عاشت ولاية جيجل نهاية أسبوع شديدة الحرارة جرّاء الحرائق التي اندلعت في مختلف البلديات الجبلية وخلّفت خسائر مادية معتبرة مقارنة بباقي الحرائق التي شبّت في غاباتها مند بداية الشهر الماضي، إلاّ أن ما شهدته خلال نهاية هذا الأسبوع يعدّ الأعنف وجابت ما لا يقلّ عن 18 بلدية من البلديات المشكّلة لإقليم الولاية ملحقة أضرارا فادحة بممتلكات المواطنين، وكذا بالمساحات الغابية. إذ عدّت المصالح المختصّة أزيد من 1300 هكتار أتلفت بفعل موجة الحرائق، وكانت بلديات (الشقفة)، (برج الطهر)، (الشحنة) و(السطّارة) من البلديات التي عرفت أكبر وأخطر الحرائق، حيث وحسب مصادر متعدّدة خلّفت إصابة حوالي 20 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة وهلاك أزيد من 500 رأس من الماشية، بالأخص الأبقار والماعز وتدمير عشرات المنازل· السلطات المحلّية سارعت كعادتها إلى تشكيل خلايا أزمة في عديد البلديات المتضرّرة لتمكين المنكوبين من المساعدات والتكفّل بهم في مثل هذه الحالات، وهو ما لمسناه لدى المواطنين الذين هبّوا من جهتهم لتقديم يد العون لإخوانهم المتضرّرين كلّ حسب طاقته، كما ساهم العشرات من أصحاب المركبات في إجلاء الجرحى إلى المستشفيات التي وحسب مصادرنا تكون قد استقبلت العديد من الجرحى، لا سيّما بمستشفى (الطاهير) القريب من أماكن اندلاع هذه الحرائق· هذا، وكثّفت مصالح الحماية المدنية تحرّكاتها لإخماد العديد من الحرائق التي خفّت حدّتها يوم الجمعة وأتت على آلاف الهكتارات من الغابات وأشجار الزيتون، وما تزال مرشّحة للاندلاع مرّة أخرى. من جهة أخرى، وحسب بيان توضيحي فإن الولاية أحصت 37 حريقا عبر 9 بلديات، كان أشدّها ما واجهته بلدية (الشقفة) جرّاء هبوب رياح عاتية، ولم تسجّل خسائر بشرية أو إصابات وسط المواطنين بفضل يقظة مصالح الحماية المدنية التي وجدت الدّعم والمساندة بالأعوان والوسائل من ولايات قسنطينة، ميلة وسطيف، وكذا من مصالح الأمن والجيش الوطني الشعبي. وأضافت ذات المصالح أنه سجّل إتلاف 7 منازل ب (الشقفة) وتضرّر 22 أخرى مع امتداد ألسنة اللّهب إلى 1350 هكتار، كما وعدت السلطات المحلّية الولائية المتضرّرين بتقديم يد المساعدة، بالخصوص للذين فقدوا منازلهم بتعويضهم في إطار السكن الرّيفي· في سياق ذي صلة، أدّى اندلاع 15 حريقا منذ الخميس الماضي في عديد غابات ولاية سوق أهراس إلى إتلاف 62 هكتارا من أشجار الفلّين والبلّوط، وكذا أدغال وأحراش، فضلا عن تضرّر مساحات واسعة من الأشجار المثمرة، حسب ما علم أمس السبت من مدير الحماية المدنية· وقد تمّ في ساعة متأخّرة من ليلة الجمعة إخماد جميع هذه الحرائق وذلك عبر غابات كلّ من فجّ لعمارة وفجّ لعمد (بلدية أولاد إدريس) والدّخلة والبطحة والمزرعة (بلدية المشروحة)، فضلا عن غابة الرّملية بعين الزّانة، حسب ما أكّده ذات المسؤول، مشيرا إلى أنه تمّ التركيز خلال عمليات الإخماد أساسا على حماية السكان المجاورين لبؤر الحرائق المندلعة· ومسّت هذه الحرائق كذلك كلاّ من غابة فجّ غنام ببلدية أولاد إدريس التي أتلفت بها خمسة هكتارات من الفلّين والبلّوط وأربعة هكتارات عبارة عن أدغال وستّة هكتارات أحراش، فضلا عن غابة الدردورة ببلدية الزعرورية وغابة لخضارة وجبل تيفاش وجبل العالية ببلدية خميسة، إلى جانب غابة البكباكة ببلدية عين الزّانة، حسب ما أضاف ذات المصدر· وأوضح العقيد جمال الدين بن غلاب في هذا السياق أن ألسنة اللّهب التي تمّ التحكّم فيها، والتي تعود أساسا إلى ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح قوّية، امتدّت لتشمل عديد الغابات على غرار غابة الطلال ببلدية المشروحة وحي الزيتونة بالزعرورية التي أتلفت بها 450 شجرة لوز و304 شجرة زيتون و76 شجرة كرم و33 شجرة عنب، فضلا عن 50 شجرة إجاص و50 شجرة برقوق و40 شجرة جوز، إلى جانب 14 خلية نحل· وتطلّبت هذه الوضعية حسب ما أوضحه ذات المصدر الاستنجاد بالرتل المتحرّك المتكوّن من 52 عون تدخّل و8 شاحنات لمكافحة حرائق الغابات، إلى جانب تسخير جميع مستخدمي مديرية الحماية المدنية للولاية من ضبّاط وضبّاط صفّ وأعوان، وكذا كافّة وسائل التدخّل المنتشرة في إقليم الولاية·