طالما كان الكتاب خير جليس، ولكن في رمضان يعتبر عند البعض جليسا ضروريا، لكي يمضي الوقت، فيهتم الكثيرون خلال الشهر بالقراءة، ويقبلون على الكتب المختلفة، طبعا بحسب اهتماماتهم، ففيما تهتم النساء بكتب الطبخ والتسلية والألعاب، يهتم الشباب بكتب بالروايات والقصص، وربما يكتب التاريخ، ويهتم آخرون بالفلسفة والسياسة، والبعض الآخر يفضل الجرائد على ذلك كله· يستولي الكتاب خلال الشهر الفضيل على اهتمام المواطنين العامة منهم والخاصة، طبعا بعد التلفزيون ووسائل الترفيه الأخرى، ولكن عشاق الاطلاع يجدون في الكتاب فرصة أخرى لكي يتناسوا شيئا من مشقة الصوم، خاصة في شهر أوت الشديد الحرارة، تقول لنا ابتسام: (في الحقيقة أهتم كثيرا بالمطالعة، والتي تأخذ أكثر من نصفي يومي، تمنحني فرصة السفر في عوامل جديدة، ولكن في الحقيقة، وعكس البعض لا أعتبرها عملا مجهداً، ولكن بالعكس من ذلك هو أحسن من التلفزة، ولا يمكن مقارنتها بوسائل الترفيه الأخرى· هذا، بالإضافة إلى جانبها التثقيفي، فنحن لا نقرأ لمجرد القراءة، ولكن أيضا لكي نثقف أنفسنا، ولهذا فإن المطالعة الشيء الوحيد الذي لا يمكن تعويضه، بل إنه شيء هام)· ويقول حسام هو الآخر: (القراءة بالنسبة لي هي رياضة، ولهذا فأنا أقبل عليها بشغف في رمضان وفي غير رمضان، ولكن شهر رمضان أجد فيه الوقت الكافي لكي أقرأ، عكس الأشهر الأولى، ولهذا تجدني أحب المطالعة وأقبل على الكتب ألتهمها، حتى لو كانت لا تتفق مع ميولي، هذا لا يهمني، المهم بالنسبة لي أن أقرأ، وأن أقضي الوقت، ولهذا فأنا أذهب إلى المكتبة صباحا ولا أخرج منها إلا على الساعة الخامسة، ثم أعود إلى البيت فأرتاح أو أنام إلى أن يرتفع صوت الآذان· من جهته علي قال أن القراءة ليست فقط مقتصرة على ساعات النهار، بل وحتى في الليل يمكن أن يمضي الواحد منّا، يضيف، وقته في القراءة، يقول: (أنا أقرأ كتب الطبخ، ولا تسخروا مني، لأنني أحب الطبخ، ولكن مع ذلك أقرا كتب التاريخ، والفلسفة، وفي الأدب، وكل شيء تقريبا، وأقرا باللغتين الفرنسية والعربية، أي أنني عندما أسأم من هذا الكتاب أو ذاك أنتقل إلى كتاب آخر· سيدة أخرى، أكدت لنا أنها تدمن على مطالعة الجرائد في شهر رمضان سواء الأسبوعية واليومية، وهذا لتمضية الوقت عكس الأيام العادية التي كان لا يسمح لها الوقت حتى بمشاهدة العناوين، فالملل والروتين الذي يطبع يوميات الجزائريين يدفعهم للبحث عن أي وسيلة تعنينهم على سد الفراغ وغالبا ما يكون ذلك بمطالعة الجرائد، الكتب خاصة في محطات والنقل والحافلات وهذا بسبب الفوضى التي يعرفها قطاع النقل·