الغارات تتلاحق وسرايا القدس تتوعّد بتوسيع دائرة النار غزة تحت القصف في اليوم الرابع من العدوان على غزة واصل الاحتلال الصهيوني قصف أهداف سكنية في مناطق متفرقة من القطاع فيما أطلقت المقاومة بعد منتصف ليلة الخميس رشقة صاروخية استهدفت مستوطنات ما يعرف ب غلاف غزة بعد سلسلة رشقات استهدفت فيها تل أبيب والمستوطنات المحاذية للقطاع. ق.د/وكالات أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على القطاع إلى 31 شهيداً مع دخوله اليوم الرابع في حين أعلن الاحتلال عن مقتل شخص قرب تل أبيب. وقالت الوزارة في بيان إن العدوان المستمر أسفر عن استشهاد 31 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات وإصابة 93 مواطنا بجراح مختلفة بينهم 32 طفلا و17 سيدة . جاء هذا البيان بعد إعلان الوزارة استشهاد فلسطيني متأثرا بجراح أصيب بها جراء غارة وقعت شمالي القطاع. وتواصلت الغارات أمس الجمعة على مناطق متفرقة جنوبي القطاع كما دمّر الجيش فجرا منزلا يعود لعائلة بشير الفلسطينية وسط القطاع. فيما ردت فصائل فلسطينية مسلحة بإطلاق قذائف صاروخية صوب مواقع عسكرية للاحتلال محاذية للقطاع. يأتي ذلك في ظل تجدد القصف على عدة أهداف في مدن القطاع. وفي مخيم النصيرات أفاد مصدر طبي الخميس بوصول جثمان فلسطيني استشهد جراء غارة من الاحتلال الصهيوني إلى مستشفى شهداء الأقصى. ونعت كتائب أبو علي مصطفى في بيان شهيدها المقاتل في الوحدة الصاروخية عدي اللوح الذي ارتقى بقصف استهدفه غرب مخيم النصيرات . *دائرة النار الكبرى من جانبه أكد الناطق باسم سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي جاهزية المقاومة لتوسيع دائرة النار مهما طالت المعركة ومهما كان الثمن وأضاف -في كلمة مسجلة- أن مسيرة المقاومة لن تتوقف بأي عملية اغتيال كانت. يأتي هذا بينما اغتال الاحتلال قياديا عسكريا خامسا بالمقاومة في قطاع غزة قائلة إنها تسعى لقتل أكبر عدد ممكن من قادة الصف الأول لحركة الجهاد الإسلامي. وقال بنيامين نتنياهو إنه تم القضاء على كل من علي حسن غالي قائد الوحدة الصاروخية في حركة الجهاد الإسلامي ونائبه أحمد أبو دقة في غزة. وأضاف نتنياهو أن الكيان في معركة على المستويين الدفاعي والهجومي مشيرا إلى أن منظومة الصواريخ اعترضت بنجاح قذيفة في سماء تل أبيب الكبرى. من جانبها ردت فصائل المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية مكثفة أدت إلى مقتل صهيوني في مدينة رحوفوت جنوبي تل أبيب وإصابة آخرين وقال جيش الاحتلال إن هذا أول قتيل في الاحتلال خلال الجولة الحالية. وذكر جيش الإحتلال أن 803 صواريخ أطلقت من قطاع غزة خلال هذه الجولة وأضاف أن 620 منها اجتازت الحدود وأنه تم اعتراض 179 منها. *تصعيد خطير والخميس استشهد سبعة فلسطينيين في غارات جوية على غزة بحسب وزارة الصحة في القطاع بينهم قياديان في الجهاد الإسلامي بينما قتل شخص وأصيب آخرون في مدينة رحوفوت (وسط) بعد سقوط صاروخ فلسطيني. وهدد في تغريدة على تويتر مطلقي الصواريخ بالقول: أي شخص يسعى لمهاجمتنا دمه مهدور نحن في منتصف المعركة . فيما نقلت هيئة البث عن مسؤولين أمنيين لم تسمّهم قولهم إن المؤسسة الأمنية تقدّر أن القصف الصاروخي من غزة سيستمر مع استمرار نشاط جيش الإحتلال في القطاع . ومنذ فجر الثلاثاء تنفذ طائرات من الاحتلال هجمات على غزة أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و4 نساء و5 من قادة سرايا القدس . وبدأت الفصائل الفلسطينية الأربعاء بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب فيما تبذل أطراف إقليمية ودولية جهودا لوقف التصعيد الأخير على قطاع غزة. ومن بين شهداء اليوم الثالث القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أحمد أبو دقة (43 عاما) الذي اغتيل في قصف استهدف منزله في بني سهيلا شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة وذلك بعد ساعات من اغتيال محمد غالي قائد الوحدة الصاروخية وشقيقه وابن شقيقته. وذكرت مصادر محلية أن المقاومة الفلسطينية قصفت 166 موقعا حيث واصلت إطلاق صواريخها باتجاه غلاف غزة ومستوطنات في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في حين أعلنت جهات من الاحتلال عن مهاجمة 158 هدفا في