عادت التفجيرات الانتحارية بقوة إلى العراق بعد أسابيع من الهدوء الحذر الذي ميز معظم المحافظات العراقية·ويكون ذلك مجرد هدوء تكتيكي التزمته المقاومة العراقية بعد العمليات العسكرية الواسعة التي شنتها القوات الأمريكية ونظيراتها العراقية في الشهور الأخيرة وظنت من خلالها القيادة الأمريكية في العراق والحكومة العراقية على حد سواء أن الوضعية الأمنية تتجه نحو التحسن التدريجي·
فقد اهتزت العاصمة بغداد أمس على وقع تفجيرين انتحاريين بالسيارة المفخخة أسفرا عن سقوط ما لا يقل عن 19 شخصا وعشرات الجرحى، كما اغتيل مسؤول امني كبير رفقة ثلاثة من حراسه في هجوم مسلح استهدفهم بمنطقة جنوب العراق· وكان اعنف هجوم أحدثه انفجار سيارة مفخخة وسط بغداد ركنت بالقرب من أحد مباني وزارة البلديات والأشغال، خلف مقتل 15 شخصا وإصابة 46 آخرين· بينما وقع الانفجار الثاني عند حاجز امني للجيش وسط بغداد خلف مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين وأدى إلى تدمير ثلاثة منازل قريبة عن كاملها· وتأتي هذه التفجيرات في الوقت الذي أعلنت فيه قيادة القوات الأمريكية عن اكتشاف 14 جثة في مقبرة جماعية بالقرب من مدينة سامراء شمال بغداد واتهم الجيش الأمريكي تنظيم القاعدة بقتل ضحاياها·وبلغت حصيلة الهجمات التي شهدها العراق أمس 39 قتيلا وعشرات الجرحى مما يدعم التقارير الأخيرة التي أصدرتها وزارات عراقية حول تصاعد موجة العنف مجددا في البلاد· وكانت الإحصائيات التي قدمتها السلطات العراقية، في هذا السياق، أفادت أن موجة العنف ارتفعت بالنسبة 33 بالمائة شهر فيفري الماضي بعد أن لقي حوالي 720 عراقيا مصرعهم مقارنة بالشهر الذي سبقه مما وضع نهاية للانخفاض في معدلات ضحايا العنف المسجلة طيلة ستة أشهر كاملة· ويأتي تصاعد وتيرة العنف مجددا في العراق رغم الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة والخطط الأمنية التي اعتمدتها القوات الأمريكية بالتعاون مع نظيراتها العراقية والتي خصص لها عشرات الآلاف من عناصر الشرطة والجنود، لكنها لم تفلح في احتواء الوضع الأمني المتدهور في العراق منذ الغزو الأمريكي في ماس 2003· وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعتبر أن القوات العراقية بدأت في شن معركة نهائية ضد تواجد مسلحي تنظيم القاعدة في العراق وأنها قضت على هذا التنظيم في العاصمة بغداد والعمل لا يزال جاريا في محافظات شمال العراق· ولكن قيادة القوات الامريكية في العراق أكدت أن المعركة لاتزال طويلة وأن القضاء على تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يحتاج الى وقت اطول عكس ما توقعه المالكي.