عرفت أقبية العمارات في هذه الأيام نوعا آخر من مخلفات السكان تمثلت في بعض أنواع حلويات العيد تزامنا مع المناسبة التي رحلت عنا منذ أيام قليلة بحيث اختار البعض أن يغيروا من ديكور تلك الأقبية فبعد أن اشتمل على كميات هائلة من الخبز اليابس، وتبعا للندرة الحادة التي عرفتها المادة في هذه الأيام راح البعض إلى التخلص من الحلويات التي ظهرت على مستوى أقبية العمارات واحتلت بذلك مكان الخبز اليابس، مما يؤكد أن التبذير في مجتمعنا قد زحف كثيرا ليطال مواد لم تكن تعرف تلك الآفة فماذا بعد أن امتلأت الأقبية بالهلاليات أو الكرواسون وبأكلات تقليدية شتى على غرار فطائر المسمن والكسرى والمحاجب لتنضم إلى القائمة مؤخرا حلويات العيد بكل أنواعها سواء المعسلة أو الجافة. والشاهد على الموقف يُهيئ له أن حال اغلب الاسرالجزائرية بألف خير وإلا كيف يفسر إقدام بعضها على رمي حلويات العيد في الوقت الذي يشتاق آخرون إلى حضورها بموائدهم والاستمتاع بمذاقها الحلو ويتعجب هؤلاء من تواجدها هناك بأقبية العمارات. في هذا الصدد اقتربنا من بعض السيدات من اجل رصد آرائهم بما أن النقطة المثارة تتعلق بهم بصفة مباشرة كونهن المكلفات بإعداد أنواع الحلويات ومن ثمة تقع عليهن مسؤولية تبذير ورمي حلويات العيد. قالت السيدة زوليخة أنها تستقبل الكثير من الأطباق من عند أحبابها وأصدقائها ولا تكن القدرة لأفراد عائلتها لالتهام تلك الكمية سيما وأنهم يشترطون كثيرا ويفضلون تلك المصنوعة من اللوز مما يجبرها على جمع كل تلك الأطباق وإهدائها إلى إحدى الجارات التي تعاني من ظروف مزرية ولا تسول لها نفسها البتة رمي تلك الحلويات بقبو العمارة كونها تتذكر جيدا أن هناك من الناس من ليس لهم القدرة على صنع ولو نوع واحد وبذلك يفتقدون نكهة العيد، وكان على المقدمين على تلك الأفعال البحث عن المحتاجين لإعالتهم وليس رمي مختلف الأنواع في قبو العمارة دون أدنى ضمير في الوقت الذي يحن الكثيرون إلى تذوقها. سيدة أخرى قالت أنها على معرفة بإحدى جاراتها التي تذهب إلى التخلص من بعض الأنواع الممنوحة لها من طرف البعض في إطار تبادل الأطباق وتهاديها كعرف التزمت به اغلب العائلات الجزائرية من باب أنها تفضل الأنواع المصنوعة من االجوز واللوز ولا تروقها البتة تلك الأنواع المصنوعة من الفول السوداني ما يؤدي بها إلى التخلص منها على مستوى قبو العمارة وتقوم بذلك علانية على مرأى ومسمع الجيران. وحسب ما استقيناه من معلومات أن هناك من تذهب إلى صنع الحلويات بكميات مضاعفة الأمر الذي يؤدي بها إلى التخلص منها بتلك الطريقة سيما بعد أن يتعكر مذاقها وتفسد ويشملها الاخضرار من شدة الرطوبة التي تؤثر فيها لا محالة. لتبقى أقبية العمارات في هذه الأيام مزدانة بالحلويات في انتظار أكوام الخبز اليابس التي سوف تصلها بعد انفراج أزمته وعودة كل العمال عن قريب.