مراصد ثقافية إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراء حول تكريم حفظة القرآن الكريم المجتمع السليم ينشأ من حُسن نشأة الأبناء فظ كثير من البراعم القرآن الكريم في سن مبكرة في كثير من بقاع العالم الإسلامي وحتى غيره ويبرع منهم أفذاذ في تجويد وترتيل آيات الله وتتنافس الجمعيات الدينية على جلبهم إلى المساجد التي تنشط بها. سألنا أساتذة عن هذه الظاهرة في الشهر الفضيل وفي غيره وعن التكريمات هل هي مناسبة لأهل القرآن احتفاء بهم في العالم الإسلامي؟ وعن اقتراحاتهم. ***** المسابقات تقدم تجربة حول تنوع ثقافة العالم الإسلامي أ. سعاد عكوشي حفظَ القرآنِ الكريمِ من أجلِ القرباتِ وأفضل الطاعات وقد حثَ النبيُ صل الله عليه وسلم أمته على حفظِ القرآنِ الكريمِ ومدارستِه وتدبره وتعلمِّه وتعليمِه وبيّنَ فضلَ أهلِه وحملتِه وفضائلِه ليكونَ ذلك باعثًا للهممِ فمنْ عرفَ الأجرَ هانتْ عليه المصاعبُ والمشاقُ. ولأن القرآن الكريم هو المنهج الأساسي لحياتنا لذا تعمل معظم مدارسنا ومساجدنا على تحفيز الطلاب للاتجاه لحفظ القرآن الكريم وتدبر آياته منذ الصغر حيث كشفت دراسة تحليلية أهمية البدء في دفع النشء في سن مبكرة للمشاركة في المسابقات الخاصة بحفظ القرآن الكريم وذلك لسهولة الحفظ في هذه السن والقدرة على الاستيعاب السريع والاسترجاع وتجاوز صعوبات تشابه الآيات القرآنية أو تشتت الجهود ما بين الحفظ والدراسة بالمدارس. لذلك تسعى المسابقات إلى تقديم تجربة إسلامية ثرية للعالم من خلال تسليط الضوء على تنوع ثقافات العالم الإسلامي والتي تنعكس على أسلوب وطريقة تلاوة القرآن الكريم. ورغم أن الأمة أُجبِرت على استبعاد القرآن من البرامج الدراسية والمدارس الرسمية كما في المرحلة الاستدمارية فقد بقيت الأمة متمسكة بالتعليم القرآني في الكتاتيب والمساجد والمدارس القرآنية والزوايا وذلك لتحقيق أكثر من مكسب في حياة الطفل ذات الأبعاد المتنوعة منها الديني ومنها الثقافي والتربوي فحفظ القرآن لدى الصغار لم يكن يوما للتأهيل والتسابق نحو التميز فحسب بل هو من أفضل وسائل تعلم اللغة ابتداء من الأصوات ومخارج الحروف وانتهاء بالتراكيب اللغوية والفنية والأدبية... لا سيما الطرق القديمة- يكون عادة مجوَّدا أي بالأحكام التي تحتوي على دقة عالية في الإهتمام بالصوت وكيفية النطق به.. ويمكن الطفل من زاد لغوي كبير يحتوي على الآلاف من الكلمات وفيها يوجد أجود صياغات وسياقات وفنون الكلام العربي ناهيك عن أن اللغة العربية من أرقى اللغات.. ومع إدماج الطفل في حفظ القرآن الكريم يتربى النشء وتختفي كثير من الظّواهر والانحرافات السّلوكيّة لدى حفظة القرآن الكريم وكذلك الأحياء التي توجد بها المدارس القرآنيّة فهي بهذا الوظيفة خير معين على تحقيق الأمن الاجتماعيّ ومحاربة الجريمة. وتمتدُّ الآثار الكريمة والثِّمار الطيِّبة في تحقيق التّفوّق الدِّراسي لأبنائنا فأصحاب المعدّلات الكبرى في الباكالوريا وغيرها من المراحل التّعليميّة من حملة كتاب الله تعالى من الأطفال وما يُقال عن التّفوّق الدِّراسي يُقال عن التّفوّق في مناحي الحياة الأخرى فحاملُ القرآن فرد إيجابيّ وفاعل ومثمرٌ ينفع نفسه وأمّته. كما نؤكد على أهمية دور الأسرة في تحفيز أبنائها وبناتها على حفظ القرآن الكريم وتشجيع التنافس بين الأبناء والبنات داخل الاسرة الواحدة على ذلك حيث أثبتت الدراسة أن أكثر من 80 بالمئة من حفظة القرآن الكريم من البنين والبنات عرفوا طريقهم إلى حلقات التحفيظ والمدارس القرآنية بتشجيع من الآباء والأمهات وأكثر من 50 بالمئة منهم لهم أشقاء وشقيقات يحفظون القرآن أو أجزاء منه. وأكد ما يقرب من 30 بالمئة من المتسابقين الذين شملتهم الدراسة أنهم كانوا يقومون