أعلنت «لويزة حنون» الأمينة العامة لحزب العمال تأييدها لموقف الجزائر من القضية الليبية ووصفته بالموقف المسؤول الذي دافع منذ بداية الأزمة عن الحل السياسي للنزاع، ولم تخف «حنون» انشغال حزبها بما اعتبرته «حربا أهلية» برعاية من الحلف الأطلسي، محذرة من انعكاسات هذا الوضع على المنطقة. خصصت حنون حيزا هاما من كلمتها الافتتاحية لأشغال الجامعة الصيفية لحزب العمال أمس الأول للشأن الدولي وما يجري في المنطقة العربية مؤخرا ولاسيما في ليبيا، ولم تخف انشغال حزبها العميق ب«الحرب الأهلية» الدائرة رحاها في ليبيا تحت رعاية حلف الشمال الأطلسي، مثلما ذهبت إليه «حنون»، محذّرة في المقابل من «الانعكاسات الوخيمة» التي قد تنجر عن هذا الوضع على كامل المنطقة. ومن وجهة نظر «حنون» فإن ليبيا قامت بخطوة نحو المجهول بسبب ما وصفته بتركيبة المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتواجد المجموعات المسلحة والوصاية الأجنبية، وأكدت تخوفها من أن يكون مصير ليبيا «الفوضى واللاإستقرار». وفي سياق متصول جددت «حنون» إشادتها ودعمها لموقف الجزائر من النزاع في ليبيا واصفة إياه بالمسؤول والذي نادى منذ البداية بالحل السياسي بين الليبيين، مشددة على ضرورة فتح نقاش حول وسائل حماية البلاد من إسقاطات هذه الأزمة، مشيرة إلى أن الجزائر لها حدود مع ليبيا بطول 900 كيلومتر. وفي الشأن الداخلي دعت الأمينة العامة لحزب العمال إلى فتح نقاش وطني حول تعديل الدستور، مجددة مطلب حزبها بضرورة تسبيق التعديل الدستوري على القوانين الأخرى المنظمة للعمل السياسي، وفي هذا الصدد قالت «حنون» إن التعديل الدستوري يجب أن ترجع فيه الكلمة إلى الشعب الجزائري ليحدد شكل ومضمون المؤسسات التي يريدها وهذا هو معنى المجلس التأسيسي. وأكدت «حنون» أن حزبها لم يستلم نسخ من مشاريع القوانين المتعلقة بالأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام وقالت إن حزبها يسجل غيابا كليا للإرادة في التغيير الديمقراطي السلس، مذكرة بموقف حزبها الداعي إلى «إصلاحات سياسية تؤسس لإصلاح جذري يغير طبيعة النظام في الجزائر». وبخصوص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد قالت «حنون» إن التهاب أسعار المواد الغذائية الأساسية يدل على فشل سياسة الحكومة فيما يخص ضبط السوق ومحاربة المضاربة، مؤكدة على أن 25 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر، منددة بتحكم بعض من أسمتهم بالبارونات في أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية وببسط مافيا الدواء يدها على السوق الوطنية. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية لحزب العمال التي عرفت حضور 600 مشارك بتدخل الأمين الوطني المكلف بالنزاعات بالاتحاد العام للعمال الجزائريين «عاشور تلي» الذي قدم عرضا حول المكاسب التي حققها الاتحاد خلال السنوات الأخيرة لاسيما رفع أجور العمال. وسيتطرق المشاركون خلال هذه الجامعة الصيفية التي تدوم أربعة أيام إلى عدة مواضيع من أهمها الإصلاحات السياسية وأزمة النظام الرأسمالي وإسقاطاتها على مختلف دول العالم.