بعد أن شاع عن المواطن الجزائري انه مواطن مستهلك للخبز ومبذر في نفس الوقت لم تجد بعض النسوة إلا الاهتداء إلى طرق وحيل تجنبهن من التبذير الحاصل في تلك المادة الأساسية في غذاء الجزائريين، خاصة وان التبذير بات يلاحق الخبز بنسب معتبرة، دليل ذلك ما هو حاصل على مستوى الشوارع وأقبية العمارات ومختلف الأماكن فحتى احترام تلك النعمة داسه البعض وبتنا نشاهد إشراك واقتسام تلك المادة للمكان مع النفايات بالمفارغ والحاويات. إلا أن بعض النسوة تحدين الموقف وأبين إلا الوقوف من اجل تفادي التبذير الحاصل في تلك المادة في اغلب البيوت الجزائرية فهي في الأول والأخير تُخصص لها ميزانية من مال الأسرة مما أدى بهن إلى اتخاذ تدابير لتجنب رمي الخبز بكميات متزايدة وما تلك الكيفيات التي تفنن فيها إلا دليل على عزمهن على الكف من تبذير تلك النعمة التي ملأت الأقبية والشوارع بعد اقتناء كميات متزايدة منها. وعن هذا اقتربنا من بعض ربات البيوت ومن بعض النسوة المسنات اللواتي وجدناهن ينبذن تلك العادة التي اعتمدها الكثير من الجزائريون كسلوك منافي لأعراف مجتمعنا ولتعاليم ديننا الحنيف، مما أدى بهن إلى ابتكار حيل واللهث وراء كيفيات من شانها أن تقضي على تلك العادة خاصة وأنها تعتمد على الخبز اليابس في تحضيرها، لكي تصل تلك النسوة في الأخير إلى كيفيات مميزة الذوق لا يظهر لمتذوقها أبدا اعتمادها على مادة الخبز اليابس كأساس في تحضيرها. وعادة ما تستعمل تلك الكيفيات مع وجبة القهوة وهناك حتى من يستعملون مسحوق الخبز اليابس في إعداد بعض المأكولات الشعبية بعد مزجه باللحم المفروم. قالت السيدة فاتن أنها تمقت فكرة رمي الخبز وتتأسف كثيرا وهي تراه مبعثرا هنا وهناك، وأضافت أنها تقتنيه بكميات قليلة تبعا لمتطلبات أسرتها وان حدث وان بقت كمية منه فهي تستعملها في كيفيات متنوعة ولا تلجا أبدا إلى رميه، خاصة وان ذلك السلوك يدخل من باب التبذير الحاصل في تلك المادة والذي زادت وتيرته مع مرور السنين ولم يكن بهذه الصورة في السنوات الماضية، وعادة ما تلجا محدثتنا إلى استعماله في إعداد كيفيات حلوة تزود بها أفراد أسرتها في وجبة القهوة وهي كيفيات جيدة يستمتع بها أطفالها، ومن ثمة تتجنب تبذير تلك النعمة التي هي في الأول والأخير تستنزف جزء من ميزانية الأسرة شئنا أم أبينا. أما الحاجة الزهرة فقالت أنها تحتار لأمر نساء اليوم اللواتي باتت عادة تبذير الخبز سلوكا شائعا بينهن ووضعتهن في مرتبة المتهم الأول بما هو حاصل على مستوى الأقبية والشوارع، خاصة وأنهن من يتدبرن أمور المنزل وتناط بهن مسؤولية تحديد اقتناء عدد الرغائف حسب حاجيات أفراد الأسرة، وأضافت أنها تشجع النسوة اللواتي يتدبرن حيلا وكيفيات تجنبهن تبذير تلك المادة إن حدث وان زادت كمية الخبز عن حاجة الأفراد، على غرار استعماله في تحضير بعض الأطباق بعد سحقه وكذلك إدخاله في إعداد بعض الحلويات التي ترافق وجبة القهوة ككيفية "خبز الباي" اللذيذة التي تشبه كثيرا كيفية "البسبوسة" إلى غيرها من الكيفيات الأخرى التي تبدعها أنامل بعض النسوة اللواتي يعارضن ظاهرة تبذير الخبز معارضة شديدة. وحبذا لو يكن مثالا للنسوة الأخريات في كامل الأسر الجزائرية للتخلص من تلك الظاهرة المشينة التي ملأت شوارعنا.