بمراجعة ما حفظوا من القرآن الكريم على آبائهم وأمهاتهم في البيوت إلى جانب انتظامهم في حلقات التحفيظ في المساجد والجمعيات الخيرية.. بل إن بعضهم أتم حفظ القرآن الكريم كاملا على يد والديه دون الالتحاق بأي مدرسة أو حلقات تحفيظ وهو ما يؤكد دور الأسرة والتربية الدينية السليمة باعتبارها حجر الزاوية في اتجاه الأبناء والبنات إلى حفظ القرآن الكريم دون كلل أو تقاعس. ومن خلال تحليل آراء المتسابقين من حفظة القرآن الكريم ذكورا وإناثا ظهر أن رغبة الطفل في حفظ القرآن الكريم لا تتشكل بصورة تلقائية عفوية وإنما نتيجة لتوفر القدوة المتمثلة في الأب أو الأم والتربية الصحيحة التي تطبع في نفس الطفل حب القرآن واحترامه والرغبة في حفظه والاجتهاد في ذلك ومكافأته على الحفظ بالأسلوب... إن مشقة الرحلة تمحوها لذة الوصول وما أن يتم الطالب حفظ كتاب الله حتى يتوج في عرس القرآن الذي يجرى تنظيمه بشكل فردي أو جماعي حيث يتم تنظيم هذا العرس من طرف جمعيات المسجد بالإضافة لمساهمة الأسر... وما يثلج الصدر أن مصابيح الهداية نراها فى مسابقات حفظ القرآن الكريم التى تشرف عليها الجمعيات من مشاهد مبهجة وأصوات عذبة وجمال أطفال فى سن العاشرة أو ما دون ذلك من العمر يحفظون كتاب الله بإتقان وإبهار والأجمل حرص الأهالي وأعضاء جمعيات تنمية المجتمع على تشجيع الأطفال والأسر للحفظ والمشاركة في المسابقات من خلال الدعم المتواصل والتشجيع الدائم والتحفيز المستمر والمساهمة في توزيع جوائز وتكريم الأطفال لتحقيق نتائج عظيمة رأيناها على وجوه براعم من النشء وهم فرحون وأنهم صاروا من أهل الله وخاصته وسعداء بالجوائز والتكريم وكلهم أمل وطموح نحو مستقبل مشرق فى رحاب كتاب الله غير أن هذه الجهود تؤكد أن الخير ما يزال باقيا رغم ما تفعله بعض الأفكار الهدامة في حياتنا من طغيان المادة والاهتمام بالرفاهية المادية على حساب القِيم والأخلاق. إن هذا العرس يأتي كمحصلة لسنوات من الحفظ وكرسالة من الأسر مفادها أن حفظ القرآن إنجاز عظيم يستوجب الاحتفاء به حيث يتم الإعداد له وإرسال دعوات إلى الضيوف وإعداد المأكل والمشرب. وهدايا مالية معتبرة. وفي استذكار للماضي تروي المصادر التاريخية تقاليد الاحتفاء بإتمام حفظ وختم القرآن التي تبدأ باجتماع أهل وأصدقاء أسرة من حظي بختم القرآن ويحضر معهم شيخه أو شيخته اللذان أحفظوهم كتاب الله تعالى وحضور الاستماع لتلاوات الأطفال وطرق الحفظ ويقرأ الطفل أو الطفلة في الحفل ما تيسر من كلام الله جل جلاله ليستمع الحاضرون إلى قراءتهما فإذا أتما القراءة بادر المحتفون إلى إلقاء النقود الفضية على المعروض والحاصل من ذلك يعود بطبيعة الحال إلى شيخ التلميذ أو شيخة التلميذة. وتسرد المصادر مرحلة الاحتفاء بالحفاظ بمشاركة معظم أهالي الحفاظ الذين يحرصون على حضور حفل الختم وكذلك إلقاء قصائد تعبيرا عن النجاح الميمون. والجدير بالذكر أن موسم رمضان الخالي في جميع أنحاء البلاد الاسلامية قد يشهد تنافسا بين العشرات من الحفاظ للقرآن من مختلف الأعمار والجنسيات.. يحدث كل ذلك من اجل إدخال السرور على التلاميذ الذين حفظوا فيُسَرون بهذا كما أنه مظهر من مظاهر تعظيم القرآن حيث جُمع الناس له من أجل أن يحتفل به ويحصل به التلاقي بين الإخوة من كل جهة من هذه الأرض. لذلك علينا أن نعلم أهمية الكتاتيب والمحاضن القرآنية التى تعد المدرسة الأولى لتعليم الأطفال ومكاتب تحفيظ القرآن العصرية التي أوجدت بيئة إيمانية قرآنية تسودها العقيدة السمحة وترتكز على المحبة وتخدم قضية تجديد الخطاب الدينى بعيدا عن التطرف والغلو خاصة أنها تعتمد على الحفظ وفهم المعانى لبناء شخصية الأطفال بناءً فكريا وأخلاقيا سليما فى ظل انتشار ظواهر غير حميدة بفعل عالم التواصل