافة إلى 26 صهريجا و04 شاحنات تابعة لمؤسسة الجزائر للمياه. كما تتوفر بلدية الشلف على 41 صهريجا متنقلا. وتجد ذات المصالح - حسب مسؤول مصلحة النظافة - صعوبة في مراقبة كافة الصهاريج المتنقلة عبر المدينة، كون معظمها قادم من بلديات أخرى ولا يمكن التحقق من هوية الأشخاص إلا بالتعاون مع مصالح الأمن، التي تنظر في صلاحية الرخصة المسلمة وحدودها المرسومة لتوزيع المياه الصالحة للشرب لتجنب الفوضى السائدة حاليا في الميدان.