اِختتمت أمس الأحد بالجزائر أشغال الجامعة الصيفية لحزب العمّال، والتي امتدت على مدار أربعة أيّام ناقش خلالها المشاركون عدّة قضايا راهنة وطنية ودولية وعلى رأسها الإصلاحات السياسية في الجزائر· وفي تقريرها الختامي أوضحت الأمينة العامّة للحزب السيّدة لويزة حنّون أن هذا الموعد سمح بالتطرّق بإسهاب إلى قضايا وطنية ودولية راهنة ك (الإصلاحات السياسية في الجزائر) و(أزمة النّظام الرّأسمالي وإسقاطاتها على مختلف دول العالم)· وفيما يتعلّق بالإصلاحات السياسية إنتقدت المتدخّلة مشاريع القوانين الجديدة المتعلّقة بالإعلام والأحزاب السياسية والجمعيات، معتبرة أن هذه النصوص (تتعارض مع تطلّعات الشعب الجزائري) و(تمثّل تقهقرا مقلقا للمكاسب الديمقراطية) و(لا تأخذ بعين الاعتبار التداعيات الوطنية والدولية)، داعية إلى سحبها في أقرب الأجال· وجدّدت السيّدة حنّون دعوتها لإنشاء مجلس تأسيسي (يجسّد السيادة الشعبية ويؤسّس لدولة ديمقراطية فعلية)، مشيرة إلى أن هذا الخيار (ليس غاية في حدّ ذاته، بل أداة لإرساء التغيير الديمقراطي في الجزائر)· بخصوص نمط الحكم جدّدت المتدخّلة أيضا مساندة حزبها للنّظام البرلماني الذي يكرّس الفصل بين السلطات ويعطي الأولوية للجهاز التشريعي مع تدعيمه بأدوات الرقابة على عمل الحكومة ويكرّس أيضا إستقلالية القضاء· ومن جهة أخرى، ولدى تطرّقها إلى ملف المفقودين قالت الأمينة العامّة لحزب العمّال إن (تكفّل الدولة ماديا بعائلات الضحايا أمر إيجابي، لكن البحث عن الحقيقة هو من بين شروط عودة السلم الحقيقي)· وفي الشأن الدولي وبخصوص الوضع في ليبيا حذّرت المتدخّلة من كون الحرب الدائرة في هذا البلد (تهدّده بالتمزّق والزوال)· وأكّدت السيّدة حنّون أن الادّعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحّة، والتي تطال الجزائر الهدف منها إجبار الدولة الجزائرية على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثّل - كما قالت - (شرعنة الانقلابات الدولية ونهب الثروات الليبية وتكريس القبلية)· في نفس الإطار حيّت المتدخّلة موقف الجزائر من الازمة الليبية، والذي - كما أبرزت - كان واضحا منذ البداية من خلال عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول والدعوة إلى حلّ سياسي بين الليبيين· ونشّطت السيّدة حنّون في ختام أشغال الجامعة الصيفية لحزبها ندوة صحفية أعادت خلالها التذكير بمواقف حزبها من مختلف القضايا الوطنية والدولية الرّاهنة· وفي ردّها عن سؤال حول عودة الانفجارت الانتحارية في الآونة الأخيرة أوضحت السيّدة حنّون أن (العلاقة بين المصالح الأجنبية والإرهاب الدولي أصبحت واضحة)، داعية إلى المزيد من الحيطة والحذر، وأضافت أن تكريس الديمقراطية (من شأنه أن يقوّي مناعة وسلامة الأمّة الجزائرية من خلال تجفيف منابع اليأس الذي يغذّي العنف)·