الاجتماعي وغياب القدوة فى المجتمع والتحول الخطر للأسرة فى تربية الأبناء سواء من خلال التقليد الأعمى لثقافات غربية أو باتباع سلوكات ومناهج ضد العادات والتقاليد والثوابت الأخلاقية والوطنية لمجتمعاتنا. وأخيرا.. نقول إن حفظ القرآن الكريم في الصغر أمر ضروري يجب أن نشجع عليه الأسرة لحماية المجتمع من آفات العصر خاصة أن رغبةُ الطفل في حفظ القرآن لا تتشكلُ بصورة تلقائية عفوية وإنما نتيجة لتوفر القدوة في الوالدين وأن الأمة لا يصلح آخرها إلا بما صلح بها أولها وهو طريق القرآن الكريم... لذا تحية تقدير وامتنان لكل من يرعى ويهتم بحفظة القرآن الكريم ويقيم لهم المسابقات ويكرمهم تحفيزا وتشجيعا فحاجتنا للدين ليس فقط حاجة روحانية بل أصبحت مطلبا اجتماعيا لمعالجة أمراض المجتمع فى ظل انهيار منظومة القِيم والأخلاق وسيطرة عالم الفضاء الإلكتروني على حياتنا. .. يُتبع.. ==== فضل حفظ كتاب الله * يارا زكريا جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال العديد من النصوص والآيات والأحاديث والتي من خلالها استمدَّ العلماء أهمية وفضل حفظ القرآن الكريم ومن تلك الفضائل والأدلة عليها من كتاب الله وسنة نبيه ما يلي: 1- حافظ القرآن من أهل الله وخاصَّته: حيث أن أهمِّ وأبرز فضائل حفظ القرآن الكريم والتي ينفرد بها من يحفظ كتاب الله أو يقرؤه أنه يُصبح من أهل الله في الدنيا والآخرة ويُشير إلى ذلك ما رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه . 2- القرآن يرفع حافظه: من أهمِّ فضائل حفظ القرآن: أنَّه يرفع من يحفظه حتى يبلغ منزلة الملائكة الكرام حيث صحَّ من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها ذكرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ . 3- رفعة القدر في الدنيا: فمن فضائل حفظ القرآن الكريم في الدنيا أن يُصبح صاحبه رفيع القدر كما أنه يكون من أهل الإجلال والتقدير عند الناس ويفرض احترامه على الناس لما يحمل في قلبه من القرآن فقد رُوي عن عمر- رضي الله عنه- قوله: أما إنَّ نبيَّكم - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قد قال: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ كما جاء في سنن أبي داود من رواية أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ . 4- حافظ القرآن مغبوطٌ في الدنيا والآخرة: فإن أهل الدنيا يغبطون حافظ القرآن على المكانة التي وصل إليها بحفظه لكتاب الله وفي ذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه قال: لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ... . 5- حافظ القرآن له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة: فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه إلى تقديم أكثرهم حفظاً لكتاب الله وأقرئهم له مما يُشير إلى أولوية حافظ القرآن وأحقيته بإمامة الناس وأنه الأجدر بها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ . 6- يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة: فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن القرآن يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجوا به من النار حيث يروي أبو أمامة - رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ... . 7- حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة: فإن من يحفظ القرآن الكريم يرتقي في الجنة بمقدار حفظه من كتاب الله وكلما ازداد حفظه ازداد رفعةً في درجات الجنة فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقََ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في دارِ الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آية كُنْتَ تقرَؤُها . 