لقي 55 عراقيا مصرعهم وأصيب العشرات في تفجيرين استهدفا مدينتي بعقوبة والرمادي· ووقع التفجير الأول الذي يعد الأعنف من نوعه منذ شهر بسيارة مفخخة بمدينة بعقوبة الواقعة على بعد 60 كلم شمال شرق العاصمة بغداد وخلف مقتل 40 شخصا وإصابة 80 آخرين· وقال مصدر أمني عراقي رفض ذكر إسمه أن من بين قتلى التفجير امرأة وشرطي وأن عددا كبيرا من الجرحى هم من النساء والأطفال·للإشارة فإن آخر تفجير استهدف مدينة بعقوبة نفذه انتحاري بداية أفريل الجاري وسط تجمع شعبي كبير مما سبب مصرع 25 شخصا· وتزامنا مع هذا التفجير اهتزت مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار على وقع تفجير آخر استهدف مطعما وسط المدينة أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة العشرات·وكانت محافظة الأنبار التي شكلت لوقت طويل معقل المقاومة السنية الرافضة للتواجد الأمريكي في العراق عرفت نوعا من الهدوء النسبي بعدما انحصرت المواجهات بين العشائر السنية ومقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين· وهي الاستراتيجية التي عمدت الولاياتالمتحدة إلى تفعيلها من خلال تقديم الدعم المالي والمادي لهذه العشائر لمساعدة الجيش الأمريكي على القضاء على تنظيم القاعدة· ولكن مسعى الولاياتالمتحدة وإن نجح في بدايته فإن المقاومة العراقية عادت في الفترة الأخيرة الى الواجهة بعد أن كثفت من عملياتها الهجومية ضد قوات الاحتلال وقد تكبد الجيش الأمريكي في العراق خسائر فادحة في الأرواح بعد أن تجاوزت حصيلة قتلى عناصر المارينز عتبة 4 آلاف قتيل في ظرف خمس سنوات من الإحتلال· ويأتي تفجيرا أمس الانتحاريين في بعقوبة والرمادي في وقت ركزت فيه الحكومة العراقية اهتمامها الأمني على محافظات الجنوب في مسعى لإنهاء كل مظاهر التسلح في الشوارع العراقية· وأخذت القوات الأمريكية على عاتقها مسؤولية صعبة بعد أن بدأت بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة البصرة معقل جيش المهدي لاستهداف المليشيات المسلحة، وهو الأمر الذي تسبب مؤخرا في إندلاع مواجهات دامية بين عناصر مليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية المدعومة بالقوات الأمريكية·وكانت حصيلة تلك المواجهات جد ثقيلة حيث تجاوزت 500 قتيل وألفي جريح في ظرف أسبوع·ومع استمرار التوتر في محافظات جنوب البلاد وعودة التفجيرات الانتحارية بقوة إلى المحفاظات الغربية تجد حكومة المالكي نفسها وسط متاهة أمنية خطيرة قد يصعب عليها حلها بعد ان أعلنت الحرب على جيش المهدي·