فجرت السلطات المصرية، نفقين أسفل الحدود مع قطاع غزة، بعد أيام من حديث عن خطة لإقامة منطقة حدودية عازلة وحملة لتدمير الأنفاق لمنع تسلل المسلحين. وقالت وكالة صفا المحلية في غزة، إنَّ السلطات المصريَّة فجَّرت قبيل منتصف ليل الخميس نفقا قرب بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح، ثم أقدمت فجر أمس الجمعة على تفجير نفق آخر في المنطقة نفسها. وأكد سكان محليون سماع دوي انفجارين كبيرين في كافة أرجاء رفح كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة الحدودية. وقالت مصادر أمنية إنّ النفقين كانا خاليين من العمال ولم تقع فيهما أية إصابات، لافتة إلى أن السلطات المصرية فجرت نحو سبعة أنفاق بمنطقة مخيم يبنا خلال أسبوعين، كان آخرها تدمير أحد الأنفاق قبل عدة أيام. وفي السياق ذاته، تواصل حفارات مصرية كبيرة أعمال حفريات على امتداد الحدود بعدما أحضرتها السلطات المصرية أواخر الشهر الماضي في مؤشر على استئناف العمل ضد الأنفاق الذي توقف بصور شبه كاملة منذ اندلاع الثورة المصرية. وكانت صحيفة مصرية كشفت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي عن خطة مصرية لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة وتدمير الأنفاق. ونقلت عن مصادر رفيعة المستوى أن جهات أمنية مصرية تدرس حالياً اقتراحاً بإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، تمتد على مسافة 5 كيلومترات، مؤكدة أن أجهزة الأمن بدأت استعداداتها لتدمير الأنفاق، حيث استقبلت مدينة رفح 4 معدات ثقيلة لتدمير الأنفاق باستخدام تقنية إحداث اهتزازات تحت سطح الأرض على عمق 20 متراً. ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن اللواء محمد فريد خميس حجازي قائد الجيش الثاني الميداني، قوله مؤخراً خلال اجتماع مع مشايخ ووجهاء القبائل في شمال سيناء إن القوات المصرية اتخذت قرارا لا رجعة فيه بتدمير الأنفاق بهدف "منع تسلل عناصر متطرفة عبر الأنفاق إلى سيناء للقيام بعمليات "إرهابية". وتّشن السلطات المصرية بين الفينة والأخرى حملات على الأنفاق المحاذية للشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة والتي يستخدمها الفلسطينيون لتهريب مستلزماتهم الحياتية في ظل الحصار المفروض منذ فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي مطلع عام 2006. ومن جهتها، قالت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس، في قطاع غزة، إن مصر لم تبلغها رسمياً بعزمها تنفيذ خطة أمنية شاملة لتدمير شبكة الأنفاق تحت الحدود المشتركة في مدينة رفح، جنوب القطاع. وأكد وزير الاقتصاد الوطني في الحكومة المقالة علاء الرفاتي أن مصر لم تبلغ الحكومة في غزة بقرارها تنفيذ حملة أمنية واسعة على الحدود مع القطاع، بغية هدم الأنفاق. ودعا الرفاتي إلى البحث عن بدائل رسمية قبل الإقدام على تدمير الأنفاق، مؤكداً أن الحكومة في غزة لا تمانع في البحث عن أي بدائل رسمية مع السلطات المصرية مثل فتح معبر رفح تجارياً أو إقامة منطقة تجارية حرة على الحدود، ودعا السلطات المصرية إلى الوفاء بتعهداتها إزاء رفع الحصار.