استضافت مؤسسة فنون وثقافة أوّل أمس الإثنين وتحت إشراف الشاعرة القديرة فوزية لارادي، المسرحي العراقي فاضل عباس آل يحيى، والذي ألقى محاضرة تحدث فيها عن واقع المسرح العربي من خلال تجربته الشخصية، وألقى الضوء على مختلف القضايا التي تمس المسرح. تعرض الأستاذ فاضل عباس، وقبل الخوض في واقع المسرح العربي وإشكالياته وهمومه إلى أهم المراحل التي مر بها، وقدم نبذة عن بدايات المسرح في العراق، وعلاقته وارتباطه، أو نقاط التشابه والاختلاف بينه وبين باقي المسارح، وكيف أنّ المسرح العراقي والعربي انتقل في السنوات الأخيرة من التعبير عن الهموم والقضايا الكبرى التي تمسّ الأمّة العربية، إلى أمور يومياتنا البسيطة، أمّا بالنسبة للمسرح العراقي فقد تأثر أكثر شيء، وفي الآونة الأخيرة، بالحروب الثلاثة التي مرّت عليه، من حرب إيران، إلى حرب الكويت، ثم الحرب الأمريكية، لكنّ العراقيين مع ذلك كله، لم يتوقفوا عن الإنتاج والإبداع، والعمل تحت الحصار والحرب والدمار، بل، واستطاعوا أن ينتجوا مسرحيات وأعمال رائعة. كما تطرق الأستاذ فاضل إلى مشكلة انغلاق المؤسسة المسرحية على نفسها، ولم يعد للمسرحيين، وهو الحال بالنسبة لكل الفنون والآداب الأخرى، لم يعد لهم احتكاك مع غيرهم، وصارت كل جماعة مبدعة تعمل لوحدها، فلا التشكيلي يهتم للمسرحي ولا الروائي يطلع على إنجازات الموسيقي، وهكذا، رغم أنّ هذا الاحتكاك، يضيف، قد يولد أشياء جميلة، لأن كل واحد يحتاج إلى الآخر. كما أنّ الجماعات المسرحية العاملة اليوم، صارت وعلى حد تعبير الأستاذ فاضل عباس، قطرية، لا تهتم إلاّ بإنتاجها، حيث لا يحاول بلد عربي الاطلاع أو اكتشاف ما يصنعه البلد المجاور، وكثيرا ما نحتقر ثقافة ومسرحا قويا، ونبجل ثقافة ومسرحا هزيلا، لا لشيء، إلاّ بسبب الأحكام والآراء المسبقة. وقد أثنى الأستاذ فاضل على المسرح الجزائري، وعلى الخطى الثابتة التي يسير بها نحو التقدم، كما لم يخف إعجابه بمختلف الأعمال التي قدمها مسرحيون جزائريون في مختلف المهرجانات العربية، والتي، برأيه، ذات مستوى رفيع، وتستحق الإشادة. يذكر أنّ الأستاذ فاضل عباس آل يحيى هو مسرحي عراقي مقيم بالجزائر منذ سنة 2007، حاصل على بكالوريوس إخراج وتمثيل من أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وهو يعمل في حقل الفنون الدرامية منذ الثمانينات، وحائز على جوائز عربية في التمثيل، وقد أنجز إلى جانب المخرجين والممثلين المسرحيين عدة أعمال ومسرحية، وقد أجرت جريدتكم أخبار الأسبوع حوارا معه ستنشره في أعدادها القادمة.