لا تزال الحرب الباردة مستمرة بين الناخب الوطني رابح سعدان ورئيس الاتحادية روراوة بخصوص تدعيم العارضة الفنية، في ظل إصرار الأخير على جلب مدرب أجنبي أو محلي قبل المونديال من خلال قناعته بأن الطاقمين الفني والطبي الحاليين بحاجة إلى تدعيم نوعي، على غرار التعداد الذي سيعرف المصير ذاته قبل المونديال، وفي هذا السياق، فإن بعض الأسماء التي أعلن عنها سابقا كانت مرشحة إلى تدعيم العارضة الفنية على غرار نور الدين قريشي وعبد الحق بن شيخة وحتى أسماء أجنبية، على غرار المدرب كوبير والنجم الفرنسي زيدان، لكن موقف سعدان كان دائما هو رفض أي تدعيم أو تغيير في الطاقم الذي شكّله. إجتماع هام الأسبوع القادم عاد أمس رئيس “الفاف” روراوة من زيوريخ بعدما تم الإستماع لأقواله بشأن قضية الاعتداء الذي تعرضت له حافلة “الخضر” في مصر وهي القضية التي كانت محل دراسة هيئة بلاتير أول أمس وسيتم الفصل فيها بعد عشرة أيام. وسيعقد الأسبوع القادم اجتماع عمل بين روراوة والناخب الوطني قد يحضره الوزير جيار من أجل الفصل في قضية تدعيم العارضة الفنية ووضع إستراتيجية جديدة وترتيب بيت “الخضر” أسابيع قبل انطلاق المحفل الكروي العالمي خاصة في ظل النقائص التي ظهرت في مواجهة صربيا على كل المستويات لاسيما الجانب التنظيمي للتربص الذي كان فاشلا في كل الجوانب. روراوة يصرّ على التدعيم وأصبحت لدى روراوة قناعة بمحدودية الطاقم الفني الحالي وهو ما جعله يقرّر تدعيم العارضة الفنية بمدرب أجنبي يمكنه إصلاح النقائص ويتقاسم المسؤولية مع سعدان بشأن الخيارات الفنية والتكتيكية على غرار ما يحدث في أكبر المنتخبات العالمية التي تعتمد على طواقم موسعة وليس مدرب واحد فقط. سعدان يرفض فرض مساعدين من جهته يبقى سعدان مصرّا على موقفه برفض أي ضغط من المسيرين بشأن تدعيم العارضة الفنية من طرف رئيس “الفاف” كما حدث في مونديال المكسيك 86، وكشف سعدان أنه يرفض العمل مع بن شيخة أو قريشي وكل من تم اقتراحهم من محيط الاتحادية ويكون قد اهتدى إلى ضرورة الرضوخ إلى طلب الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم ولكن بطريقته الخاصة. ...ويرد باقتراح بوعلي زيارة سعدان الخاطفة البارحة إلى عاصمة الزيانيين تلمسان بدعوة من إدارة وداد تلمسان لم تكن حبية فقط كما قال سعدان وإنما استغلها “الشيخ” للالتقاء بمدرب الوداد فؤاد بوعلي حيث يكون قد عرض عليه تدعيم العارضة الفنية ل “الخضر” تحسبا للمونديال، وحسب مصادرنا فقد فضّل سعدان أن يقترح بنفسه اسم المساعد الذي يدعم العارضة الفنية حيث اختار مدرب الوداد بالنظر إلى أنه من خرجي المعهد العالي لتكنولوجيا الرياضة وأحد المدربين الشبان الذين برهنوا على كفاءتهم في البطولة الجزائرية. نحو التطرّق إلى مسألة جلب اللاعبين كما سيستغل روراوة الإجتماع مع مدربه من أجل معرفة نتائج المعاينة التي قام بها مساعدوه للعناصر المحترفة والمرشحة لتدعيم النخبة قبل المونديال، وكشف روراوة لمقرّبيه عن استيائه من كشف مساعديه مواقفهم من العناصر التي تمت معاينتها وسيتم التطرق إلى عدد وهوية العناصر التي ستدعم النخبة بعدما تم إبعاد سبعة لاعبين عقب