لم تهدأ الأوضاع في الأنبار، أكبر المحافظات العراقية، على مدى سبع سنوات مضت حتى بات البعض يربط بين الهدوء في أنحاء البلاد والهدوء في تلك المحافظة. ورغم مسلسل العنف المتواصل بين عناصر الشرطة والجيش من جهة، وتنظيم القاعدة من جهة أخرى، شهد الأسبوع المنصرم هدوءاً في مسيرة هذا الصراع الثنائي بالمحافظة التي تحكمها مؤسستان اجتماعيتان، الأولى عشائرية والثانية دينية. ويرى قائد شرطة الفلوجة، العميد محمود العيساوي، أن العنف الذي تشهده المحافظة »يمثل ثأراً من اتباع القاعدة ضد عناصر الشرطة والجيش.. إن أخطر صفحات هذا العنف الثأري تمثلت بتفجير منازل تابعة لضباط ومنتسبين إلى الشرطة تطول الجريمة عوائلهم«. وبديلاً عن صفحة العنف المعروفة باستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة، برز نزاع مطلع الأسبوع الماضي بين قائم مقام قضاء الفلوجة سعد عواد، وأحد أقرباء عضو مجلس محافظة الأنبار وقائد الصحوة بالفلوجة في الوقت نفسه عيفان السعدون، وبلغت الأمور حد استخدام الطرفين بنادق »كلاشينكوف« الهجومية، الأمر الذي دفع المجلس البلدي لمدينة الفلوجة (50 كلم غربي بغداد) إلى استصدار قرار بإقالة عواد من موقعه. ولحسن الحظ لم تقع خسائر بشرية. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأنبار صالح سامر إن »الطابع العشائري والديني بالمحافظة يعطيها خصوصية ليس من السهولة التعاطي معها بيُسر«، موضحاً أن الأنبار أكدت خلال السنوات السبع الماضية أنها »بوابة العراق للعنف، وكذلك للسلم«. من جانب آخر، أصدر محافظ الأنبار قاسم محمد، قراراً بإغلاق مستشفى »العبيدي« قرب مدينة القائم في أقصى غرب العراق لمدة أسبوعين، لدواع أمنية. وقال مصدر مقرب من المحافظ- رفض ذكر اسمه، إن »تهديدات تلقاها أطباء في المستشفى خلال الأسبوعين الماضيين دفعت المحافظ إلى إغلاق المستشفى وفتح تحقيق حول الظروف التي آلت إليها الأوضاع فيه«. وكان مسلحون مجهولون قتلوا قبل أسبوعين مدير المستشفى الدكتور إيهاب صالح العاني لأسباب مجهولة. يُذكر أن العاني كان رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لكنه لم ينجح. وقال المصدر: إن »المستشفى أصبح تحت حراسة قوى الأمن والجيش لحين معرفة التفاصيل حول التهديدات«، مضيفاً أنه تمَّ ترشيحُ خمسة أطباء لخلافة العاني في إدارة المستشفى، لكنهم يتلقون تهديدات بالقتل من مجهولين، عبر مكالمات هاتفية أو رسائل مكتوبة تحمل تهديدات للطبيب، ما يدفعه للعزوف عن إدارة المستشفى«. وأوضح »فضَّل أغلب الأطباء البقاء في منازلهم وإغلاق هواتفهم النقالة، بينما لجأ المرضى من سكان ناحية العبيدي (20 كلم شرقي القائم) إلى التوجه لمستشفى القائم للعلاج«. وتقع مدينة القائم على مسافة 500 كيلومتر غرب العاصمة العراقية بغداد، وقد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية أعمال عنف بين الجماعات المسلحة والجيش الأمريكي، حيث انتشرت عناصر تنظيم القاعدة فيها خلال تلك الفترة بعد تدفقهم من سوريا المحاذية للمدينة حدودياً. ولم تسجِّل الأنبار خلال الأسبوع الماضي أعمال عنف بارزة، بخلاف الأسابيع الماضية لكن تظاهرة نظمت أمس الأول باتفاق بين مجلس المحافظة وأهالي الأنبار طافت شوارع مدينة الرمادي نددت بسوء الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي لساعاتٍ طويلة خلال الليل والنهار، وشكا المتظاهرون من تقاعس حكومة المالكي عن تلبية خدماتهم الأساسية، كما طالبوا بإقالة الحكومة التي وصفوها بالحكومة »الفاسدة«.