دعت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون إلى فتح نقاش وطني حول تعديل الدستور، مجددة مطلب حزبها بضرورة تسبيق التعديل الدستوري على القوانين الأخرى المنظمة للعمل السياسي. وأضافت السيدة حنون في كلمتها الافتتاحية للجامعة الصيفية للحزب أول أمس، بالجزائر، أن التعديل الدستوري يجب أن ترجع فيه الكلمة للشعب الجزائري ليحدد شكل ومضمون المؤسسات التي يريدها بمعنى المجلس التأسيسي. وحذرت الأمينة العامة لحزب العمال من تواصل ما أسمته ب''حالة الجمود'' مضيفة أن ''أمثلة كثيرة تبين أن القفزة نحو المجهول هي نتيجة لمثل هذا الوضع''. وبعد أن أكدت أن حزبها لم يستلم نسخا من مشاريع القوانين المتعلقة بالأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام وعلى أنها اطلعت عليها عبر ما نشر في الصحف الوطنية، قالت السيدة حنون إن حزبها يسجل ''غيابا كليا'' للإرادة في التغيير الديمقراطي السلس، مذكرة بموقف حزبها الداعي إلى إصلاحات سياسية تؤسس لإصلاح جذري يغير طبيعة النظام في الجزائر. كما اعتبرت أن مشاريع هذه القوانين ''متناقضة كلية'' مع تطلعات الشعب الجزائري مما يفتح الباب -على حد قولها- أمام التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، مشددة على أن الديمقراطية ''مناعة'' للسيادة الوطنية. ودعت المتدخلة إلى استخلاص العبر والدروس مما يجري في بعض الدول العربية، مشيرة إلى أنه ''إذا استمر الوضع القائم في البلاد على ما هو عليه فقد تتعرض الجزائر إلى نفس الأوضاع وإلى نفس المخاطر''. وبخصوص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد قالت السيدة حنون إن إلتهاب أسعار المواد الغدائية الأساسية يدل على ''فشل'' سياسة الحكومة فيما يخص ضبط السوق ومحاربة المضاربة، مؤكدة على أن 25 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر الذي حددته السيدة حنون ب21 ألف دينار بالنسبة لعائلة متكونة من 5 أفراد. وفي هذا السياق، نددت بتحكم بعض من أسمتهم بالبارونات في أسعار بعض المواد الغدائية الأساسية ببسط ''مافيا'' الدواء يدها على السوق الوطنية. مضيفة أن هذه اللوبيات لديها نفوذ قوي وتأثير على الأوضاع في البلاد. أما في الشأن الدولي خصصت السيدة حنون حيزا هاما من كلمتها للأوضاع في ليبيا معربة عن انشغال حزبها العميق ب''الحرب الأهلية'' الدائرة في هذا البلد ''تحت رعاية حلف الشمال الأطلسي محذرة من ''الانعكاسات الوخيمة'' التي قد تنجر عن هذا الوضع على كامل المنطقة. وأضافت أن ليبيا قامت بخطوة نحو المجهول بسبب -كما أوضحت- تركيبة المجلس الوطني الإنتقالي الليبي وتواجد المجموعات المسلحة والوصاية الأجنبية. وأعربت عن تخوفها من أن يكون مصير ليبيا الفوضى واللااستقرار. وبالمناسبة حيت المتدخلة موقف الجزائر من النزاع في ليبيا واصفة إياه ب''المسؤول'' والذي نادى منذ البداية بالحل السياسي بين الليبيين. وبعد أن ذكرت بأن الجزائر لها حدود مع ليبيا بطول 900 كلم أكدت السيدة حنون على ضرورة فتح نقاش حول وسائل حماية البلاد من إسقاطات هذه الأزمة. وبخصوص الأوضاع في سوريا نددت السيدة حنون بما وصفته ب''القمع الهمجي'' الذي يتعرض له السوريون معربة عن دعم حزبها لتطلعات الشعب السوري للحرية والديمقراطية. وتميزت الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية لحزب العمال التي عرفت حضور 600 مشارك بتدخل الأمين الوطني المكلف بالنزاعات بالاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عاشور تلي الذي قدم عرضا حول ''المكاسب التي حققها الاتحاد خلال السنوات الأخيرة خاصة رفع أجور العمال''. وسيتطرق المشاركون خلال هذه الجامعة الصيفية التي تختتم غدا إلى عدة مواضيع من أهمها ''الإصلاحات السياسية'' و''أزمة النظام الرأسمالي وإسقاطاتها على مختلف دول العالم''.