8- إكرام الله لوالدي حافظ القرآن: فإن الله سبحانه وتعالى يُكرم والدي حافظ القرآن ويُعلي من قدرهما ويرفع منزلتهما مما يُشير إلى إكرام حافظ القرآن وفضله حتى إنّ والدَيه ينتفعان بحفظه ويعلو قدرهما ببركة ما حفظ من كتاب الله فعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه - رضي الله عنه- قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا . طرق ووسائل تسريع حفظ القرآن الكريم من أهمِّ النصائح التي يرشد العلماء من أراد حفظ القرآن الكريم إليها ما يلي: 1- الإخلاص: فإن الإخلاص من أهم الوسائل المُعينة على حفظ القرآن الكريم لأن الحافظ أمينٌ على رسالة الوحي الخالدة التي نزلت على قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وحفظت في الصدور وفي السطور. 2- تصحيح النطق: بأن يقرأ القرآن قبل حفظه على المشايخ المتقنين ويتعلم منه كيفية النطق الصحيح للآيات خاصة المواضع التي فيها تشابه وصعوبة في اللفظ . 3- تحديد كمية الحفظ: حيث إن لكل شخص حداً ومقداراً معيناً لا يستطيع أن يزيد عليه وتحديد مقدار ثابت للحفظ يعتبر من أهم الوسائل المعينة على ديمومة الحفظ والصبر عليه. 4- اختيار الزمان والمكان المناسبين: فينبغي على الذي يريد حفظ كتاب الله أن يُحدد المكان والتوقيت المناسب للحفظ فلا يحفظ في وقت اشتداد الحر أو في مكان مليء بالإزعاج وأفضل مكان لحفظ القرآن على الإطلاق المسجد. 5- لا ينبغي على الذي يريد حفظ القرآن الانتقال إلى موضع حفظ جديد حتى يُتقن الذي حفظه سابقاً حيث إن ذلك يؤدي إلى تشتيت القرآن في عقله ولا يكون قد استقرَّ في ذهنه شيءٌ منه إلا النزر اليسير. 6- حافظ على الحفظ من مصحف خاص ( له رسمٌ واحد) لأن عقل الإنسان يهتمُّ بالتفاصيل فإذا تغيرت المصاحف في رسمها من حيث عدد الأسطر ولون الكلمات تشتت الحافظ ولم يُثبت حفظه كما ينبغي. 7- المحافظة على ترابط السور والآيات: فالسورة الواحدة تحتوي على أحداث متسلسلة وكذلك الآيات الطويلة فلا ينبغي حفظ جزء من السورة ثم الانتقال إلى موضع آخر منها دون ربط السابق باللاحق والترابط بين آيات السور وقصصها يُسهل من الحفظ ويجعله يسيراً مرناً. 8- الفهم من أسرع طرق الحفظ: فإن الحافظ إذا فهم مغزى الآيات حفظها وإن توضَّح له معناها سهُل عليه الربط بين جزئيات السورة وبالتالي حفظها بيسر وسهولة. 9- التفسير يُعين على الحفظ: فيجب على من يريد حفظ القرآن أن يقرأ التفاسير ليُدرك أسباب النزول والمعاني الخفية وراء الآيات وبعض الكلمات ذات الدلالات البعيدة مما يُعينه على الحفظ بشكل أيسر. 10- العناية بالمتشابهات: في بعض المواضع المتشابهة بين السور والآيات ينبغي العناية بتلك المواضع وربط أطراف الآيات ومواضع السور حتى يسهل التفريق بين المتشابهات من الآيات والسور. 11- التسميع والتسابق مع أهل القرآن: فينبغي على من يريد الحفظ أن يختار صُحبةً ممن يسعون إلى حفظ كتاب الله ليشجعوه على الحفظ ويتسابق معهم عليه مما يُحرك فيه روح المنافسة ويجعله أكثر نشاطاً وهمة. 12- معاهدة القرآن الكريم: حيث إن القرآن الكريم شديد التَّفلُّت من صاحبه ما لم يتعاهده بالمراجعة والمذاكرة. 13- اغتنام سنوات الحفظ: فينبغي أن يسعى الإنسان إلى تحفيظ أبنائه القرآن الكريم وهم في بداية عمرهم حتى يسهل عليهم الحفظ ويترسخ في أذهانهم وهذا لا يعني عدم قدرة الكبار على الحفظ إن توافرت العزيمة والإرادة لذلك. 14- الصلاة خلف إمام حافظ متقن: لأن المسلم إذا صلى خلف إمام يحفظ القرآن يتشجع على الحفظ طمعاً بالوصول إلى ما وصل إليه الإمام من الحفظ. 15- المحافظة على الورد: ينبغي على الحافظ أن يجعل له ورداً مخصصاً يذاكره يومياً حتى يترسخ القرآن في عقله وقلبه. * عن موقع صدى البلد