ما تزال عصابات سرقة الكوابل الكهربائية والهاتفية تسجّل تواجدها في العديد من مناطق الوطن، حيث شهدت العملية تفاقما كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ممّا ألحق أضرارا بليغة بكلّ من مؤسستي (سونلغاز) واتّصالات الجزائر التي تتكبّد سنويا خسائر تتعدّى الملايير، وهو ما دعا عناصر الدرك الوطني إلى تكثيف جهودها من أجل ردع الفاعلين واسترجاع المسروقات التي بلغت حسب حصيلة ال 8 أشهر من السنة الجارية كمّية تقدّر ب 3379.4 متر من إجمالي 12503.3 متر من الكوابل الكهربائية المسروقة، و20233 متر من إجمالي الكوابل الهاتفية المسروقة· تظهر البيانات المعدّة من طرف قيادة الدرك الوطني الخاصّة بعمليات السرقة التي تطال كلاّ من الكوابل الكهربائية والهاتفية خلال فترة 8 أشهر من السنة الجارية معالجة 262 قضية تمّ من خلالها استرجاع كمّية 3379.4 متر من إجمالي 12503.3 متر من الكوابل الكهربائية المسروقة، كما تمّ استرجاع كمّية من إجمالي 20233 متر من الكوابل الهاتفية المسروقة. واحتلّت ولاية تيزي وزو صدارة القائمة بتسجيلها 26 قضية بعدما سرق منها ما كمّيته 28505 متر من الكوابل الكهربائية و400 متر من الكوابل الهاتفية، لتليها ولاية بومرداس التي أحصت 23 قضية سرقة بكمّية قدّرت ب 24497 متر من الكوابل الكهربائية و2550 متر كوابل هاتفية، وحلّت ولاية مستغانم في المرتبة الثالثة بإحصائها 16 قضية، فولايتا تيبازة وخنشلة، في حين احتلّت كلّ من ولايات برج بوعريريج، البيّض، سكيكدة، الجلفة، الأغواط وأدرار المراتب الأخيرة بتسجيلها قضية لكلّ ولاية. وتشير ذات البيانات إلى أن مؤشّر السطو عرف ارتفاعا محسوسا هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، والتي سبقتها (2009)، حيث تمّ تسجيل 255 قضية في 12 شهرا من 2010، في حين يتعدّى العدد ذلك هذه السنة ليصل إلى 262 قضية في 8 أشهر من السنة الجارية. أمّا سنة 2009 فعرفت أقلّ بكثير من هذا العدد بتسجيلها 91 قضية فقط، وهو ما يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر بخصوص هذه القضية التي أخذت منعرجا حاسما بعدما وضعها اللصوص محلّ اهتمامهم من أجل استغلال النحاس وبيعه بأثمان باهظة، خاصّة وأن تجارته تعود عليهم بأموال طائلة· يذكر في الأخير أن خسائر مجمّع (سونلغاز) السنوية النّاجمة عن سرقة الكوابل تقدّر بأزيد من 150 مليار سنتيم، وهو ما يدعو إلى ضرورة تدخّل الحكومة لتعديل شروط البيع بالمزايدة حسب ما طالب به بوطرفة المدير العام للمجمّع مؤخّرا، لأن شبكات مافيا النفايات حسبه لا تهمّها الكمّيات التي يتمّ بيعها، بل تهمّها الفاتورة التي يمنحها محافظ البيع· أمّا خسارة اتّصالات الجزائر فقد فاقت الملياري سنتيم خلال 4 أشهر الأولى من السنة الجارية، أدّت إلى عزل قرى ومناطق عديدة من الوطن·