إلى غاية نهار أمس، تلقّيت عدّة رسائل عبر البريد الإلكتروني بخصوص الانتقادات التي وجّهتها للمدرّب رابح سعدان في الموضوع الصادر يوم السبت الماضي، وجلّ المراسلين راحوا ينتقدونني أكثر ممّا انتقدت الشيخ سعدان. لكن أقول لهؤلاء إن انتقاداتي للشيخ رابح سعدان كانت بخصوص التغييرات التي قام بها أمام كلّ من سلوفينيا وأمريكا، خاصّة وأن استنجاده بكلّ من غزال وصايفي بعلم الجميع أنها استنجادات تخدم المنافسين أكثر ممّا تخدم منتخبنا الوطني، بدليل أنه فور دخول هذين اللاّعبين أمام سلوفينا اهتزّت شباكنا. وتكرّر نفس المشهد أمام الولايات المتّحدة الأمريكية، حيث خسرنا اللّقاء بهدف دون ردّ. لكن الذي يجب أن أقوله وألحّ عليه هو أنه إذا طلب منّي الخيار بين المدرّب الأجنبي والمدرّب رابح سعدان فسأفضّل هذا الأخير، وإذا طلب منّي الخيار بين رابح سعدان وبين رابح ماجر أو خالف محيي الدين فسأختار وبدون تردّد الشيخ سعدان. سعدان والتاريخ يشهد أنه كان أحد المهندسين لبلوغ منتخبنا لأوّل مرّة المونديال وهذا عام 1982 بإسبانيا، حيث ساهم رفقة كلّ من اليوغسلافي رايكوف ومعوش وواصلوا عمل المدرّب رشيد مخلوفي بعد استقالته عام 1979، وهي الاستقالة التي جاءت بالمدرّب خالف محيي الدين، حيث وجد كلّ شيء مهيّأ. وتكرّر نفس المشهد في عام 1954 بعد رحيل عبد الحميد زوبا، وقاد أخذ »الخضر« إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار بتشكيلة غنية بالأسماء اللاّمعة لكنه فشل في العودة بكأس أمم إفريقيا. أمّا بخصوص رابح ماجر فكما سبق لي وأن أبديت رأيي بخصوص هذا الأخير فإنه لا يصلح لتدريب المنتخب الوطني، وسأبقى مصرّا على كلامي، كون الرجل يفتقر إلى الخبرة والتجربة، وقد أتيحت له فرصة إشرافه على »الخضر« مرّتين لكنه لم يحقّق في أيّهما شيء. أمّا بخصوص ما يطالب به البعض من زملاء المهنة وبعض المدرّبين والتقنيين الجزائريين بضرورة الاستنجاد بالخبرة الأجنبية، نقول لهؤلاء: ماذا حقّق المدرّب الأجنبي ليس للمنتخب الوطني فحسب بل للنّوادي الجزائرية؟ الجواب سيكون بالنّفي القاطع، بل أكثر من ذلك، الكثير من المدرّبين صنعوا المهازل لكرتنا، ومادام الأمر كذلك فإذا كانت هناك نيّة لرئيس الاتحادية بالاستعانة بمدرّب أجنبي للمنتخب الوطني سأكون أوّل من يشنّ عليه موجة من الانتقادات. فالمدرّب الأجنبي حتى ولو كان تراباتوني أنا على يقين من أنه لن يقدّم أكثر مما قدّمه الشيخ رابح سعدان، ومن يعارض كلامي ما عليه إلاّ تصفّح نتائج المنتخب الوطني منذ الاستقلال، فأفراح منتخبنا صنعها جزائريون وفي مقدّمتهم الشيخ سعدان.