وصفت الأمينة العامّة لحزب العمّال السيّدة لويزة حنّون يوم الخميس ما يجري في ليبيا بالحرب الأهلي التي يتناحر فيها الإخوة الأعداء ب (رعاية أطلسية)، محذّرة من سيناريوهات الفوضى واللاّ استقرار التي تواجهها الجارة الشرقية للجزائر وانعكاسات ذلك على بلادنا، وثمّنت في المقابل الموقف الرّسمي للجزائر من الوضع الليبي· خصّصت السيّدة حنّون حيّزا هامّا من كلمتها الافتتاحية للجامعة الصيفية لحزبها بالجزائر العاصمة للأوضاع في ليبيا معربة عن انشغال حزبها العميق ب (الحرب الأهلية) الدائرة رحاها في هذا البلد (تحت رعاية حلف الشمال الأطلسي)، محذّرة من (الانعكاسات الوخيمة) التي قد تنجرّ عن هذا الوضع على كامل المنطقة، وأضافت أن ليبيا قامت ب (خطوة نحو المجهول) بسبب - كما أوضحت - تركيبة المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتواجد المجموعات المسلّحة و(الوصاية الأجنبية)، وأعربت عن تخوّفها من أن يكون مصير ليبيا (الفوضى واللاّ استقرار)· وبالمناسبة، حيّت المتدخّلة موقف الجزائر من النّزاع في ليبيا واصفة إيّاه ب (المسؤول)، والذي نادى منذ البداية بالحلّ السياسي بين الليبيين· وبعد أن ذكرت أن الجزائر لها حدود مع ليبيا بطول 900 كيل ومتر أكّدت السيّدة حنّون على ضرورة فتح نقاش حول وسائل حماية البلاد من إسقاطات هذه الأزمة· من جهة أخرى، دعت الأمينة العامّة لحزب العمّال إلى فتح نقاش وطني حول تعديل الدستور، مجدّدة مطلب حزبها بضرورة تسبيق التعديل الدستوري على القوانين الأخرى المنظّمة للعمل السياسي· وقالت السيّدة حنّون للحزب أن التعديل الدستوري (يجب أن ترجع فيه الكلمة إلى الشعب الجزائري ليحدّد شكل ومضمون المؤسسات التي يريدها، وهذا هو معنى المجلس التأسيسي). وحذّرت الأمينة العامّة لحزب العمّال من تواصل ما أسمته ب (حالة الجمود)، مضيفة أن (الأمثلة كثيرة تبيّن أن القفزة نحو المجهول هي نتيجة لمثل هذا الوضع)· وبعد أن أكّدت أن حزبها لم يستلم نسخا من مشاريع القوانين المتعلّقة بالأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام، وعلى أنها اطّلعت عليها عبر ما نشر في الصحف الوطنية، قالت السيّدة حنّون إن حزبها يسجّل (غيابا كلّيا) لإرادة في التغيير الديمقراطي السلس، مذكّرة بموقف حزبها الدّاعي إلى إصلاحات سياسية تؤسّس لإصلاح جذري يغيّر طبيعة النّظام في الجزائر، كما اعتبرت أن مشاريع هذه القوانين (متناقضة كلّيا) مع تطلّعات الشعب الجزائري ممّا يفتح الباب - على حدّ قولها - أمام التدخّل الأجنبي في شؤون البلاد، مشدّدة على أن الديمقراطية (مناعة) السيادة الوطنية· ودعت المتدخّلة إلى إستخلاص العبر والدروس ممّا يجري في بعض الدول العربية، مشيرة إلى أنه (إذا استمرّ الوضع القائم في البلاد قد تتعرّض الجزائر لنفس الأوضاع وإلى نفس المخاطر)· بخصوص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد قالت السيّدة حنّون إن اِلتهاب أسعار المواد الغدائية الأساسية يدلّ على (فشل) سياسة الحكومة فيما يخصّ ضبط السوق ومحاربة المضاربة، مؤكّدة على أن (25 بالمئة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر)، والذي حدّدته السيّدة حنّون ب 21 ألف دج بالنّسبة لعائلة متكوّنة من 5 أفراد، وفي هذا السياق ندّدت بتحكّم بعض من أسمتهم بالبارونات في أسعار بعض المواد الغدائية الأساسية وببسط (مافيا) الدواء يدها على السوق الوطنية، مضيفة أن هذه اللوبيات (لديها نفوذا قويا وتأثيرا على الأوضاع في البلاد)· وفي سياق آخر، ندّدت السيّدة حنّون بما وصفته ب (القمع الهمجي) الذي يتعرّض له السوريون، معربة عن دعم حزبها لتطلّعات الشعب السوري للحرّية والديمقراطية· وتميّزت الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية لحزب العمّال التي عرفت حضور 600 مشارك بتدخّل الأمين الوطني المكلّف بالنّزاعات بالاتحاد العام للعمّال الجزائريين السيّد عاشور تلي الذي قدّم عرضا حول (المكاسب التي حقّقها الاتحاد خلال السنوات الأخيرة، لا سيّما رفع أجور العمّال)· ويتطرّق المشاركون خلال هذه الجامعة الصيفية التي تدوم أربعة أيّام إلى عدّة مواضيع، من أهمها (الإصلاحات السياسية) و(أزمة النّظام الرأسمالي وإسقاطاتها على مختلف دول العالم)· وحضر الجلسة الافتتاحية الأمين العام للاتحاد العام للعمّال الجزائريين السيّد عبد المجيد سيدي السعيد·