القطاع. وتصاعدت تهديدات القتل من الاحتلال مع تصريحات وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو الذي هدد بقتل عائلة فلسطينية مقابل كل صاروخ يسقط علينا من غزة فيما دعا الوزير عن حزب القوة اليهودية الذي يتزعمّه الوزير المتطرف ايتمار بن غفير إلى قتل كل من يقف في وجه الاحتلال حتى لو كان ذلك بثمن قتل الأطفال. وأضاف: عليهم أن يفهموا في غزة أن كل صاروخ سيطلق علينا ستقتل مقابله أسرة . ونشرت مصادر متطابقة أن جهود التهدئة لوقف إطلاق النار تعثرت بعد أن عملت المقاومة ودولة الاحتلال على تبادل الرسائل النارية لتحديد شروط التفاؤل. وحاولت جهود الوساطة المصرية إنهاء هذه الجولة من التصعيد العسكري حيث تشبث المقاومة بشروط وقف إطلاق النار وبالتزامن مع توصيل رسائل نارية مباشرة. وكشف النقاب عن قيام حركة الجهاد الإسلامي بإرسال عضو مكتبها السياسي محمد الهندي إلى القاهرة لإجراء مباحثات مباشرة مع الوسطاء حول هذا الملف وهو يحمل وجهة نظر الحركة التي استهدفها الاحتلال في المعركة الحالية ضد غزة. وحسب هيئة البث في الاحتلال فإن حركة الجهاد الإسلامي حددت 3 شروط مقابل وقف إطلاق النار مع الاحتلال في قطاع غزة وهي تسليم جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان ووقف التصفيات والاغتيالات في الضفة الغربية وإلغاء مسيرة الإعلام المقرر إجراؤها في البلدة القديمة في القدس الأسبوع المقبل. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي جميل عليان إن أغلب قادة الاحتلال يتحدثون عن التهدئة ويتصلون بالوسطاء لأجل ذلك وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت في الوقت الذي تنشغل فيه المقاومة بتوسيع مساحة الرد وقوته وأدواته . *استهداف للأقصى وفي سياق التصعيد قدم نشطاء من جماعة العودة إلى جبل الهيكل المتطرفة طلبا رسميا للسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول إلى المسجد الأقصى ضمن مسار مسيرة الأعلام المقررة يوم 18 ماي الجاري. ولم يقتصر طلب جماعات الهيكل المتطرفة على اقتحام الأقصى ضمن مسيرة الأعلام بل تعدى ذلك إلى طلبها أن يتم الاقتحام من باب الأسباط لا المغاربة. وأوضح الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص -عبر منشور على صفحته في فيسبوك- أنه لم يسبق لجماعات الهيكل المتطرفة أن اقتحمت الأقصى في مسيرة الأعلام وأنها تركز عادة على اقتحام البلدة القديمة في القدس عبر الدخول من باب العامود والتجول بالرقصات والاحتفالات حول أبواب الأقصى من الخارج فقط. وبطلبها تهدف الجماعات المتطرفة -وفقا لابحيص- إلى أن يكون الاقتحام من باب الأسباط وذلك لإضافة باب جديد إلى سيطرتهم وتسعى كذلك لرفع الأعلام ودق الطبول. وذكرت جماعات الهيكل في طلبها أن عدد المقتحمين المطلوب لهذه المسيرة هو 7500 متطرف ومتطرفة. ونشر موقع بحدري حدريم (الغرف المغلقة) -المحسوب على التيار اليميني في الكيان- أن نتنياهو أوعز -خلال جلسة الكابينيت- بتنفيذ مسيرة الأعلام في القدس وفقا لمخطط مسارها التقليدي أي أنها ستمر من البلدة القديمة في القدس . وفي ما يُعرف بيوم توحيد القدس يحيي الاحتلال ذكرى احتلالها الشطر الشرقي من القدس عام 1967 وفيه تنظَم مسيرة الأعلام التي تُعد الاحتفالية الأبرز في هذا اليوم وتنطلق سنويا من مكان التجمع المتفق عليه غربي القدس بعد تجمع المشاركين الذين قد يبلغ عددهم نحو 30 ألف مشارك وتمر من بابين من أبواب البلدة القديمة هما باب الخليل والجديد ثم تصل إلى باب العامود. ثم يكمل المستوطنون مسيرتهم من باب العامود نحو ساحة البراق مارّين بالحي الإسلامي ويحرصون على إلحاق الأضرار بالمحال التجارية وممتلكات المقدسيين وتعمد استفزازهم وشتمهم وشتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم . يذكر أن المستوطنين فشلوا في إكمال مسيرة الأعلام في العاشر من ماي 2021 عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخها باتجاه القدس والتي شن الاحتلال على إثرها عدوانا استمر 11 يوما على قطاع غزة. ومنذ بدء العدوان الأخير على قطاع غزة تحتل مسيرة الأعلام جزءا من النقاشات السياسية والأمنية اليومية إذ دوّت بسببها صافرات الإنذار في القدس قبل عامين ويُخشى من تكرار السيناريو ذاته بعد أيام.