مواجهة صربيا، والأكيد أن روراوة يريد ترتيب البيت قبل أسابيع عن انطلاق العرس الكروي في جنوب إفريقيا. سعدان: “أنا في تلمسان في زيارة مجاملة” رفض الناخب الوطني سعدان في إطار زيارته البارحة إلى تلمسان الرد على أسئلة الصحفيين، خاصة فيما يتعلق بقضية تدعيم العارضة الفنية، حيث إكتفى بالقول: “أنا في تلمسان في زيارة مجاملة ليس إلا”، لكن مصادر مقرّبة من سعدان كشفت أنه استغل الزيارة ليقترح على بوعلي الانضمام إلى العارضة الفنية خاصة أن بوعلي هو الآخر رفض التعليق على الموضوع واكتفى بإجابة دبلوماسية بأن سعدان هو المخوّل له دعم طاقمه الفني. بوعلي:“تدعيم الطاقم الفني من صلاحيات سعدان ولا يُمكنني الحديث عنه” “يجب التحضير جيدا ل المونديال لأن سمعة الجزائر في اللعب“ ما هي إستنتاجاتك من المباراة الودية أمام المنتخب الصربي؟ هذه المباراة أظهت لنا أننا بحاجة إلى عمل كبير من أجل تحسين مستوانا، ويجب فقط أن نستخلص منها العبر والدروس لأن المواجهات التحضيرية تبرمج لهذا الغرض.. وفي هذا الشأن أظن أن الطاقم الفني يكون قد خرج بعدة ملاحظات من اللقاء الكروي الذي جمع المنتخب الوطني بمنتخب قوي مثل منتخب صربيا ويبقى فقط أن نصحح الأخطاء. في رأيك ماهي الأسباب الحقيقية وراء الوجه الهزيل للنخبة أمام صربيا في الثالث مارس الفارط؟ ليس لدي المعطيات للحكم على حقيقة مستوى اللاعبين في مباراة صربيا، المدرب سعدان هو الذي يملك المعطيات الفنية لهذا الإخفاق لا ويجب أن نقدم ملاحظات أو حتى انتقادات دون معرفة حالة التشكيلة والمعطيات التي أحيطت بالمباراة. هل الظروف غير المناسبة والضغط الذي عاشه اللاعبون سبب في الإخفاق؟ الاتحادية هي الوحيدة التي تجيب عن هذه الاستفسارات ، الوقت ليس مناسبا للبحث عن هذه الأسباب بل في إصلاح الأخطاء قبل بداية المونديال، لأن الوقت ضيق والوقت الآن للعمل في الميدان لأن الواقع يؤكد أن هناك مجموعة وطاقما فنيا هو الوحيد الذي يستطيع التحكم في النقائص الموجودة ويصلحها قبل فوات الأوان. ما رأيك في قرار إبعاد اللاعبين المحليين؟ أعود وأقول أن سعدان هو الذي يعرف النقائص وقراراته يجب احترامها لأنني مثلا في الوداد أنا الذي أعرف قيمة كل لاعب وأنا في أحسن وضع لأختار من يناسبني ومن يستحق التسريح، وسعدان أدرى بمصلحة النخبة ويجب علينا احترام قراراته لأن المدرب لا يفكّر بذهنية المناصر والقرار له دوافع فنية. وما رأيك في الأسماء المرشحة لتدعيم “الخضر” قبل المونديال على غرار ڤديورة وشاقوري؟ أعرف هؤلاء اللاعبين عبر الصحف ولا يمكنني الحديث عن إمكاناتهم في الجرائد ولكني أقول فقط أن تدعيم “الخضر” أمر ضروري قبل المونديال، ولكن ليس بجلب أي لاعب بل أطرح عليك سؤالا.. هل جلب لاعب من طراز لحسن ضروري ؟ بالطبع. إذن فأنا مع ضم لاعبين جدد من طراز لحسن من أجل تقديم إضافة للمنتخب وليس لملء مقعد البدلاء لأننا بحاجة لتدعيم نوعي للمنتخب لأننا مقبلون على منافسة من المستوى العالي. وكيف ترى حظوظ الجزائر في المونديال؟ يجب أن نحضّر في أحسن الظروف للمونديال لأننا سنمثل العرب في هذه الدورة، كما أن العالم كله سيتابع الخضر في هذه الدورة بعد عودتنا القوية للساحة ولابد من تشريف صورة الجزائر في هذا المحفل وأن نكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائري. هناك حديث أن سعدان يريد أن يدعم العارضة الفنية بخدماتك بمناسبة زيارته إلى تلمسان؟ لا يمكنني الحديث عن هذا الموضوع لأنه من صلاحيات المدرب سعدان الوحيد الذي يُقرر بشأن تدعيم العارضة الفنية. سعدان يُكرّم بعاصمة الزيانيين حل منتصف نهار أمس المدرب الوطني رابح سعدان بمدينة تلمسان برفقة بعض مقربيه، حيث أقيمت على شرفه وجبة غذاء بمطعم” ميشال” بوسط المدينة حضره رئيس وداد تلمسان رشيد بوراوي والمدرب فؤاد بوعلي إلى جانب بعض مسيري ولاعبي الوداد يتقدمهم القائد خريس وهبري كمال. ... ويرفض التصريح رفض المدرب الوطني رابح سعدان الإدلاء بأي تصريح إلى وسائل الإعلام التي كانت حاضرة خلال وجبة الغذاء، حيث اكتفى فقط بالتأكيد على أن الزيارة تبقى عائلية لا غير ولا مجال لأي تأويل يخص المنتخب الوطني أو حتى الحديث عن تدعيم العارضة الفنية بخدمات المدرب فؤاد بوعلي، حيث أكد سعدان بأن تلمسان تحظى بمكانة خاصة في قبله ولهذا السبب اختارها من أجل الاستراحة والابتعاد عن الضغط المفروض عليه في الآونة الأخيرة. يُكرم من قبل الإدارة التلمسانية على هامش وجبة الغذاء التي أقيمت على شرفه، أقدمت الإدارة التلمسانية على تكريم المدرب الوطني رابح سعدان، حيث قدّمت له عدة هدايا قام بتسليمه إياها رئيس الفريق رشيد بوراوي الذي أكد أن الإدارة التلمسانية فخورة جدا بزيارة المجاملة التي قام بها سعدان إلى مدينة تلمسان، وخاصة قبوله دعوة مسيري الوداد كما أثنى كثيرا رئيس الوداد بوراوي على المدرب الوطني سعدان وطلب من الجميع ضرورة مساعدته من أجل تحضير المنتخب الوطني جيّدا ل المونديال. يحظى باستقبال الوالي بعد وجبة الغذاء، حظي الشيخ رابح سعدان باستقبال رسمي من طرف والي ولاية تلمسان مساء، حيث لم تفوّت السلطات المحلية للولاية فرصة تواجد “الشيخ” وهذا لتكريمه عرفانا بما قدمه لكرة القدم الجزائرية وبفضله تأهل المنتخب للمونديال الإفريقي المقبل. الزيارة اكتنفها الغموض وعلى العموم فقد اكتنفت زيارة المدرب الوطني لتلمسان لأسباب تبقى مجهولة رغم أن مصادرنا أكدت أن لها علاقة بمدرب الوداد بوعلي فؤاد من جهة كما كانت الزيارة مفاجئة رغبة الشيخ في الابتعاد عن الضغط المفروض عليه بعد هزيمة صربيا، خاصة تفادي حضور الجماهير لاستقباله وبكثرة، مع العلم أن تلمسان مشهورة بأجوائها الهادئة والبعيدة عن كل الضغط. بعض الفضوليين لم يُفوّتوا الفرصة وفي الوقت الذي كان فيه حضور الشيخ سعدان إلى تلمسان جاء مفاجئا وبعيدا عن أضواء سكان الولاية إلا أن ذلك لم يمنع بعض الفضوليين من الحضور وأخذ صور تذكارية مع الشيخ سعدان صانع ملحمة أم درمان. يُغادر اليوم بعد الظهيرة هذا وأكدت مصادرنا أن زيارة الشيخ سعدان إلى تلمسان اقتصرت على يوم واحد فقط وسيغادر المدينة عشية اليوم باتجاه الجزائر العاصمة بذكريات جميلة بعاصمة الزيانيين دون الإشارة إلى خلفيات أخرى قد تكون مع الأيام القليلة القادمة، خاصة في ظل الحديث عن تدعيم الطاقم الفني بخدمات المدرب بوعلي فؤاد.